رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

كيف أصبح الأطفال «السلاح السري» لزيادة معدل الجرائم الإلكترونية؟

الجرائم الإلكترونية
الجرائم الإلكترونية

في دراسة جديدة أصدرتها منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسيف"، أثبت أنه كل نصف ثانية يتم تسجيل طفل جديد على مواقع التواصل الاجتماعي في ظل أزمة كورونا، وأن 80% من هؤلاء الأطفال معرضون للخطر مثل التنمر الإلكتروني وسرقة هوياتهم والاستخدام السيئ لبياناتهم الشخصية، خاصة وأن 35% من هؤلاء الأطفال أقل من 13 سنة.

وفي 2017 أشارت "اليونسيف"، في تقريرها السنوي، أن الاطفال يمثلون ثلث مستخدمي الإنترنت، وأن أكثر من 170 ألف طفل ينضمون إلى مستخدمي الإنترنت كل يوم، وأوضح التقرير أنه مع ارتفاع أعداد مستخدمي الإنترنت من الأطفال، يجب تعزيز جهود حماية بياناتهم وهوياتهم على الإنترنت خوفًا مما وصفته بالاستغلال التجاري للطفولة.

وفي دراسة لمكتب الإحصاءات الوطنية البريطاني في عام 2018، أن واحد من كل ثمانية مراهقين يقضون ما لا يقل عن 3 ساعات يوميًا على وسائل التواصل الاجتماعي، وقد تضاعف هذا الرقم خلال السنوات الماضية، وتستخدم الفتيات المواقع أكثر من الذكور.

في تقرير أعدته وزارة الاتصالات والجهاز القومي للاتصالات عن حجم الزيادة التي شهدها الإنترنت خلال شهري مارس وأبريل الماضيين نتيجة أزمة فيروس كورونا المستجد، واعتماد المصريين على الإنترنت كوسيلة أساسية في الحجر المنزلي، سواء في العمل عن بعد أو للتعليم وكذلك للترفيه من أجل الأطفال، رصد وجود 50 مليون مستخدم للإنترنت الثابت في مصر وما يقرب من 39 مليون للإنترنت عبر الموبايل، ووصل حجم الاستهلاك إلى 89%، وزيادة فارقة في استهلاك الإنترنت المنزلي بنسبة 87%.

وأشار التقرير، إلى أن نسبة تصفح مواقع الإنترنت زادت بنسبة 131%، وزاد استخدام فيسبوك ليصل إلى 151%، أما تطبيق "تيك توك" زاد معدل استخدامه بنسبة 194%، ونسبة استخدام تطبيقات الألعاب كانت 96%، زادت نسبة استخدام تطبيق "واتسآب" لـ34%.

كل هذه العوامل وأكثر كانت سببًا في طرح العديد من التساؤلات هل يمكن استقطاب الأطفال واستغلالهم في سرقة البيانات والمعلومات الشخصية، خاصة مع زيادة معدل الجرائم الإلكترونية بنسبة تصل إلى 300% وفقًا لعدة تقارير كبديل عن الجرائم التقليدية في ظل أزمة جائحة كورونا.

خبير أمن معلومات: الألعاب والتطبيقات الحديثة يتم التواصل فيها مع طرف مجهول

قال المهندس وليد حجاج، خبير أمن المعلومات، إن المنبع الأساسي لسوء استخدام الأطفال للتكنولوجيا ووسائل التواصل الاجتماعي، يأتي في البداية من أولياء الأمور لعدم تعاملهم الجيد مع التكنولوجيا وتساهم بشكل كبير في نشر أخبار عن أسرتها وأبنائها، وهو ما يعطي الفرصة للأبناء في تقليد ذات السلوك في نشر محتوياته ومحتويات الأسرة على مواقع التواصل الاجتماعي.

وأوضح، أن الأساس أن يكون أولياء الأمور القدوة في نُصح أبناءهم بالتيقن واستخدام وسائل التواصل بشكل جيد وآمن وعدم نشر أي نوع من المعلومات مهما كانت بسيطة وغير ذات أهمية بالنسبة لهم، فهذه المعلومات يمكن أن تكون ذات قيمة لدى جهات أخرى، وهذا ما يحد من ظاهرة استغلال الأطفال في سرقة البيانات الأسرية.

وأضاف حجاج، أن الأكثر شهرة في الفترة الحالية هو استخدام الأطفال للألعاب "الأونلاين"، ومن خلالها يتم التواصل مع طرف أخر مجهول، فمعظم الألعاب تعتمد على المحادثة الكتابية والصوتية وأحيانا بالفيديو، وهذا يتيح تعامل الطفل مع ثقافات يمكن أن تطرح لديه أفكار مغلوطة أو عكس القيم المجتمعية الناشيء فيها.

