رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مدير مستشفيات أسوان: نزل الشباب وصلت لنسبة تشغيل 99% وحققنا صفر إصابات (حوار)

مدير مستشفيات أسوان
مدير مستشفيات أسوان

قال الدكتور ياسر صلاح، مدير إدارة المستشفيات بمديرية الشئون الصحية بأسوان، إنه تم غلق وتسليم نزل الشباب التابعة لوزارة الشباب والرياضة بالمحافظة، بعد تعافى آخر حالة من مصابي فيروس كورونا، موضحاً أن الأوضاع بمستشفى أسوان التخصصي بالصداقة، ومستشفى التأمين الصحى التى تساعد فى العزل أيضًا مستقرة، مشيراً إلى أنه بعد انخفاض الأعداد المصابة بالفيروس أصبحت هناك أماكن متاحة لتسجيل الدخول وهناك أماكن فارغة فى التسكين.

وأوضح فى حواره لـ"الدستور"، أن نسبة الإشغال فى أقسام العزل بالمستشفيات على مستوى المحافظة تتراوح ما بين 50 لـ60%، حيث إن الحالات المتوسطة يتم علاجها داخل هذه الأقسام، أما الحالات الصعبة يتم تحويلها للعلاج بمستشفى أسوان التخصصي "الحجر الصحى".

"الدستور" حاورت الدكتور ياسر صلاح، مدير إدارة المستشفيات بالشئون الصحية بأسوان، عن تفاصيل الفترة التى تراوحت حوالى 83 يومًا لتوليه إدارة نزل الشباب كأحد الأماكن المخصصة لعلاج مصابى كورونا حتى قرار إغلاقها بعد انخفاض الأعداد، وإلى نص الحوار.

- هل كان مستشفى الحجر الصحي كامل العدد عند افتتاح نزل الشباب لاستقبال حالات كورونا؟
بالفعل، لذلك كانت هناك مبادرة من وزيرة الصحة، لفتح نزل الشباب والمدينة الجامعية لاستقبال الحالات المستقرة من مرضى فيروس كورونا المستجد، وفي هذا التوقيت كان  المستشفى المخصص لعلاج هؤلاء المرضى مستشفى أسوان التخصصي «الحجر الصحي»، ووقتها الأعداد التي كان يستقبلها كبيرة جدًا، نظرًا لأنهم مرضى المحافظة، وأخرون يتم تحويلهم من محافظات أخرى لتلقي العلاج أيضًا، أبرزهم: الأقصر، وقنا، وسوهاج.

- منذ متى تم فتح نزل الشباب بمدينة أسوان وتخصيصه ضمن الأماكن لعلاج مرضى فيروس «كورونا»؟
بالتزامن مع يوم 23 أبرايل الماضي، تلقينا إخطارًا يفيد أن وزارتي الشباب والرياضة والتضامن الاجتماعي، سيساعدننا لتشغيل نزل الشباب كأحد الأماكن المخصصة لعلاج المصابين بفيروس «كورونا» من الحالات المستقرة فقط، مضيفًا أنه تولى مسئولية إدارتها، وأن وزارة الشباب والرياضة لم تتركهم لحظة وساعدوهم بمعرفة كل شئ داخل نزل الشباب، بجانب أنهم استلموه مجهزا وبكامل احتياجاتهم، وكان من المقرر في خطة العمل أن يتم السير على خط متواز مع دار الضيافة التابعة لجامعة أسوان، والتي في بداية الأمر تم تسليمها لنا كمكان مخصص لعلاج المصابين بالفيروس.

- ما هو أول عدد تم استقباله؟
بدأنا في اليوم التالي من الاستلام والتجهيز استقبال أولى الحالات المصابة بفيروس كورونا المستجد، والذى بلغ عددها 12 حالة، وهؤلاء الحالات بأولى الأيام كان يتم تحويلها إلى النزل من مستشفى أسوان التخصصي «الحجر الصحي» بعد استقرار حالتها الصحية، كما أنه مع بداية تشغيل نزل الشباب، حدث عطل كبير داخل دار الضيافة التابعة لجامعة أسوان، وتأخرت مدة العطل، وبعدها تم تبليغنا من القطاع العلاجي بالقاهرة بنقل الحالات إلى نزل الشباب، واستقر العمل بنزل الشباب، ووصل عدد الحالات 35 حالة في اليوم التالي.

