رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الإخوان... وأوهام الخلافة


على الرغم من الضعف الذى يعترى جماعة الإخوان الإرهابية حالياً داخل الدولة المصرية نتيجة فقدان الثقة بين قيادات الجماعة فى الخارج وكوادرها فى الداخل خاصة من شبابها... كذلك نجاح الأجهزة الأمنية فى تقويض نشاطها على كل الأصعدة خاصة فيما يتعلق بالأعمال الإرهابية.. علاوة على وعى الشعب المصرى الذى تأكد من حقيقة أهداف تلك العصابة التى تتاجر بالدين لتحقيق أهداف دنيوية كالوصول إلى سدة الحكم والسيطرة على مقدرات الدولة وإقصاء كل من يقف ضد تلك الأهداف التوسعية وأخيراً سعيها الدءوب لما تسميه "الخلافة الإسلامية" وهو الهدف الذى أعلن عنه منذ أن أنشئ تلك الجماعة مؤسسها حسن البنا وإن كان لم يوضح ذلك صراحة فى بداية دعوته.... أقول إنه على الرغم من ذلك الضعف فإن نشاط هذه الجماعة الإرهابية حالياً فى الخارج يشهد تحركات محمومة لتحقيق أهدافهم خاصة عندما وجدوا فى أطماع الرئيس التركى الإخوانى رجب طيب أردوغان ما يتماشى مع أوهامهم وأحلامهم حيث خلعوا عليه لقب "أمير المؤمنين" و"خليفة المسلمين" وغيرهما من الألقاب التى أصابته بالجنون وراح يعيث فى بعض البلاد العربية فساداً وينشر الخراب والدمار هنا وهناك مستخدماً جحافل من المرتزقة والمطاريد والدواعش الذين يأتمرون بتعليمات أسيادهم من التنظيمات المتطرفة التى تعتبر الابن الضال غير الشرعى لجماعة الإخوان الإرهابية... وكذلك مستغلاً حالة الضعف السياسى والأوضاع الداخلية المتوترة التى تمر بها بعض الدول العربية مثل العراق وسوريا واليمن وليبيا وكذلك الانكفاء الكامل لدويلة قطر والمستجيبة لكل أطماع ومطالب المغتصب التركى لأراضيها وثرواتها.
وبنظرة سريعة لما تقوم به جماعة الإخوان حالياً فى سبيل تحقيق حلمها الاستعمارى الفاشى فى منطقة الشرق الأوسط والدول العربية سوف نجد بصماتها بدأت تظهر بوضوح على مفاتيح اتخاذ القرارات بل وتحريك الأحداث لصالح المستعمر العثمانى فى هذه الدول.
ففى الوقت الذى تأهب فيه البرلمان التونسى لإسقاط رئاسة الإخوانى راشد الغنوشى وسحب الثقة من رئاسته للبرلمان وجدنا أموال التنظيم الدولى للجماعة تتدخل لإقناع عدد 18 نائباً بالتغيب عن جلسة التصويت أو الامتناع عنه وبالفعل نجحت فى ذلك واستمر المذكور فى منصبه وفضحت وسائل الإعلام التونسية الحرة تلك المجموعة بنشر أسمائهم والمبالغ التى حصلوا عليها نتيجة ذلك... وكان أردوغان هو أول من هنأ الإخوانى الغنوشى باستمراره فى رئاسة البرلمان باتصال تليفونى فى ذات الساعة التى أعلنت فيها النتيجة .
