رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

ما بين «التحرش والكبت» هل الحرية الجنسية الحل؟.. خبراء يجيبون

التحرش
التحرش

ما بين التحرش والكبت وفقد الحريات ضاعت شعوب كاملة في نسب الخطأ لشخص بعينه، كُتاب مختلفين دارت موضوعاتهم حول من المذنب؟ ومن الفاعل والمتسبب؟، خبراء حاولوا التفسير أو التوصل لطريقة يمكن من خلالها معرفة إذا كان إعطاء الجنسين حق العيش بحرية دون قيود أو تعسف.

ومنذ أعوام طويلة ويحاول العالم خاصة في المجتمعات العربية التخلص من أزمة التحرش، التي لا يوجد سببًا واضح لها حتى الأن، فالبعض يقول أن ذلك بسبب الكبت أو الإنغلاق والبعض الآخر يعزى التحرش إلى إعطاء الحريات للذكر أكثر من الأنثى، فلاقت العديد من النقاشات حول وجود شخص يمكن أن ينسب له السبب في انتشار التحرش وفقد الحريات، وكان قد صرح المخرج عمرو سلامة في عام 2014 أن الحل للتخلص من التحرش هو "الحرية الجنسية".

فكان قد علق حينها على واقعة التحرش سابقة، في تدوينة نشرت على حسابه الشخصي على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، مؤكدًا خلالها على أنه لا يوجد حل حقيقي لأزمة التحرش، من وجهة نظره إلا بـ"الحرية الجنسية"، وذلك من خلال تقنين البغاء، واصفًا ذلك بأنه أقل ضررًا من التحرش.

ولذلك حاورت "الدستور" عدد من الخبراء والمفكرين في فكرة الحرية الجنسية لمنع التحرش، وقالت خبيرة العلاقات الأسرية نانسي ماهر، إن الحرية تبدأ بإعطاء المرأة حقوقها كاملة في العيش بالشكل الذي تريده دون النظر لها كمذنبة، كما يمكن أن تتوفر الحريات لكل شخص بعيدًا عن اتهامات المجتمعات بالرفض، حيث أن المجتمع لا يرفض الحرية أمام رفضة لأي شيء غير منطقي أو غير مدروس.

كما أن نظرة الرجل إذا تغيرت للمرأة المتحررة والتي تعيش حياتها بشكل منفتح يمكن ذلك أن يقلل من عمليات التحرش أو النظر للمرأة بصورة غير مقبولة، إضافة إلى تعميمهم لكل واحدة سواء كانت تعيش بحرية دون أخطاء، أو أخرى تعيش بأخطاء، معتمدين في ذلك على "المبدأ القائم بقى البرئ متهم حتى تثبت برائته وده عكس قانون العدل".

أما المفكر والسياسي إسماعيل حسني، يرى أن الحريات في المجتمعات العربية، سواء تجاه الشباب للتحرش واتهام الفتيات بأن أزيائها السبب، والانسياق خلف شيوخ السبوبة كعبدالله رشدي، مؤكدًا أن الحريات يمكن أن تأتي للمجتمعات لو تغير فكر كل الأديان، حيث أنه يرى أن الأديان الإبراهيمية بأكملها تدعي للتطرق وتحمل نفس النظرة الدونية للجسد، وترى المرأة عورة، سواء كان شيخ وكاهن وحاخام دون فرق بينهم، مضيفًا أن الجميع يحرضون على إخفاء المرأة واحتقارها والتحرش بها.

وأكد أن الحريات أيضًا يمكن أن تأتي بعد تخلص الفتيات والأهالي من الخوف من الإبلاغ عن أي متحرش ولو بكلمة أو مغتصب يجعل العالم يصف المجتمعات العربية بالفشل والذكورية والظلم.

جدير بالذكر أن المنظمات والحركات النسوية في مصر وعلى رأسهم المركز القومي للمرأة في مصر الذي يعتبر من أوائل المؤسسات التي ساندت الفتيات اللذين تعرضوا للتحرش بعد انتشار قضية الشاب الذي اغتصب 100 فتاة، إذ تقدم المركز ببلاغ للنائب العام للتحقيق في الواقعة، مطالبا جميع الفتيات اللاتي وقعن ضحية للشاب أو غيره بالتقدم ببلاغات رسمية ضدهم لوقف هذه الجرائم.

كما أكد العديد من العاملين على حقوق المرأة في تصريحات لهم أنه لا يوجد مبرر للتحرش، وأن التحرش وهتك العرض والاغتصاب جرائم ومن يتسامح معهم أو مع جرائمهم يكون بنفس الكفة معه، دون التحايل على ذلك بنسب تهم للفتيات سواء من خلال طبيعة حياتهم أو شكل أزياىهم، حيث أن التبرير للنفس لا يمكن أن يؤخذ في في ظل السعي حول الحصول على حريات والحقوق بكل قوة.