نائب لبنانى لـ«الدستور»: تخبط الحكومة قد يدفع وزراء آخرين للاستقالة
قال النائب اللبناني الدكتور أسامه سعد، إن استقالة وزير الخارجية اللبناني ناصيف حتي أثارت ردود أفعال متباينة في أوساط أطراف السلطة المختلفة.
وأضاف سعد فى تصريحات خاصة لـ"الدستور"، أن الطريف في الأمر هو انقلاب المواقف بين ليلة وضحاها لدى الأحزاب الداعمة للحكومة من جهة، وتلك المعارضة لها من جهة أخرى.
وتابع سعد: ففي حين كانت الأطراف الداعمة للحكومة تكيل المديح لوزير الخارجية قبل الاستقالة وتتحدث عن مزاياه، بينما كانت الأطراف المعارضة للحكومة تهاجم الوزير وتتحدث عن سيئاته، غير أنه بعد الاستقالة جرى تبادل الأدوار بين الجناحين، وتحول المديح إلى هجاء، والعكس بالعكس.
وأشار سعد إلى أن جناحي السلطة المؤيد للحكومة الحالية والمعارض لها، كانا قبل وقت غير بعيد في إطار حكومة واحدة برئاسة سعد الحريري أطلقت عليها تسمية حكومة الوحدة الوطنية.
وتابع سعد: لقد بات من الواضح أن الجناحين المذكورين ينتميان إلى منظومة سياسية واحدة هيمنت على السلطة وعلى الحكومات المتعاقبة منذ ثلاثة عقود حتى اليوم.
والجناحان المشار إليهما يتحملان بالتكافل والتضامن المسئولية عن الانهيارات الكبرى التي وقع فيها لبنان، كما يتبنيان السياسات المالية والاقتصادية والاجتماعية ذاتها التي أوصلت البلاد إلى الإفلاس والفقر والبطالة وهجرة الطاقات اللبنانية الشابة.
أما الخلافات بين الجناحين فلا تتجاوز التنافس على السلطة ومغانمها، وهي تتصل أساسا باختلاف المرجعية الإقليمية والدولية لكل منهما.
وأشار سعد إلى أن أوساط الانتفاضة الشعبية وقوى التغيير لم تنظر إلى استقالة وزير الخارجية باهتمام كبير، بل اعتبرتها دليلا إضافيا على عجز الحكومة الحالية وفشلها وعلى وصول نظام المحاصصة الطائفية إلى الحائط المسدود.
وأردف سعد: نحن من موقعنا السياسي في إطار تيار المعارضة والتغيير لم نمنح الحكومة الحالية الثقة في المجلس النيابي، واعتبرنا أنها مجرد استمرار للحكومات السابقة، لكن خلف ستار حكومة الاختصاصيين التكنوقراط.
من جهة ثانية، من المهم الإشارة إلى الارتباك في عمل الحكومة، وإلى انعدام الإرادة والقدرة لديها على سلوك أي طريق لإنقاذ لبنان.
ولفت سعد إلى أن حالة الارتباك والمراوحة والتخبط التي تعيشها الحكومة قد تدفع وزراء آخرين للقفز من مركبها الذي يتعرض للغرق.
غير أن ذلك لا يعني بتاتا أن الجناح الثاني من جناحي السلطة الذي يدعي المعارضة اليوم يملك أي قدرة على الإنقاذ، فهو يتبنى أيضا السياسات ذاتها التي تتبناها الحكومة.
وأكد سعد أن الغالبية الشعبية أصبحت على اقتناع تام بأن التغيير السياسي الجذري، والتخلص من المنظومة الحاكمة بجناحيها، هما الشرطان الأساسيان للسير في طريق الإنقاذ، وهو ما يفرض على قوى المعارضة الحقيقية التي تمثلها الانتفاضة الشعبية تصعيد النضال لتغيير موازين القوى بما يتيح سلوك طريق التغيير والإنقاذ.