رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«التعدي على مقام النبوة».. سر تحريض مجلة «المسرح» على تكفير يوسف وهبي

نجيب الريحاني ويوسف
نجيب الريحاني ويوسف وهبي

كانت مجلة المسرح التي صدر أول أعدادها في التاسع من نوفمبر 1925 أول من حرض على تكفير عميد المسرح العربي يوسف وهبي٬ بدأت وقائع القصة المثيرة بنشر خبر اتفاق يوسف وهبي على تمثيل دور النبي محمد في فيلم يحمل اسمه. وفي عددها الصادر بتاريخ 17 مايو 1926 نشر محرر باب "على مسرح الفن" محمد عبد المجيد حلمي تحت عنوان "في النهاية" تفاصيل تعاقد وهبي علي فيلم "النبي محمد".

وجاء في متن التقرير الصحفي: "أظن أن القراء قد عرفوا من العدد الماضي أن شركة سينماتوغرافية حضرت إلى مصر. وأنها تحاول أن تتفق مع بعض الفرق المصرية بالتمثيل لها بعض الروايات واليوم نقدم للقراء البيان التالي:

اتفق مدير إدارة الفرقة ويدعي "وداد عرفي بك" مع نجيب الريحاني على أن يمثل له حلقة من حياة "جحا". واتفق مع يوسف وهبي على أن ينتقل مع بعض أفراد فرقته إلى باريس حيث يمثل للشركة رواية "النبي محمد". ويشترك نجيب الريحاني في تمثيل هذه الرواية فيقوم بتمثيل دور "معاذ".

وقد أخذ يوسف وهبي يستعد لإخراج دوره وصنع لنفسه صورة فوتوغرافية للشكل الذي ابتدعه لسيدنا محمد عليه الصلاة والسلام. وهي صورة لا تختلف عن صورة راسبوتين التي صنعها يوسف في كثير أو قليل.

يتابع المحرر معلقًا: إذن ففي عرف يوسف وهبي٬ يكون نبينا محمد رسول الله٬ وحامل علم الدين الإسلامي وناشر كلمته٬ يشبه تمامًا راسبوتين الجاسوس الدنئ والدجال زئر النساء !! وأنا وإن لم أكن رجلا دينيًا ولا درست بتعمق قواعد الدين الإسلامي وأوصاف الرسول عليه السلام إلا أنني (وكل إنسان معي) يستطيع الحكم بأن النبي محمد يختلف كثيرًا عن راسبوتين. وأن يوسف وهبي ذا المزاج الجنوني والحركات التشنجية والعيون الشهوانية والذي يلوح التبذل والاستهتار في منظره العام. لا يصلح مطلقًا لتمثيل هذا الدور الذي يحتاج إلى وقار الرسل وجلال الأنبياء وهيبة الصلاح ورزانة التقوي.

ومن ثم يبدأ المحرر في التحريض علي يوسف وهبي قائلًا: "ثم هناك الناحية الدينية. ما رأي علماء الدين الأجلاء في هذا العمل؟. إلى فضيلة مولانا الشيخ المفتي الأجل نرفع هذا السؤال: هل يسمح الدين لشخص ما أن يتعدي إلي مقام النبوة الإسلامية فيعبث بها ويقدمها للعالم أجمع في صورة شوهاء؟

وما مبلغ علم يوسف وهبي بالدين وأخلاق النبي عليه السلام٬ وصفاته وعوائده حتى يقدم على إبراز شخصيته؟ ألا يعد هذا "تهزيئا" مؤلما ثم هو إهانة جارحة لكل المسلمين. ليس من شأني أن أجيب عن هذا وإنما أنا أنبه علماء الدين الأجلاء إلى موضع الخطر من هذا العمل٬ وعليهم أن يقوموا بواجبهم ويوقفوا هذا العمل الخطر.

ويختتم المحرر: "وفي اعتقادي أن من يقدم علي مقام النبوة٬ يعد خارجًا علي الدين الإسلامي مارقًا من السنة النبوية مروقًا تامًا. على كل سنرى ما يكون في النهاية.