رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

عيد بلا طقوس.. مصريون يقررون شراء الأضحية «أونلاين»

الأضحية
الأضحية

حال فيروس كورونا المستجد (كوفيد 19)، منذ ظهوره في مصر خلال فبراير الماضي، من تطبيق الكثير من الطقوس والشعائر الدينية المحببة لدى المصريين، ويظهر ذلك جليًا مع قدوم عيد الأضحى المبارك، الذي ربما يكون مروره مثل عيد الفطر المبارك بلا طقوس.

ويتخوف حاليًا المواطنون من الذهاب إلى الأسواق وشراء الأضحية لذبحها في أول أيام عيد الأضحى المبارك، تجنبًا لخطر الإصابة بفيروس كورونا، ما جعل مواقع التسوق الإلكتروني تعرض بيع الأضحية "أونلاين" في سابقة غير مألوفة.

واتساقًا مع ذلك، فقد أجازت دار الإفتاء المصرية الأضحية شراء الأضحية "أونلاين"، مؤكدة أنه لا حرج في شراء الأضحية عن طريق الانترنت من خلال التسوق الالكتروني؛ مشيرة إلى أنه لا يوجد أي مانع شرعي ما دام الأصل في المعاملات الإباحة إلا ما ورد في الشرع بتحريمه، وما دام أَن الشراء عن طريق التسويق الإلكتروني يشتمل على مقومات البيع الشرعي، أركانًا وشروطًا ما يرتبط بالصيغة والعاقدين والمحل.

وأوضحت دار الإفتاء أن فقهاء المذاهب المختلفة؛ الحنفية والمالكية نصوا على صحة بيع العين الغائبة الموصوفة، كذا الأمر معتمد لدى الحنابلة، فيما ذكرت الإفتاء أن الشراء "أون لاين" هو الشراء عن طريق التسويق الإلكترونى الذى يعتمد على عرض البائع لتفاصيل المنتج وكيفية تسليمه.

وقالت إن البيع صحيح إذا استكمل الشروط العامة للبيع، كما في حق فسخ الاتفاق حال تخلف أحد الطرفين عن الشروط، وللمشترى الرجوع للبائع حال عدم موافقة الصفة لواقع الأضحية التي اشتراها.
كيف تعامل المصريون مع الأضحية الأونلاين؟

سيف عبدالله، موظف، اعتاد على أداء الأضحية كل عام من خلال التسوق في إحدى أسواق المواشي الشهيرة بمنطقة روض الفرج، يقول: "بعد أداء صلاة العيد بروح على سوق كبير موجود في روض الفرج، هو في زحام شديد على الجزارين هناك، ولكن لأن في جزار بتعامل معاه عارفني الموضوع مش بياخد وقت".

وأضاف سيف في حديثه مع الدستور: "أي سوق مواشي في جزارين بيكون زحمة جدًا، فما بالك في عيد الضحية، التكدس والضغط عل الجزارين بيكون عالي، ولكن هذا العام الأمور اختلفت كثيرًا بعد فيروس كورونا".

وعزم سيف في هذا العام على تجربة شراء الأضحية أونلاين أي عن طريق الصفحات التي تعرض بيع الماشية عبر الإنترنت، معلقًا: "مش مستعد انزل في زحام العيد الأسواق والتعامل مع الناس في الزحام، وبعدما أجازت دار الإفتاء الشراء أونلاين فا هجربه هذا العيد".

أما محمد سالم، مدير تسويق بإحدى الشركات الخاصة، يعيش في "بيت العيلة" مع أخوته ولكل منهم أسرته المستقلة، قال إنهم يتقاسمون كل شيء معًا بحكم معيشتهم في منزل واحد، كما أنهم اعتادوا على الاشتراك في أضحية عيد الأضحى المبارك سويًا".

وأضاف سالم: "هذا الموسم أنا وأخوتي مترددين في الذهاب إلى الأسواق لشراء الأضحية، وذلك خوفًا على أفراد أسرنا من خطر الإصابة أو العدوى بالفيروس المستجد إذا ما احتكينا أو تعاملنا مع أشخاص مصابين أثناء زحام العيد، لهذا السبب بدأنا نفكر في الأضحية أونلاين لطالما أجازتها دار الإفتاء".

فيما أكدت صفاء علي، ربة منزل، أنها قررت هي وابنها الأكبر على اتخاذ قرار شراء الأضحية من خلال إحدى الصفحات التي تعرض المواشي على الإنترنت بكامل المواصفات والأسعار، موضحة: "زوجي متوفي وأي شيء بنقرره أنا وابني الكبير معًا، وبسبب خوفي عليه هو واخواته قررنا إننا نجرب نشتري أونلاين".

وأشارت صفاء إلى أن هناك بعض الصفحات التي توفر إمكانية الاسترجاع في حال عدم الرغبة في شراء الأضحية، كذا لا تختلف الأسعار عن أسعار الأسواق هم فقط يضيفون سعر التوصيل إلى المنزل.

اتساقًا مع ذلك، أكد الدكتور أحمد كريمة، أستاذ الشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر الشريف، أن الأضحية سنة مؤكدة عن النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) فديةً للبيت وأهله هذا يعني أنه أنه لا يوجد إثم في تركها.

وعن شروط الأضحية أوضح أستاذ الشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر الشريف أن تكون الأضحية سليمة وفي مظهر حسن، أي يجب ألا تكون مريضة أو هزيلة، كذا يجب أن تكون بلغت السن المعتبرة لقضاء الأضحية بحسب السن النبوية.

وتصدرت مديرية أوقاف القاهرة المديريات بنحو 1250 صك أضحية بمبلغ 2 مليون و250 ألف جنيه، يليها محافظة الغربية التي استطاعت بيع1010 صكوك بمبلغ مليون و818 ألف جنيه، بحسب ما أعلنته وزارة الأوقاف.