رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

أسرار أسماء شوارع القاهرة.. أحدها يحمل اسم عبد وآخر للأثرياء

القاهرة
القاهرة

شيدت شوارع القاهرة إثر حكايات تاريخية حدثت فيها، وزينت ببعض المباني الأثرية التي لا يزال معظمها حاضرًا إلى الآن، نسترجع لكم بعضها.

كان شارع الأزهر بؤرة للثراء الفاحش والفخامة الأسطورية لأوقات طويلة قاربت لمئة عام، لكن بداية من عام 1066 سيطر الأتراك على الخلفاء الفاطميين وسرقوا جواهر قصورهم من التحف الفنية والأحجار الكريمة، واقتحموا مكتبة الجامع الأزهر التي كانت تحتوي على مائة ألف نسخة خطية نادرة، وتم استخدامها في اصلاح أحذيتهم واشعال النيران، وألقوا فيما تبقى من المخطوطات في أكوام القاذورات.

وشهد شارع الأزهر المجاعة العظمى التي ظلت لمدة سبع سنوات، بلغ فيها ثمن رغيف الخبر ثمانية جنيهات، واشترت النساء الفاتنات من الأسرة الفاطمية بجواهرها الطعام، كما يروي الكاتب حمدي أبو جليل في كتابه "القاهرة شوارع وحكايات"، وكان القصابون يبيعون اللحوم البشرية في شارع الأزهر.

أما شارع الدرب الأحمر بالقاهرة، فقد شهد خروج وعودة الجيوش الفاطمية مهزومة أو منتصرة، ويوجد به "درب سعادة" أقدم حواريه القديمة ويعود إلى سعادة بن حيان الغلام المسكين الذي أرسله المعز لدين الله الفاطمي للقاهرة عام 360 هجريًا لتعزيز القائد جوهر الصقلي في حرب القرامطة، وعند وصوله إلى أبواب القاهرة استقرب جوهر الصقلي في أرض الحي بحفاوة، لكنه هزم في حرب القرامطة في الشام وعاد إلى القاهرة ولم يقو على تحمل الهزيمة فمات مقهورًا عام 362 هجريًا.

أما شارع أمير الجيوش، فقد أسسه القائد بدر الجمالي، فور دخوله مصر عام 1074، وهو الرجل الذي أنقذ الدولة الفاطمية من أزمتين، المجاعة التي استمرت لسبع سنوات، ونفوذ الأتراك والبرابرة الذين استغلوا ضعف الخيفة الفاطمي وانتشر الفساد على أياديهم.

وتعود حكاية أمير الجيوش، إلى أنه كان عبدًا، لكن مواهبه وقدراته أنقذته من يد التجار، فتحرر منهم، وصار حاكمًا لمدينتي دمش وعكا، وجاء إلى مصر واستقبله الناس بكل ترحاب لثقتهم في إنقاذهم من المجاعة وظلم الأتراك والبربر.

وشهد شارع صلاح الدين الأيوبي على أحداث سياسية وتاريخية مