رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

عبير موسى تحتفل بانتصاراتها على «إخوان تونس»


بدأت حركة التغيير الجذرى فى تونس تعكس المؤشرات التى تتوالى رياحًا عاتية ستهب على حركة الإخوان لتقتلعها من جذورها، ومن مواقعها الحالية، وتتلقى ضربات متلاحقة تزلزل كيانها الإرهابى فى تونس الشقيقة، وهو كيان إرهابى لا يعرف الولاء للأوطان، وإنما ولاؤه الأول والأخير يكون دائمًا لتنظيمه الدولى الإرهابى الذى يهدف إلى تدمير الأوطان، ويدوس على الهويات، ويُكفّر كل من يُعارضه الفكر والاتجاه.
نعم، اقتربت ساعة التحرر منهم فى تونس الشقيقة، وفى يقينى أن تونس ستعود قريبًا إلى ما كانت عليه زمن الرئيس الأسبق الحبيب بورقيبة، دولة مدنية متقدمة، تحترم الحريات وتتصدر الدول فى حقوق المرأة و...
نعم، ستعود تونس الخضراء لأهلها الذين يعشقون الحياة، والفنون، فاتحة ذراعيها من جديد للسائحين من كل بلاد العالم.
وها هى السيدة «عبير موسى»- المناضلة البرلمانية الجسورة، صاحبة الهمة والإصرار والعزيمة الفولاذية، تواصل مسيرتها فى التصدى لحركة النهضة الإخوانية دون كلل أو ملل أو تراجع أو خشية منهم.
إن هذه السيدة الجسورة، ستدخل التاريخ من أوسع أبوابه، وفى اعتقادى قد تصبح أول امرأة عربية تعتلى منصب الرئاسة لدولة تونس إذا ما انتوت الترشح لهذا المنصب.
فالسيدة عبير موسى، عن حق، تجسد الإرادة التونسية فى الخلاص من قبضة الجماعة الإرهابية، وها هى هذا الأسبوع قد بدأت تسجل انتصارات متوالية وجديدة فى مواجهة الإخوانى العتيق راشد الغنوشى، رئيس البرلمان زعيم حركة النهضة التونسية، وسيتوقف أمامها التاريخ كثيرًا ليروى تفاصيل قصة امرأة تونسية شجاعة اسمها «عبير موسى» وقدرتها على زلزلة الأرض تحت أقدام الجماعة الإرهابية فى هذا القطر الشقيق.
عبير موسى لم تكتف بكشف إرهاب أعضاء الإخوان فقط، بل تصدت أيضًا رغم علمها بخطورتهم وتهديداتهم لها، إلا أنها- كما أشرنا- فضلت مصلحة بلادها على حياتها الشخصية عندما انتصرت على رئيس البرلمان الإخوانى راشد الغنوشى، وطالبت بسحب الثقة منه.
وبذلك استطاعت البرلمانية الجريئة عبير موسى أن تقود وتتزعم حركة الانتفاضة الشجاعة ضد حركة النهضة الإخوانية فى بلدها، فبدأت بتقديم مشروع لائحة جديدة تهدف لتصنيف جماعة الإخوان كـ«منظمة إرهابية» مناهضة للدولة المدنية، كما طالبت حكومة بلادها- فى مؤتمر صحفى كبير- باعتبار هذا التصنيف رسميًا، وباعتبار كل شخص تونسى طبيعى أو معنوى له ارتباط بهذه الجماعة، يكون قد ارتكب جريمة إرهابية وفقًا لمواد قانون مكافحة الإرهاب، كما طالبت «موسى» بتنحى «الغنوشى» عن رئاسة البرلمان والتحقيق معه.
وعلى إثر ذلك أودعت «موسى» فى ١٦ يوليو الجارى عريضة لسحب الثقة من زعيم حركة النهضة الإخوانية، ورئيس البرلمان التونسى راشد الغنوشى، وذلك من خلال تجمع ثلاث كتل برلمانية هى: «تحيا تونس» و«الكتلة الديمقراطية» و«كتلة الإصلاح» بالإضافة إلى حصولها على توقيعات نواب من كتل أخرى، ومستقلين ليقترب عدد التوقيعات من النصاب القانونى المطلوب لسحب الثقة من «الغنوشى».
وفى هذا السياق، علقت وعبّرت «موسى» عن هذا الانتصار لإرادة الشعب التونسى قائلة: «إن النصاب القانونى للائحة سحب الثقة من رئيس البرلمان التونسى قد اكتمل، وتبقى خطوة واحدة، ليصبح الغنوشى خارج مجلس النواب»، لافتًا إلى «أن سحب الثقة سيتحدد خلال الجلسة العامة المقبلة للبرلمان، وأنه يلزم ١٠٩ أصوات حتى يتحقق هذا المطلب».
ما سبق يؤكد أن النائبة الواعية، تمضى بخطوات ثابتة ومتواصلة لإزاحة «الغنوشى» وأعوانه من البرلمان التونسى، نضف إلى ذلك أن حركة النهضة الإخوانية التونسية قد تلقت عدة ضربات أخرى شديدة من تيارات وشخصيات تونسية مدنية تُنذر جميعها بقرب الإطاحة بها، وتحرير البلاد منها.
وعلى سبيل المثال لا الحصر، فقد استقال رئيس الحكومة إلياس الفخفاخ، ثم تم أيضًا إعفاء ستة وزراء تابعين لذات الحركة الإرهابية من مناصبهم، وبهذا أصبح «الفخفاخ» رئيسًا لحكومة تصريف الأعمال فقط، على أن يقوم رئيس البلاد قيس سعيد، باقتراح شخصية أخرى بدلًا منه بعد عشرة أيام وفقًا لنص الدستور التونسى.
وهكذا تتصاعد الأحداث وتتلاحق فى تونس الشقيقة باتجاه التحرر من الظلاميين، كل ذلك يأتى بفضل تحرك وقيادة البرلمانية القوية عبير موسى، التى تنضم إليها يوميًا مجموعات جديدة من التونسيين الأحرار، وهكذا تحوّلت «موسى» من نائبة برلمانية مناضلة وجسورة إلى بطلة لتونس الخضراء الجديدة، التى ستشرق عليها قريبًا شمس الحرية والتقدم إلى الأمام.