رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

إخوان الكويت.. ولعنة القذافى



الإخوان، الذين تآمروا على معمر القذافى، كانوا يتآمرون معه، ضد دول عربية عديدة. وكنا قد قررنا ألا نتناول التسريبات، التى فضحت تآمر «إخوان الكويت» مع الرئيس الليبى السابق، إلى أن تتخذ السلطات الكويتية إجراءً بشأنهم، مراعاةً لحساسية الأشقاء المفرطة، هذه الأيام، وحتى لا نسبب حرجًا للدكتور محمد صالح الذويخ، صديقنا «السابق»، سفير الكويت لدى القاهرة!.
بعد طول انتظار، قام جهاز أمن الدولة الكويتى باستدعاء مبارك الدويلة، الذى لا يزال مقيمًا فى الكويت، وحاكم المطيرى، الهارب إلى تركيا. وأكدت مصادر كويتية، أن الجهاز أحال الاثنين، أمس الأول الأربعاء، إلى النيابة العامة، وأنهما يواجهان اتهامات عديدة، من بينها التخابر مع دولة أجنبية، الإرهاب، التآمر على قلب نظام الحكم، التواطؤ مع عدو أجنبى، وإقامة علاقة مع دولة تجهز لأعمال عدائية ضد الكويت وضد دول شقيقة تجمعها بها علاقات استراتيجية.
مبارك فهد الدويلة، نائب سابق بمجلس الأمة الكويتى، وهو الشقيق الأكبر للمدعو ناصر الدويلة، الذى تصادف أن تقضى محكمة الاستئناف الكويتية، فى اليوم نفسه، بحبسه سنة مع الشغل والنفاذ عن قيامه «بحملات إعلامية ضد السعودية، وإساءة استعمال الهاتف». أما المطيرى، فكان أمينًا عامًا لـ«حزب الأمة»، ومدرجًا على قوائم إرهابيى دول الرباعى العربى: مصر، السعودية، الإمارات، والبحرين. والثلاثة: الدويلة، الكبير والصغير، والمطيرى، طالتنا بذاءاتهم وتقيؤاتهم على وسائل إعلام الإخوان، أو فى حساباتهم على شبكات التواصل الاجتماعى. ولأسباب لا نعرفها، تساهلت الدولة الشقيقة معهم، كما لا تزال تتساهل مع إرهابيين وسفهاء غيرهم!.
إخوان الكويت، إما أعضاء فى النسخة الكويتية من الجماعة، التى تأسست سنة ١٩٦٣ تحت اسم جمعية «الإصلاح الاجتماعى». أو ينتمون إلى «الحركة الدستورية الإسلامية»، الذراع السياسية لتلك الجمعية. وهناك أيضًا من يزعمون أنهم مستقلون، بينما تثبت أقوالهم وأفعالهم أنهم تحت سيطرة قيادات التنظيم، أو العائلة الضالة التى تحكم قطر بالوكالة. وهناك، طبعًا، عملاء لتركيا، كالمطيرى وآخرين، ممّن فروا إليها، هربًا من ملاحقتهم عن جرائم ارتكبوها.
ككل دول المنطقة، كان للكويت نصيب من مؤامرات الإرهابيين وجرائمهم. وعلى سبيل المثال، لا الحصر طبعًا، تم إلقاء القبض على شبكة إرهابية، فى نوفمبر ٢٠١٥. وفى يوليو ٢٠١٦، تم إحباط ٣ مخططات لاستهداف منشآت، كما تم إلقاء القبض على خلية إرهابية، فى أكتوبر ٢٠١٦، كانت بصدد تنفيذ عمليات و... و... وصولًا إلى إلقاء القبض على خلية إخوانية، فى يوليو الماضى، قامت بتمويل تنظيمات فرعية مسلحة. وأخيرًا، كشفت تسريبات «خيمة القذافى» عن تآمر قياديين إخوانيين، ضد دولتهم، وضد دول الخليج، وضد دول عربية أخرى.
فى «خيمة القذافى»، تحدث حاكم المطيرى عن خطط لنشر الفوضى والعنف فى الكويت، والسعودية، والبحرين، وعن استغلال الأوضاع المضطربة فى سوريا والعراق، للقيام بأعمال تخريبية، ووعده الرئيس الليبى السابق بتقديم الدعم له لتنفيذ تلك الخطط. والشىء نفسه، تقريبًا، تضمنه التسريب الصوتى لمبارك الدويلة، الذى يواجه، إلى جانب الاتهامات المشار إليها، عدة اتهامات أخرى، كإذاعة أخبار كاذبة والإساءة إلى الذات الأميرية: إلى أمير دولة الكويت.
غباء هذا الدويلة جعله يعترف بصحة التسريبات، إذ كتب فى حسابه على «تويتر» أنه كان مضطرًا لمجاراة القذافى فى حديثه «لطمأنته ومعرفة ما وراءه»، وأقر بأنه لم يجرؤ على معارضته وهو معه فى خيمته. ثم لامس غباؤه السقف، أو تجاوزه، حين زعم، على «تويتر» وفى برنامج تليفزيونى، أنه نقل تفاصيل ما جاء فى التسريب إلى أمير الكويت، وأنه بناء على نصيحة سموّه، نقله أيضًا إلى الملك السعودى سلمان بن عبدالعزيز، الذى كان وقتها أميرًا للرياض.
قلنا إن غباءه لامس السقف أو تجاوزه، لأن على جراح الصباح، وزير شئون الديوان الأميرى الكويتى، نفى تلك الادعاءات وأكد أنها «محض تقول وافتراء على المقام السامى». كما نفاها أيضًا عساف بن سالم أبوثنين، عضو مجلس الشورى السعودى، الذى أوضح أن الدويلة، كان يحضر بين الحين والآخر مجلس الملك سلمان، حين كان أميرًا للرياض، مثل آلاف السعوديين ومواطنى دول مجلس التعاون، وأكد أن أحاديثه كانت تتعلق بطلبات شخصية أو بأمور تخص عائلته، ولم يحدث أن تطرق مطلقًا إلى أى موضوع يخص لقاءاته مع القذافى.
.. وتبقى الإشارة إلى أننا تمنينا، فى هذا المكان، منذ سنة تقريبًا، أن تتطهر الكويت من رجس الإخوان، وألا تستجيب لضغوط الخارج، أو الداخل. وتوقعنا أو انتظرنا أن تبدأ الدولة الشقيقة فى التخلص من الوافدين منهم، الفارين أو الكامنين. وفى ملاحقة المواطنين، الناشطين والخاملين. وفى تقليم أظافر المتنفذين المنتشرين فى دوائر الدولة العليا. وربما حلّت لعنة القذافى على «إخوان الكويت»، حتى يتحقق ما تمنيناه، ولا يخيب توقعنا، أو يطول انتظاره.