رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«آيا صوفيا» من مصرية بالبدرشين إلى قديسة بأهم صرح فى إسطنبول

آيا صوفيا
آيا صوفيا

بعد الجدل الدائر حول تحويل متحف آيا صوفيا من متحف يجمع بين الفنين المسيحي والإسلامي إلى مسجد تقام فيه  الشعائر الإسلامية فقط بحثنا في عدة مراجع عن الأصل التاريخي لآيا صوفيا التي بنى لها الإمبراطور البيزنطي قسطنطين الأكبر بأموال زوجة القيصر الروسي هيلانة واحدة من أضخم وأعرض الكنائس في العالم.

حسب دراسة الأستاذ الدكتور سيد علي إسماعيل في عدد يوليو من مجلة تراث 2010 "يقال أن آيا صوفيا- معناها باليونانية الحكمة الإلهية – قديسة قبطية من مصر، وتحديدًا من البدرشين – أحد مراكز محافظة الجيزة جنوب القاهرة – كانت تعبد الأوثان في بداية حياتها، ولكنها تعرفت على نساء مسيحيات من جيرانها فاعتنقت المسيحية وتعمقت في العبادة صلاة وصومًا ومعرفة فذاع صيتها الديني وسمع بأخبارها الحاكم الوثني أقلوديوس فقبض عليها وحاكمها بتهمة الكفر بعبادة الأوثان، وحاول إبعادها عن المسيحية بكل وسيلة ممكنة، ولكنه فشل فقام بضربها بالسياط ومن ثم كيها بالنار وأخيرًا أمر بقطع رأسها فأصبحت آيا صوفيا شهيدة دينها المسيحي، وقامت إحدى النساء بالاحتفاظ بجسد آيا صوفيا بعد أن رشت جنود الحاكم الوثني بالمال وقامت السيدة بلف الجسد بالأقمشة الثمينة واحتفظت به في بيتها.

ويضيف الكاتب "ومع مرور الزمن استغل الوجدان الشعبي هذه القصة الغريبة لجسد القديسة آيا صوفيا فكثرت الأحاديث والقصص حول معجزات الجسد الملفوف مثل إشعاعه للنور وإفرازه لروائح عطرية زكية. وهذه القصص تضخمت مع انتقالها من بلد إلى آخر، حتى وصلت إلى الإمبراطور البيزنطي قسطنطين الأكبر، وكذلك إلى الملكة هيلانة زوجة القيصر الروسي، فأمر الإمبراطور بنقل جسد القديسة إلى مدينته القسطنطينية حيث دفنه وبنى حوله كنيسة ضخمة عام 260 م بأموال الملكة هيلانة الخاصة تكريمًا للشهيدة صاحبة الجسد الطاهر وأصبحت هذه الكنيسة كاتدرائية ومقرًا لبطريركية القسطنطينية".

ويشير الكاتب سيد علي إسماعيل إلى قصة أخرى أقل انتشارًا من السابقة تقول "إن أيا صوفيا كانت أمًا لثلاث بنات صغيراتن أسماؤهن الإيمان، الرجاء، المحبة – اعتنقت المسيحية وذاع خبر ورعها وتدينها في عصر عبادة الأوثان بروما، فقام الحاكم أوريانوس بتعذيبها، ومن ثم ذبح بناتها الثلاث أمامها الواحدة تلو الأخرى ورغم ذلك تمسكت بدينها المسيحي، فقام الحاكم بقتلها فأصبحت شهيدة دينها ومن ثم دفنت وبنيت لها الكنيسة ".