رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

قصائد

هدى حسين
هدى حسين

كانوا يتجولون بين الأشجار فى بحث عن روحانية الطبيعة
وكنت أشوى السمك قرب بحيرة صغيرة
وقطتى تقفز عبثًا تحاول التقاط السمك من فوق المشواة دون أن تحرق أطرافها
وكان السمك فى البحيرة يقفز أيضًا
عبثًا يحاول أن يخرج من الماء لينقذ ذويه دون أن يختنق فى الهواء
القطة تلهّت عن مشواتى باصطياد السمك الذى يقفز بانتحارية للشط
وأنا لا أحاربها فى حصاد صيدها
ألاطفها ضاحكة وأستمر فى تقليب السمك على الفحم
عندما جلسوا تحت شجرة قريبة
قدمت لهم السمك الذى التهموه بتلذذ شديد وانطلقوا مستمرين فى البحث
أنا
لملمت باقى الشوك والرءوس والأذيال
منها صنعت يخنة لنفسى
ولم أسألهم
هل وجدوا الروحانية بعد
أم ما زال ينبغى علىّ أن أصطاد لهم المزيد من السمك؟.

دور صغير فى مسرحية فاشلة ربما ينقذها من الفشل
حائط زجاجى يقسم المسرح إلى نصفين مثلًا قد يرفع من قدر العبث
فى عرض لا يرى فيه كل ممثل إلا نفسه
المبالغة فى التجويد تصيبنى بالغثيان
لحسن الحظ
أن الحوائط لا تتقيأ أبدًا
وإن كانت زجاجية
فى النهاية
سأسقط من التعب
وأتكسر فوق رقابهم
وقبل إسدال الستار
سيصفق الجمهور لبراعة المشهد الختامى الدامى
وتوقيته
وينبهر فى انتشاء
لشدة واقعيته

أريد أن أنعى كلب شارع
لأن لا أحد ينعى كلب شارع
لا فى السلم ولا فى الحرب
لا أحد يحفر قبرًا
ويدفنه
لا أحد يعرفه
يخافونه عندما ينبح
ربما
يخشون عضته وما يليها من حقن
ربما
يقطعون ذيله وقت السلم
فيفقد نصف طريقته فى التعبير
الرقابة البشرية
تقطع الذيل وتربط الأذنين
يلعبون معه غصبًا لعبة «منْ السيد هنا»
يركلونه بطرف الأحذية
أو يرمونه بالحجارة
أو يمكرون بحبل حول رقبته مكلل بالوعود عن التبنى المنزلى
ثم يطوحونه ككرة معدنية فى الهواء
فى الحرب
لا يسأل القاتل
هل أصابت القنبلة كلب شارع
لا دخل له بحيثيات المعركة؟
لا يأمر الغازى بإجلاء الكلاب
قبل البدء فى تصفية البشر
أريد أن أنعى كلب شارع
مات موتًا عاديًا
بلا معركة
بلا بطولة
فقط كان كلبًا
فى الشارع
ومات
رأيته منتفخًا على جانب الطريق
والذباب يخرج من بطنه وفمه
كلب سيتعفن هنا
ويتحلل هنا
ويصبح هيكلًا عظميًا فى النهاية
ثم يتساوى مع التراب.