وفى دولة الكويت الشقيقة كان للإخوان دور كبير فى تأجيج المشاعر بين الشعبين المصرى والكويتى من خلال تصريحات وتصرفات صبيانية غير مسئولة أسفرت مؤخراً عن وقف الرحلات الجوية بين مصر والكويت تحت ذريعة فيروس كورونا. والواقع أن هذا الأمر ليس ببعيد عن أصابع الإخوان التى لها التأثير الأكبر على جماعة الإخوان فى منطقة الخليج العربى بالكامل وهنا يجب أن نشير إلى الدور الذى تلعبه قيادات الجماعة الذين ينتمون لما يسمى حالياً الحركة الدستورية الإسلامية الكويتية التى تعتبر الغطاء الرسمى لجمعية الإصلاح الاجتماعى وهى الكيان الإخوانى الرئيسى فى الكويت... وقد تمكن العديد من هؤلاء بالفوز بعدد مؤثر من مقاعد البرلمان الكويتى الذى يلعب بعض أعضائه دوراً كبيراً فى الإساءة للعلاقات المصرية – الكويتية ناهيك عن استعانة الحكومة الكويتية بالإخوان لخلق حالة من التعادل فى مجال الاقتصاد والاستثمار والوظائف العامة بين الشيعة التى تدعمها إيران والسنة التى تدعمها الإخوان... وهنا نشير أيضاً إلى تأثير جماعة الإخوان فى الكويت على دول منطقة الخليج المحيطة بها خاصة قطر التى أصبحت حظيرة مأمونة لكل عناصر وقيادات الجماعة الهاربة من مصر لدرجة أنها أعطت جنسيتها للعديد من هؤلاء الخونة بدءاً من يوسف القرضاوى وصولاً إلى العديد من الإعلاميين المأجورين العاملين فى قناة الجزيرة وبعض الرياضيين الذين لجأوا إليها بعدما اكتشف انتماؤهم لجماعة الإخوان الإرهابية.... ثم أصبحت أيضاً أرضاً خصبة للمستعمر التركى يرتع فيها كما يشاء بل ويسيطر على أحياء ومواقع حيوية بالكامل فيها .
ثم نأتى إلى ليبيا الجريحة التى أصبحت مطمعاً لكل من تسول له نفسه فى الاستفادة من خيراتها وثرواتها مستخدمين فى ذلك هذا الأردوغان الذى يمثل تلك الماكينة التى تحركها الصهيونية العالمية كيفما تشاء ووقتما تشاء ليقوم بما هو مطلوب منه بكل ترحاب ودقة طمعاً فى أن تساعده تلك القوى الاستعمارية فى تحقيق حلم الخلافة العثمانية التى سوف تسيطر على معظم دول المنطقة العربية ويكون مركزها الرئيسى "تركيا" ولا ننسى فى هذا السرد السريع ذلك الدور الذى تقوم به حركة حماس التى لا تدخر هى الأخرى وسعاً فى تصدير الإرهاب للاراضى المصرية عبر الأنفاق غير الشرعية بل وأيضاً بتدريب تلك العناصر التكفيرية وإمدادهم بالسلاح والذخيرة لتشتيت تركيز وانتباه الجيش المصرى عما تقوم به تركيا فى ليبيا وأيضاً فى إثيوبيا وبعض الدول الإفريقية القريبة من الحدود الليبية الجنوبية لإحكام السيطرة عليها.
ثم يأتى دور مروجى الفتن وبائعى الأكاذيب من الإعلاميين الإخوان الذين وهبوا أنفسهم وولاءهم للمستعمر التركى وراحوا يتصارعون فيما بينهم لإرضاء كفيلهم وحاميهم للهجوم على الدولة المصرية التى نشأوا فيها وتعلموا فى مدارسها وجامعاتها وأكلوا من خيراتها ثم كانوا أول الجاحدين لها.
إن جميع هؤلاء يتحركون حالياً فى تناغم وتنسيق على أعلى المستويات من قبل التنظيم الدولى لجماعة الإخوان الإرهابية دعماً لحلم الخلافة العثمانية والذى يحلم الخليفة المزعوم أردوغان بأن يتم تنصيبه لهذا الحلم الوهمى وهو لا يعلم أنه سيكون أول من سوف يتم التضحية به سواء من قبل الصهيونية العالمية أو جماعة الإخوان التى تدور فى فلكها.
وتبقى مصر درة الشرق بإذن الله والتى سوف يسقط على يديها تلك الأحلام والخرافات مهما حاول هؤلاء الخونة ....وسوف يقوم الشعب المصرى بتحطيم هذا الوهم مثلما تصدى لأطماع تلك الجماعة وأسقطها بعد عام واحد من استيلائها على حكم البلاد فى غفلة من الزمن.... علينا فقط أن ننتبه لما يحدث حولنا جيداً وأن نكون على أهبة الاستعداد لمواجهته إذا استدعى الأمر ذلك.
وتحيا مصر...