وتابع، أنه للحد من هذه الظواهر التي من شأنها استغلال وسرقة البيانات، من خلال طريقتين، الأولى من خلال برامج الرقابة الأبوية، يتابع من خلالها ولي الأمر كل ما يستخدمه ابنه على هاتفه المحمول، وهو ليس برنامج تجسس بل يكون بعلم الطفل ولكن تحت رقابة أبوية، وهناك بعد الهواتف التي تدعم خاصية أن يكون الأب هو المتحكم في أي برنامج أو تطبيق جديد يقوم الطفل بتحميله على هاتفه ولا يتم إلا بموافقة الأب بعد الاطمئنان على طبيعة هذا البرنامج.

وأوضح، أن أشهر أنواع الجرائم التي يتم فيها استغلال الأطفال من خلال وسائل التواصل الاجتماعي، هي جرائم الابتزاز الجنسي والتحرش، وهذا يرجع إلى عدم وعي الطفل الكافي ما يجعل البعض يستدرجه لإرسال صور غير لائقة، واستغلاله من خلالها، خاصة وأن الأطفال في العمر الصغير يكونون في بداية تعرفهم على أعضائهم الجسدية فيصبح من السهل استغلاله.

استرسل: "عمليات سرقة الحسابات الشخصية على مواقع التواصل الاجتماعي أصبحت سهلة وكثيرة، فيمكن أن يتم سرقة حساب الطفل ويبدأ في التواصل مع أصدقاءه المتواجدين في صفحته؛ ومن خلال هذه الطريقة يحدث العديد من الكوارث"، مضيفًا أن الأسوأ يحدث للفتيات خاصة في بداية سن مراهقتهم لبعض الحسابات الوهمية التي تنتحل صفة أطباء فترسلن الصور لها.

وأشار حجاج إلى أنه لابد من وجود برامج للتوعية خاصة في التوقيت الحالي من مكوث الغالبية العظمى من الأطفال وأولياء أومورهم في المنزل في ظل أزمة كورونا، سواء عن طريق برامج التوك شو، وكذلك يجب إضافة مادة يتم تدريسها للأبناء تحت مسمى "سوشيال ميديا" أو "أمن معلوماتي"، تهتم بشرح طرق التعامل الأمن والسليم مع التكنولوجيا والذي من دوره أن يخدم الابناء ووالديهم.


استشاري إدارة أعمال ونظم معلومات: الأطفال الأكثر عرضة لجرائم الابتزاز الإلكتروني

أوضح الدكتور حسين عادل فهمي، استشاري إدارة الأعمال ونظم المعلومات، أن الأسرة يقع عليها الدور الأكبر في حماية أطفالها ونفسها من خطر سرقة البيانات، وتبدأ بالنصح والإرشاد بعدم الإفصاح عن أي بيانات تخصهم، خاصة وأنه في عصر التكنولوجيا الحالي أصبح من الصعب التخلي عن الهواتف المحمولة ووسائل التواصل الاجتماعي.

تابع: "يجب أن يكون كل حساب على أي موقع تواصل اجتماعي بإيميل يختلف عن موقع آخر، وأن يتم التركيز عند مشاركة الروابط المختلفة واستقبالها كذلك، وتشغيل خاصية معرفة أماكن الهواتف الأجهزة الذكية، وأنه يجب الفصل بين الإيميل الخاص بالعمل والإيميل الشخصي، وتفعيل كافة التدابير التي تصعب من عمليات الاختراق، وعدم فتح أي رابط غير معلوم مصدره، لأنها تكون السبيل الأساسي للمخترقين في سرقة البيانات".

قسّم فهمي الجرائم الإلكترونية إلى أنواع، منها المتعلقة بالمستخدم وتتمحور حول النصب والاحتيال؛ من خلال بيع المنتجات الوهمية ويتم وضع كافة بيانات العميل وهنا تحصل عملية سرقة البيانات، والنوع الأكثر إجرامية هي جرائم الابتزاز وكذلك جرائم انتهاك الخصوصية من خلال مواقع وتطبيقات تتطلب الدخول إليها بياناتي الشخصية والتي لا تعتمد على موافقة المستخدم وهذا أخطر هذه المواقع والتطبيقات.

وأوضح، أن جرائم الابتزاز يكون الأكثر عرضة لها هم الأطفال بنسبة 80%، وذاك نابع من عدم درايتهم الكافية بمخاطر التكنولوجيا ووسائل الاتصال الحديثة وكذلك حب الفضول والاستطلاع لديهم، معرضين لجرائم مؤسفة من خلال إرسال محتوى مهين أو سيئ، وخاصة الأطفال في هذا السن الصغير، معرضين لنقل كافة حياتهم الشخصية على التطبيقات والمواقع ما يساعد في الإساءة لهم.