صحيفة أمريكية: تطلعات أردوغان العثمانية تلهم المتطرفين
ظهرت أجندة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، التي كانت خفية ذات يوم لإحياء نسخة حديثة من الإمبراطورية العثمانية، وباتت أطماعه غير سرية في ضوء التحركات الأخيرة، حيث شاهد العالم أردوغان يستخدم أساليب قمعية وحشية لهزيمة المنتقدين المحليين.
وتعد خطوة تحويل آيا صوفيا الكنيسة البيزنطية سابقًا إلى مسجد الشهر الماضي، خطوة رمزية لإلهام المتطرفين الذين يتوقون لخلافة جديدة، بالإضافة إلى مطالبة وسائل الإعلام التي تسيطر عليها الدولة في عهد أردوغان بأول قوة عظمى في العالم الإسلامي، وذلك وفقًا لتقرير لصحيفة "الجيماينر" الأمريكية.
وتسببت التدخلات العسكرية الأخيرة لأردوغان في الشرق الأوسط وخاصة في العراق وسوريا وليبيا، لعدم الاستقرار والفوضى في جميع أنحاء الشرق الأوسط، مما أسفر عن مقتل الآلاف، وأدانت الدول العربية والأوروبية المغامرة العسكرية التركية، في حين وصف الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون تدخل أنقرة في ليبيا بأنه "إجرامي".
من جانبها، رحبت الجماعات الإرهابية والمتطرفة بهذه التحركات، ففي أكتوبر الماضي، أصدرت حركة حماس الفلسطينية بيانًا أعربت فيه عن موافقتها على العمليات العسكرية التركية ضد الجماعات المتمردة الكردية في شمال شرق سوريا.
كان دعم الأنظمة والحكومات التابعة لجماعة الإخوان المسلمين الإرهابية يميز سياسات أردوغان الإسلامية السابقة، وشمل ذلك الدعم العسكري التركي لحكومة طرابلس المؤقتة الموالية لتنظيم الإخوان، وهو الآن يتدخل عسكريا هناك.
وفي السياق نفسه، قال الرئيس ماكرون في يونيو الماضي: "أعتبر اليوم أن تركيا تلعب في ليبيا لعبة خطيرة وتنتهك جميع التزاماتها"، كما ندد رئيس الوزراء اليوناني كرياكوس ميتسوتاكيس بـ "السلوك العدواني" لتركيا، وهدد الاتحاد الأوروبي في 18 يوليو بفرض عقوبات على الأطراف التي تخرق حظر الأسلحة الذي تفرضه الأمم المتحدة في ليبيا، دون تحديد دولة.
علاوة على ذلك، يدعم أردوغان بشكل علني أذربيجان في صراعها مع أرمينيا، وأجرى تدريبات عسكرية مع الجيش الأذربيجاني.
ولفتت الصحيفة إلى أن طموحات أردوغان في الخلافة العثمانية الجديدة، ام تعد أجندة سياسية خفية، حيث أعلن أن بلاده تسعى لاستعادة ما أسماه "الوطن الأزرق"، يشير هذا إلى الهيمنة البحرية التركية خلال العهد العثماني على شرق البحر الأبيض المتوسط وبحر إيجة.