رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

ممرضة بيروت الموجوعة: «آلو.. أريد ملاذًا آمنًا لـ3 رضّع»

باميلا زينون
باميلا زينون

بين أروقة السلام التي تحولت إلى حطام ظهرت الممرضة باميلا زينون وهي تجول خوفًا ورعبًا لما أصاب مشفى القديس جورجيوس ببيروت جراء الانفجار الضخم الذي هز العاصمة اللبنانية مساء أمس الثلاثاء.

باميلا فتاة عشرينية تعمل في قسم العناية بحديثي الولادة "الحضانات"، والتي لاقت صورتها التي التقطها المصور اللبناني الشهير بلال جاويش إعجاب كبير على مستوى دولي وعربي، حيث ظهرت ملاك الرحمة وهي تحمل 3 رضّع حديثي الولادة وتطلب النجدة لتهريبهم خارج المستشفى عقب الانفجار الذي وقع أمس في مرفأ بيروت.

يقول جاويش عن الصورة التي جابت العالم أجمع وتم تصنيفها بأنها صورة العام: "16 سنة من التصوير الصحفي والكثير من الحروب.. لم أرَ كالذي رأيته اليوم في منطقة الاشرفية، خصوصًا أمام مستشفى الروم ولفتني هذه البطلة داخل المستشفى وكانت تسارع للاتصال رغم توقف الاتصالات وهي ممسكة بثلاثة أطفال حديثي الولادة ويحيطها عشرات الجثث والجرحى".

باميلا روت عن مشاعرها في تلك اللحظات خلال فيديو تم انتاجه من قبل شركة إعلام لبنانية خاصة، نشرته على حسابها الخاص بموقع "فيسبوك"، تظهر خلاله داخل المشفى المحطم، قائلة: "سمعنا ضجّة كبيرة وهزت الأرض فينا وتكسر كل شيء"، مشيرة إلى أنها كانت بطابق وفاقت من إغمائها لتجد نفسها في طابق آخر.

وتابعت باكية: "لم يكن يجول بفكري وقتها سوى أن يكون الأطفال تأذّوا بسبب الانفجار، كانت الغرفة الخاصة بحديثي الولاد محطمة وألواح الخشب متساقطة، أخذنا في حملها بعيدًا وهنا سمعنا صوت الأطفال يصرخون وصرنا نطمأن أنهم على قيد الحياة"، لافتة إلى أنها حملت الصغار وصارت تركض على الدّرج لكي تطلب النجدة وخلال تلك الرحلة القصيرة (الطويلة) كانت تتذكر الكثير من الأشياء منها صحة أهلها ووضعهم، وزملائها من الممرضين في الطوابق الأخرى.

وواصلت ملاك لبنان الذي يعيش في وطن يعتصره التجاذبات السياسية وينخر في اعمدته الفساد: "أنا وضعت الولاد بقلبي وقررت أن أحملهم حتى أصل بهم لملاذ آمن لهم".

أضافت: "لم يكن لدىَّ آيادي أخرى لكي اتصل بأهلي أو زملائي لأني بكلتا يداي كنت أحمل الرُّضّع، فقررت ألاّ أفكر إلا بتوصيل الولاد لمحل نقدر نخلصهم فيه من الوضع الجاري".