رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

بعد الهجوم الإسرائيلي على منشأة نتانز .. كيف ستتحرك إيران؟

الهجوم الإسرائيلي
الهجوم الإسرائيلي على منشأة نتانز

بدلاً من هجوم جوي لا يحمل توقيعاً واضحاً، وقع انفجار غامض من غير الواضح من يقف وراءه، الضرر الناجم هو الضرر عينه – لكن ثمن "الانفجارات الغامضة" يمكن أن يكون أقل بكثير، حتى لو لم تقض العملية على المشروع النووي الإيراني، لكن من المحتمل أن شرياناً رئيسياً أصيب بقوة.

يمكن التقدير بأن الهجوم المنسوب لإسرائيل على منشأة نتانز الإيرانية كان له هدف مزدوج: الأول، نقل رسالة إلى طهران بأن هناك ثمن لتقدمها المجال النووي، إنتاج صواريخ بعيدة المدى، وأيضاً مساعدة تنظيمات في لبنان وسوريا والعراق. ثانياً، في المجال العملي، وهو التشويش على التقدم الإيراني نحو إنتاج القنبلة النووية.

الهجوم سيعطل إيران لفترة طويلة

حجم الضرر الذي لحق بمنشأة نتانز لم يتضح بالكامل. معهد دراسات الأمن القومي حلّل صوراً ألتقطتها الأقمار الصناعية للموقع، وحدد أن الحريق وقع في ورشة تركيب أجهزة طرد مركزي، هذه الورشة تقع بالقرب من منشأة التخصيب، والورشة هي "جزء مهم من المشروع النووي الإيراني لتشغيل آلاف أجهزة الطرد المركزي.
وفقاً لتقارير أجنبية، فإنه بعد الانفجار، لم يعد في الإمكان استخدام المنشأة لهذا الغرض - وثمة شك في أن يكون لدى إيران بديل. المشروع الإيراني سيتأجل لمدة أشهر إذا لم يكن سنوات.

الانفجار في نتانز هو الحادث المركزي في سلسلة انفجارات وحرائق حدثت في إيران خلال أسبوع، سلسلة حوادث غامضة تضرر خلالها بحسب التقارير منشأة تصنيع صواريخ، عيادة، مصنع ومحطة توليد للطاقة في مناطق مختلفة وبعيدة.

الرد الإيراني

العملية بهذا الشكل تخدم الإيرانيين الذين درجوا على عدم الرد بقوة على الضربات الإسرائيلية لعناصرهم ومواقعهم في سوريا، وربما يكون الهدف الإيراني من الصمت هو الهدوء المؤقت ليستكملوا عملهم في ترسيخ منظومة الصواريخ، والامتناع من خلق توترات وانفجار قبل إنجاز عملهم. وهم ينتظرون الوقت الملائم لهم، فحتى الآن لم تنجح طهران في الرد على الاغتيال الأمريكي للجنرال قاسم سليماني في يناير في بغداد، والتقدير دائماً أنهم ينتظرون الوقت المناسب، وأن صبرهم كبيراً.

حتى الآن حاولت إيران التعايش مع العمليات الإسرائيلية، ولكن اجتياز الخطوط الحمراء للجمهورية الإسلامية من جانب أعدائها، سيجبرها على تغيير استراتيجيتها"، هذا ما كتب في مقال نشر في وكالة الانباء الإيرانية كرد على الانفجارات والحرائق التي حدثت في الأسبوع الماضي.

إذا حكمنا على الأمور حسب الاجندة السياسية والإعلامية في إيران، فان هذه الانفجارات "الغامضة" لا تقف على رأس الخطاب العام أو الانشغال السياسي، ومن من المشكوك فيه إذا كان الاختراع المعروف الذي بحسبه الحكومات تبحث عن عدو خارجي للانقضاض عليه من أجل حرف الانتباه عن اخفاقاتها، سيستخدم الآن في إيران حتى بعد الانفجارات.

إيران تدير الآن صراعا شديدا ضد جهود الولايات المتحدة لتمديد سريان الحظر على السلاح التقليدي الذي فرض على إيران والذي يمكن أن ينتهي في (أكتوبر) القادم. وزير الخارجية ظريف يحاول أن يجند ضد الأميركيين الدول الأوروبية والصين وروسيا.

وطالما أن الجهود الدولية جارية فمشكوك فيه إذا كانت إيران سترغب في أن تلقي في الساحة الدولية عملا ً عسكريا يضر بجهودها، إلى جانب هذه الاعتبارات، إيران مثل كل دول العالم. تنتظر الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة. وفترة الانتظار هذه ستجبر إيران على تقييد نشاطاتها العسكرية من أجل تمهيد الارض لاستئناف المفاوضات مع الولايات المتحدة في عهد إدارة بايدن.

كما طرحت فرضية أن الحادث الهجوم على نتانر كان نتيجة هجوم سيبراني. فيمكن الافتراض أن إيران ستحاول الرد - وهذه المرة أيضاً من المحتمل أن يأتي الرد بواسطة هجوم سيبراني أيضاً، ولن يتطور الأمر لعمل عسكري كبير.