رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

فردوس محمد.. «أم السينما المصرية» التي لم تنجب بعد زيجتين

فردوس محمد
فردوس محمد


"فاقد الشيء لا يعطيه".. كثيرًا ما تتردد هذه الجملة في كثير من المواقف والأزمان حتى صارت تعامل وكأنها أيقونة، ولكن نجد الكثير من الأشخاص أثبتوا عكس ذلك وكانت الفنانة فردوس محمد أحد أبرز هذه النماذج التي أثبتت أن فاقد الشيء يعطيه.

لقبت الراحلة بـ"أم السينما المصرية" لما أبدعته في دور الأم، فأظهرت الحب والحنان في كافة أدوار الأم التى قدمتها، ولكن على النقيض فإن حياتها كانت خالية من هذه العناصر التى أعطتها من قلبها فلم تنجب وقررت أن تتبنى طفلة.

تحل اليوم ذكرى وفاة الفنانة المصرية فردوس محمد التي رحلت عن عالمنا في عام 1961، بعد حياة حافلة بالإبداع والتميز في مجال السينما والدراما المصرية.

القسوة والعنف
بدأت معاناة فردوس منذ عمر 3 سنوات وتولى تربيتها الشيخ علي يوسف مؤسس جريدة "المؤيد"، والتحقت حينها بمدرسة إنجليزية بحي الحلمية، فتعلمت القراءة والكتابة والتدبير المنزلي وتربية الأطفال، وعندما أكملت عمر الـ 14 عامًا تزوجت وعاشت مع زوجها 5 سنوات ولم يُحسن معاشرتها، وواجهت منه القسوة والعنف فانفصلت عنه وهي عمرها 19 عامًا.
الفرصة التي تنتظرها
جاءت فكرة زوجة جار لها كالمنقذ، عندما عرضت عليها العمل فى فرقة عكاشة المسرحية، فرحبت بهذا العرض الذى يوافق موهبتها وحبها للفن، وبدأت العمل فى الفرقة بمرتب 3 جنيهات، وتألقت فى أدوارها وحققت نجاحا كبيرًا على المسرح، وكان عوض الله عليها كبيرا بلا شك.

وبمجرد أن وقع عليها الاختيار لتجسيد دور الأم من قبل المخرج محمد كريم فى فيلم "يوم سعيد" عام 1940، وكانت أمًا لفاتن حمامة الطفلة وقتها، وتسابق المنتجون والمخرجون للاستعانة بها فى هذا الدور فشاركت فى مئات الأعمال الفنية.
عدم الإنجاب وتبني طفلة
على الرغم من زواجها للمرة الثانية من الفنان محمد إدريس لمدة 15 عامًا، لم تنجب منه حتى وافته المنية، وتبنت طفلة وتولت رعايتها "ناني" وقامت نقابة الممثلين بتكريمها في أول احتفال بعيد الأم نظرًا لأدوارها التى أثرت في السينما المصرية.
ظروف وفاتها
أصيبت بالسرطان وكان حولها عدد من أصدقائها في الفن، وأوصت بـ "ناني" ابنتها بالتبني قبل وفاتها بالمرض.

من أبرز أفلامها "بائعة التفاح، يوم سعيد، ليلى بنت الريف المتهمة، وليلى والطريق المستقيم، ابنتي والمظاهر، والقلب له واحد، عودة طاقية الإخفاء، هدية والعقاب، حب لا يموت، الستات كده، قمر 14، فيروز هانم، ابن النيل، ليلة الحنة، وأسرار الناس المهرج الكبير، فاعل خير، طريق السعادة، عائشة وقرية العشاق، الملاك الظالم، قلوب الناس أماني العمر، بنات الليل، عفريتة اسماعيل ياسين".

ومن أشهر أدوارها تقديمها لشخصية أم عبد الحليم حافظ الكفيفة في فيلم "حكاية حب"، وفي عام 1960 قدمت "عنتر يغزو الصحراء، ومعا إلى الأبد والبنات والصيف"، وفي عام 1961 كانت آخر مشاركات فردوس محمد، فظهرت في 3 أعمال، فقدّمت أم عنتر بن شداد و"الفرسان الثلاثة" ومسرحية "المحروسة"، وبعدها رحلت عن عالمنا في يوم 13 يوليو عام 1961.