رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«عقد مؤقت».. كورونا تسهم فى فتح ملف تعيين الـ«36 ألف معلم»

وزارة التربية والتعليم
وزارة التربية والتعليم

أعلنت وزارة التربية والتعليم في فبراير 2019 عن مسابقة لتعيين 36 ألف معلم بالعقود المؤقتة، وبالفعل تم اختيار العدد المطلوب من أصل أكثر 120 ألف معلم كانوا قد تقدموا بأوراقهم للمسابقة، وفي أبريل من العام ذاته أي بعد شهرين من بدء تلقي الطلبات، استلم المعلمون العمل المؤقت الذي دام لمدة شهرين وثلاثة على الأكثر وبعدها انتهى كُل شيء.

إلا أن النائب رضا البلتاجي، عضو مجلس النواب، أعاد الجدل مرة أخرى حول هذه المسابقة، التي اعتقد الناس أنها انتهت إلى الأبد خاصة بعد إعلان الوزارة عن مسابقة أخرى بعد أشهر قليلة من التعاقد مع المعلمين، وأعلنت الوزارة اعتبار الأولى لاغية لا امتياز للـ36 ألف معلم الذين سبق أن اختارتهم وبدأت وقتها من جديد في اختيار 120 ألف معلم لم يتم الإعلان عنهم حتى الآن.

قال البلتاجي، لـ"الدستور"، إن عدد المواطنين في مصر يرتفع كل عام بمتوسط 3 ملايين مواطن، 100 ألف منهم على الأقل يلتحقون بالتعليم، ومن ثم فنحن بحاجة إلى 300 مدرسة جديدة على أقل تقدير لاستيعاب كل هذا العدد من الدارسين الجدد، وتحتاج هذه المدارس إلى معلمين تعاني المدارس من ندرتهم بالفعل.

وأكد عضو مجلس النواب، أن المعلمين الذين اجتازوا الاختبارات قبل ذلك هم الأحق والأولى بالتعيين من غيرهم، نظرًا للجهد الكبير الذي بذلوه حتى وصلوا إلى هذه المرحلة، ومن غير المنصف أن تضيع مجهوداتهم سدى، خاصة أن الدولة في حاجة إليهم بالفعل.

وأضاف أن الرئيس السيسي أولى اهتمامًا كبيرًا بعدد من المشروعات داخل البلاد، وكذلك يجب الاهتمام بتطوير التعليم باعتباره السبيل الوحيد لنهضة الوطن، وترتكز المنظومة التعليمية الجديدة على عدة عوامل لتحقيق الأهداف المرجوة منها، ومن أهمها عجز المعلمين في المدارس الحكومية.


- هل تكون "كورونا" سببًا في تعيين الـ36 ألف معلم؟

ويتمنى البلتاجي، أن تستجيب الوزارة سريعًا لطلب تعيين المعلمين بعد توفير الاعتمادات المالية اللازمة لهم، لأنه وإن كانت كورونا قد أثرت بشكل سلبي على اقتصاد مصر ومن قبلها العالم، فالاهتمام بالتعليم هو في النهاية أداة الدولة للنهوض من خلال أبنائها المتعلمين، والاهتمام بتوفير المعلم هو أولى خطوات هذه العملية التعليمية.


- معلمون كانوا على وشك تحقيق الحلم

حنان السيسي، معلمة فلسفة، انتهت من دراسة الفلسفة قبل عامين وبعد تخرجها بعام واحد سمعت عن مسابقة الوزارة وقررت التقدم إليها، من خلال توفير الأوراق المطلوبة، وخاضت على حد تعبيرها عددًا من المراحل الصعبة، منها الحصول على شهادات مختلفة وتقديمها للوزارة، بالإضافة إلى السفر إلى بلاد مجاورة للاختبار، ثم المفاضلة التي يتم على أساسها اختيار المعلمين أصحاب الخبرات والشهادات والدرجات العلمية الأعلى، لتكون في النهاية واحدة من ضمن 36 ألف معلم اختارتهم الدولة للتعيين المؤقت.

تقول السيسي، إنها عانت كثيرًا حتى بعد إعلان قبولها في الـ36 ألف معلم، لأنها درست العقيدة إلى جانب الفلسفة داخل أروقة الأزهر، الأمر الذي جعل مديريها يمتنع عن تسليمها العمل أول الأمر لأنه مؤهلاتها أعلى من الخبرات المطلوبة، لكنها ما لبثت أن تسلمت العمل، الذى انتهى التعاقد عليه بعد شهرين فقط، ولا جديد حتى الآن.

علي طه، شاب ثلاثيني، تخرج في كلية الآداب قسم اللغة الإنجليزية، وقدم في العديد من المسابقات الحكومية بعد أن حصل على الدبلومة المعادلة بعد تخرجه من الجامعة حتى يحق له التعيين في وزارة التعليم، عمل طه مدرسًا بإحدى المدارس الخاص قبل أن يصل إليه قرار القبول ضمن الـ36 ألف معلم، فترك العمل في مدرسته الخاصة أملًا في الاستمرار داخل الحكومة.

يقول مدرس اللغة الإنجليزية، إنه خاطر بعمله كمدرس في إحدى المدارس الخاصة، رغبة في الالتحاق بالمدارس الحكومية، وإنه كان يعلم مسبقًا أن المدة لن تزيد عن الشهرين، لكن جرت العادة على تعيين المعلمين وتعاقدهم بشكل دائم عقب انتهاء الفترة المؤقتة، وهو الأمر الذي دفعه إلى ترك عمله، لكن شيئا من ذلك لم يحدث، لم تتعاقد الوزارة مع المعلمين، وأصبح منذ يونيو الماضي دون عمل.