- ما هي التغيرات التي طرأت في نظام العمل بعد فتح نزل الشباب لاستقبال الحالات المستقرة من مصابي كورونا؟
أصبحنا نستقبل الحالات بشكل مباشر دون المرور على مستشفى أسوان التخصصي «الحجر الصحي»، ولكن كان هناك شرط أساسي هو الحالة لتقرير طبي من مستشفى الصدر أو الحميات موضح به أنها من الحالات المستقرة، إلا أنه كان هناك بعض المشكلات في التنسيق مع المحافظات الأخرى، حيث كنا نتفاجأ بورود سيارات إسعاف قادمة لتحويل المرضى إلينا، وتعد من أبرز المشكلات التى واجهناها، نظرًا لأنه لابد من تجهيز خط سير لكل واحدة منهم، بداية من التعقيم، وتجهيز اصطاف التمريض ب ك ل الواقيات الشخصية، والتسكين والوجبات، وكل ما يلزم المريض.

ومن ضمن التغييرات أيضًا تغيير البروتوكول العلاجي لوزارة الصحة بناءً على تعليمات منظمة الصحة العالمية، والذي ينص على خروج المريض بعد إجرائه للمسحة والتى تظهر نتائجها سلبية لمرتين خلال 48 ساعة، إلى خروج المريض بعد تعافيه وشفائه بعد 10 أيام من العلاج بشرط أن يكون آخر 72 ساعة بدون أى أعراض، وتغيير البروتوكول ساهم فى تغيير نظام العمل داخل المنشأة، أبرزها نظام التسكين.

- كيف تمكنت من التغلب على التنسيق فى استقبال الحالات من المحافظات الأخرى،،؟
تمكنا على حل هذه المشكلة من خلال غرفتي عمليات محافظة أسوان، والأخرى بمديرية الشئون الصحية، حيث كان يتم تبليغنا أولا بأول عن طريقهم، حتى يتم تجهيز السكن وسبل الإعاشة والعلاج للمرضى الذين تم تحويلهم من محافظات أخرى.

- منذ متى بدأ العمل فى البروتوكول العلاجي الجديد، ووجهة نظرك فى تطبيقه؟
بالتزامن مع بداية شهر 6 الماضى بدأ تطبيق البروتوكول الجديد، ومن وجهة نظرى كان ناجحًا جدًا، لأنه بشكل فعلى أصاب الهدف لمرضى "كورونا" الذين كانت حالتهم مستقرة ومروا بمدة فى العزل، والدليل على ذلك أن بعض المرضى الذين اختاروا العلاج بالعزل المنزلى لم تتخط فترة علاجهم الشهر، وعادوا لممارسة حياتهم بشكل طبيعى من جديد، بالإضافة إلى أن هناك بعض الحالات الإيجابية التى كانت تقيم مع ذويهم، ولكنها لم تنقل العدوى لأى منهم، وذلك يوضح أن المريض بهذا الفيروس بعد مرور فترة معينة يصبح غير معدى.

- أصعب الأوقات التي مرت عليكم نظرا لارتفاع أعداد المصابين بفيروس كورونا؟
من أصعب الأوقات التي مرت علينا عندما أصيب 23 فردًا من الفريق الطبى بمستشفى أسوان الجامعى، حيث استقبلنا 17 منهم، وكان التعامل معهم صعب جدًا، نظرًا لأنهم يحتاجون رعاية مختلفة لأنهم من نفس المجال ولديهم دراية كاملة، وتم استقبال عدد آخر من الفريق الطبى، ووصلنا إلى 94 حالة، وارتفعت نسبة التشغيل لدينا حوالى 99 %، وكنا قد دخلنا إلى مرحلة "الذروة".

- هل استغرقت مدة ارتفاع عدد المصابين وأزمة عدم تواجد الأماكن فترة طويلة؟
لم يستغرق هذا الوضع مدة طويلة، واستمر لمدة أسبوع تحديدًا بعد عيد الفطر المبارك حيث كان الوضع صعب جدًا، ومستشفى الصداقة "العزل الصحى" كان مكتفيا جدًا، حيث أنه ذات مرة استقبلنا 38 حالة خلال يومين، وكان التشغيل بالنزل وصل نسبته 94 حالة، ولكن بالأيام الأخرى كان يتراوح ما بين 80 و85 حالة.

- كم عمر أصغر وأكبر حالة تلقت العلاج داخل نزل الشباب وحققت الشفاء من "كورونا"؟
أكبر حالة فى السن استقبلناها داخل نزل الشباب كان مريضا يدعى "أ.خ"، ويبلغ من العمر 92 عامًا، وكان جميع الفريق الطبى يشعر بالخوف والقلق، نظرًا لخطورة الإصابة بفيروس كورونا فى هذه السن، إلا أنه بفضل الله تماثل الشفاء بشكل كامل وعاد إلى منزله مرة أخرى.

أما بخصوص أصغر حالة فكانت لطفل يدعى "محمد" عمره 8 أشهر، ولكن المشكلة أن والدته تماثلت الشفاء من الفيروس قبله بعدة أيام، إلا أنه تم وضعه فى مكان آخر لكى تتمكن من رعايته، نظرًا لأنه رضيع ولابد من توفير الرعاية له، وتم تدريب الأم بواسطة أطباء مكافحة العدوى على كيفية رعايته والحفاظ على صحتها من انتقال العدوى بالفيروس مرة أخرى، حتى حقق الشفاء الرضيع أيضًا.

