رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

أحزاب جزائرية تستنكر تصريحات اليمين الفرنسي المتطرف

مارين لوبان
مارين لوبان

استنكرت أحزاب سياسية جزائرية، الخميس، التصريحات التي أدلت بها مؤخرا رئيسة حزب التجمع الوطني الفرنسي (اليمين المتطرف) مارين لوبان، تزامنًا مع إحياء الجزائر للذكرى الـ 58 للاستقلال وإنهاء الحقبة الاستعمارية الفرنسية التي اعتبرتها لوبان "عملًا حضاريًا".

من ناحيته، أدان حزب جبهة التحرير الوطني "الأفلان"، أكبر الأحزاب تمثيلا في البرلمان، التصريحات العدائية المتكررة لليمين المتطرف في فرنسا، ضد الجزائر ومؤسساتها الرسمية.

وقال الحزب في بيانه اليوم: "إن التهجم الجديد لمسئولة التجمع الوطني، اليميني المتطرف في فرنسا، يؤكد مرة أخرى، العقدة التاريخية لجزء من الطبقة السياسية في فرنسا تجاه الجزائر المستقلة، خاصة في هذه المرحلة التي تعرف إرساء معالم نظام حكم جديد، منذ انتخابات 12 ديسمبر 2019.

أضاف البيان: أنه "كان الأحرى بمسئولي اليمين المتطرف أن يخجلوا من احتجاز بلادهم لرفات وجماجم المقاومين الجزائريين، لمدة أكثر من 170 سنة، في صورة تعكس الوجه الحقيقي لبشاعة الاستعمار، الذي يرى فيها هؤلاء المتطرفون عملا إيجابيا، وهي الحماقات التي ردت عليها الشعوب التي تعرضت لبطش الاحتلال، ومنها الشعب الجزائري الذي يجدد في كل مناسبة تمسكه بضرورة اعتراف فرنسا بجرائمها، وتعويض ضحاياها".

واعتبر الحزب أن ما حرك قوى اليمين المتطرف في فرنسا هو الاحتفاء الرسمي والشعبي في الجزائر بعودة الشهداء، والمراسم ذات الدلالة التي تم فيها استقبال وتكريم ودفن جثامين هؤلاء الأبطال.

وقال البيان إن "حديث رئيس الجمهورية عن اعتذار فرنسا عن جرائمها، وتشدده في التمسك باستعادة رفات جميع شهداء وأبطال الجزائر لدى باريس، وغيرها من الحقوق غير القابلة للتقادم، أفزع القوى المتطرفة، ووضعها أمام الحقيقة التاريخية بأن الجزائر المستقلة لا تفرط في ذرة واحدة من ميراث شهدائها، ولا تسمح لأحد بالمساس باستقلالها، ولا بقرارها وسيادتها".

أما حزب التجمع الوطني الديمقراطي "الأرندى" ثاني أكبر الأحزاب تمثيلا في البرلمان، فقد اعتبر في بيان له أن سخرية زعيمة اليمين المتطرف مارين لوبان من مطالبة الجزائريين فرنسا بالاعتذار "دليل على النزعة العدائية ضد بلد مستقل كان الفضل لأبنائه في الدفاع على شرف فرنسا في كل حروبها بينما كان والدها لوبان وأوساريس وبيجار واخرون يمارسون أبشع أنواع التعذيب في حق الشعب الجزائري"، بحسب نص البيان.

بدوره، اعتبر حزب الحرية والعدالة في بيان له أن تصريحات زعيمة اليمين المتطرف تنم بوضوح عن النزعة العنصرية الحادة المتأصلة في هذا التيار الذي لا يجد مناسبة إلا ويستغلها بتصريحات الكراهية والعداء لكل ما هو جزائري مع كل طلب ترفعه الجزائر دولة وشعبا حول ضرورة اعتذار فرنسا عن جرائها طيلة أكثر من قرن وثلاثين سنة من الاستعمار الغاشم.

واعتبر الحزب أن استرجاع الجزائر لجماجم زعماء المقاومات الشعبية لم يمر على أمثال مارين لوبان دون أن يذكرها بالماضي الاستعماري البشع لبلدها، وقال إنأن هذه "التصريحات الوقحة لن تغير من الوقائع التاريخية"، مؤكدا أن مطلب الجزائريين بالاعتذار سيبقى حقا عادلا ومشروعا يسعون إليه حتى يتحقق وأمرا مقدسا لدى كل الجزائريين بذات القداسة التي يرفضون فيها أي تدخل في شؤونهم الداخلية".

أما حزب حركة البناء الوطني فقال إن التصريحات الأخيرة لمارين لوبان تؤكد مرة أخرى أن مقاومة وكفاح الشعب الجزائري الثائر من أجل استقلاله وسيادته وحريته "لازال يقلق ويزعج فرنسا الاستعمارية ويثير أبواقها المتطرفة".

وقال التحالف الوطني الجمهوري في بيانه إنه تلقى باستهجان واستنكار كبيرين ردة فعل لوبان حول مطالبة السلطات الرسمية الجزائرية فرنسا بالاعتذار عن ماضيها الاستعماري وما اقترفته من جرائم إبادة ضد الجزائريين.