رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

فلورنس الباريسية.. تفاصيل خطة رشدي أباظة لسرقتها من الملك فاروق

رشدي أباظة
رشدي أباظة

كانت فلورنس باريسية رائعة، وكانت رئيسة فرقة الباليه الذي جاء للأوبرج، وهي في الثامنة والثلاثين من عمرها، ولكن مظهرها لا يشي بهذا السن حسبما روى الفنان رشدي أباظة لمجلة الشبكة".

وأكمل رشدي:" كانت لفلورنس عادات تستوقف النظر، تنتهي من نمرتها في الساعة الواحدة، فتطير إلى فندق المينا هاوس حيث تسكن، وتخلع ثيابها وترتدي البيكيني وتقفز إلى حمام السباحة، وتعوم في ضوء القمر، كانت تراني وحولي الفتيات في الأوبرج، فتنظر إلى أعلى وكأنها لا تراني ولا تعيرني اهتمامًا، ولكنها وهي تفعل هذا تترك لي إحساسا بأنها تستدرجني لتحدٍ لتستفزني إلى معركتها، واللعبة بهذه الكيفية تستهويني".

وتابع رشدي أباظة:" كان فارق السن بيننا 17 عامًا، لذلك قمت بوضع خطة، فاستأجرت غرفة في فندق مينا هاوس، وفي الساعة الواحدة بعد منتصف الليل أقبلت فلورنس إلى حمام السباحة، فوجدتني أسبح مثل فراشة على ظهري دون صوت، وتوقفت لحظة ثم نادت الحارس وقالت له بالفرنسية:" ألم تقل لي إن السباحة بعد الساعة السادسة مساءً ممنوعة؟، فقال لها:" نعم ممنوعة إلا للبيك رشدي اباظة"، وكان كلامه حقيقة، أما أنا فلم الق بالًا للحديث، ومضيت في سباحتي، دون أن أنظر إليها، واندست فلورنس في الماء فساورني إحساس بأنها تندس تحت فراش يغطينا معًا".

يكمل رشدي:" كان لا بد من التأني في المعركة، فسكت تمامًا حتى قالت:" تركت الأوبرج مبكرًا"، فقلت باقتضاب:" ملل"، فردت:"ملل، ومن حوله عشر فتيات كل ليلة، لماذا يدركه الملل؟"، فقلت :" يدركني الملل منهن"، فصمتت تمامًا وكان لا بد للتكتيك من أن يتخذ منحى آخر في استدراجها لحديث تتكلم فيه كثيرًا، ويساعد على مد الجسور، فقلت:" لم أرَ في حياتي مجنونة تسبح بعد منتصف الليل"، فضحكت كثيرًا حتى كادت تشرق في الماء مع أنني لم أقل نكتة، ثم قالت:" هذه حكاية طويلة"، وأحسست بالسعادة تجتاحني وأنا أرى خطتي تنجح تمامًا، ها هي تفتح الأبواب لحكاية طويلة بعد السؤال التكتيكي فقلت:" هل تروين الحكايات الطويلة في البحر أم في البر؟"، فضحكت وقالت وكأنها لا تريد الاستسلام بسهولة:" أنا أسبح نصف ساعة فلا تحرمني من هذه المتعة".

واستطرد رشدي:" انسحبت قبلها وجلست إلى مائدة أعدها الحارس وسألتها وهي في الماء:" ماذا تشربين؟"، فقالت :" ريمي مارتان"، وصعدت فلورنس قبل نصف ساعتها فقلت لها مذكرًا:" أمضيت ثلث ساعة فقط"، فقالت:" من أجلك تنازلت عن عشر دقائق"، وليلتها لم تنم فلورنس في غرفتها".

في اليوم التالي دعتني فلورنس للإسكندرية فقلت لها يمكن أن أمضي يومين هناك، وبالفعل سافرت معها، وقضينا ليلة في الإسكندرية، وفي اليوم التالي تلقيت مكالمة هاتفية من القاهرة بأن لدي تصوير فيلم في ساعة مبكرة من الصباح، ولم أكن أمضيت الليلة الثانية مع فلورنس كما اتفقنا، فقلت لها :" برنامجنا تغير، ينبغي أن نعود إلى القاهرة الآن"، فقالت بدهشة:" ألم نتفق أن نظل هنا يومين؟"، وأبديت عذري لها، فقالت:" كان يجب أن أخبرك انني تركت الملك فاروق من اجلك"، وهنا تذكرت قول الملك فاروق لتحية كاريوكا:" رشدي معك، ولهذا لن يلعب بذيله، وأضمن أنه لن يخطف نسائي".