- هل كان هناك علاج مخصص للطفل الرضيع لمصابب بكورونا؟
بالفعل،كان يتم إعطاؤه العلاج الذي يتناسب مع الأطفال، ويشمل أدوية المضاد الحيوى وخافض الحرارة والفيتامينات الشراب فقط، مع العلم أنه على الرغم من إصابته بفيروس كورونا فلم تكن لديه أعراض نهائيًا يعانى منها.

- ما هو نظام التغذية الذي تم اتباعه مع المصابين فيروس كورونا؟
كان الدكتور هشام فتحى أحد الأطباء بالفريق الطبى المسئول عن النظام الغذائي للمرضى، وكان يتم اختيار الأكلات التى  تسهم فى ارتفاع السعرات الحرارية والتى تعمل بدورها على رفع درجة المناعة فى الجسم، حيث كانت أبرز ما تتضمنه الوجبات التالى: اللحم أو الدجاج لتوافر البروتين، والأرز والمكرونة والخبز، والخضروات، والفاكهة مهمة جدًا، بالإضافة إلى اللبن والزبادى وعسل النحل.

- ما أبرز العقبات النفسية الصعبة التى واجهها الفريق الطبي؟
كان هناك  مشكلتان كبيرتان، أولهما: فراق الأحبة، عند تلقينا خبر وفاة والد أو والدة مريض أو أحد الأقارب مصاب فيروس كورونا الذى توافد برفقته إلى المستشفى للعلاج بنفس التوقيت ولم يتم تبليغه، ولكننا لدينا علم بذلك، وكنا نسعى دائمًا على تأهيله لاستقبال خبر الوفاة بعبارات أنه قضاء الله ولابد من التحلى بالصبر، حتى يعرف بالخبر، لكي نساهم فى تخفيف الصدمة عنهم ونبعث الاطمئنان إلى قلوبهم.

أما المشكلة الثانية، تعافى أحد أفراد الأسرة واستمرار العزل للآخر، مما يساهم ذلك فى معاناتهم نفسيًا ولكننا كنا نفعل ما بوسعنا حتى يتحسن نفسيًا، ومن أبرز هؤلاء الحالات أب ونجله كان يقيمان بنفس الغرفة، إلا أن ابنه تماثل للشفاء قبله بمدة تراوحت حوالى 3 أسابيع، بالإضافة إلى حالة الطفلة "سلمى" والتى تعد من الحالات المؤثرة، حيث أن والديها حققاالشفاءن. وخرجت من العزل الصحى، واستمرت مدة إضافية لإيجابية إصابتها.

- متى بدأ الانخفاض فى معدل نسبة المصابين بفيروس كورونا؟
بعد أول أسبوع من شهر يونيو الماضى، بدأ تحقيق معدل أقل بنسبة الإصابة بفيروس كورونا، والحالات التى كان يتم تحويلها من خارج المحافظة كانت قليلة جدًا، كما أن أقسام العزل بالمستشفيات تستقبل الحالات البسيطة وتتلقى العلاج بها والحالات الصعبة يتم تحويلها إلى مستشفى الصداقة، فضلًا عن أنه كان تم تطبيق العزل المنزلى، وبعض المرضى الذين لم تسمح منازلهم بالعزل يتم عزلهم بنزل الشباب.

- متى بدأت الإجراءات لتحديد موعد غلق نزل الشباب؟
قبل تحديد موعد الغلق كنا قد سجلنا بمدة حوالى 4 أيام متتالية صفر إصابات، ولا توجد أى حالات يتم تسجيل الدخول لها، وكان العدد المتبقى من المرضى 20 حالة فقط، وبعدها بدأ العدد فى الانخفاض بعد تماثلهم الشفاء، وعند وصوله إلى أقل من 10 مرضى فى أول شهر يوليو الجارى، تم إخطار وزارة الصحة، وبناءً عليه جاءت تعليمات من وكيل وزارة الصحة بأسوان الدكتور إيهاب حنفى بتحديد موعدًا للغلق، وأنه عقب إجراء عملية التعقيم والتطهير للمكان بالكامل وإعادته كما استلمنا تم غلقه وتسليمه.

- هل أصيب أحد الفرق الطبية خلال فترة عمله بفيروس كورونا؟
بالفعل حققنا 3 إصابات من الفريق الطبى، وتم احتجازهم لتلقى العلاج داخل نزل الشباب حتى تماثلوا للشفاء الكامل، ويعد هؤلاء إجمالى الإصابات طوال المدة، أما أول مجموعتين وآخر مجموعتين أيضًا كانت نتائج المسحة سلبية لهم جميعًا، وكان هناك تغيير للمجموعات كل 15 يومًا.