رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

دعا الله ألا يموت في طائرة أو سيارة.. هكذا مات فريد الأطرش بعد كابوس مريب

فريد الأطرش
فريد الأطرش

3 سهرات سبقت رحيل فريد الأطرش.

كان يسهر حتى الصباح، ويلعب قمار، وقع في أسر «روليت» يدور حول 38 رقمًا، ولم يهتم بخسائره الكبيرة، التي لم تمنعه عن اللعب، فلم يكن يلعب ليكسب، إنما «تسالي» في أيام مملة، وكان – بطبيعة الحال – يعيش في فندق بلندن.

وفي اليوم الرابع، لم يزُر الروليت، سقط نائمًا مبكرًا بعد يوم مرهق، ونام نومًا عميقًا من النوم الذي يجذب الأحلام، فزاره كابوس مرعب.

وفق مجلة «الشبكة» اللبنانية، حلم بأن المرحومة أمه السيدة علياء المنذر تتدثر بالزي الأسود وتبكي عليه، وبالقرب منها تقف شقيقتها السيدة طرب بالحجاب الأسود وتشاركها البكاء.

استيقظ من نومه مذعورًا، وقام برواية ما جرى لأقرب مجاوريه، صديقته دنيز جبور، وهو يحاول أن يطمئن نفسه، ويقول: لكن أمي لم تأخذني إليها.

قالت له دنيز، وهي تحاول تهدئته: متخافش يا فريد، كلنا نحلم، لكن لا شيء يتحقق من أحلامنا، يبدو ان أمك تطلب الرحمة، فصلّ لها.

ظلَّ فريد متشائمًا لفترة طويلة، وقال لها: تعالِ نسافر.. أريد أن أعود لبيتي.

وفي الطائرة، التي كانت تنقله من لندن لتعيده إلى بيته في بيروت، تتردد على لسانه عبارة واحدة فقط: يا رب.. أوصلني إلى بيتي.. ارحمني ولا تدعني أمت في الطائرة.

جلست دنيز تجفف دموعها الصامتة، وتشاركه النداء والدعاء في سرها، خاصة أنه يعيش ذروة مرضه، ثم ابتسمت وقالت له: طول عمرك تدعو ربك ألا يميتك في طائرة أو سيارة أو في الشارع، فلا تخف، إن الله يحب الذين يسبحونه بأصواتهم الجميلة.

عاند فريد النوم طوال الرحلة حتى وصل بيته في بيروت، وما إن دل وجد خطيبته سلوى القدسي، لكنه لم ينم أيضًا.. شعر بأزمة قلبية وتضخم القلب والكبد فانتقل إلى المستشفى.. وكانت آخر أيامه.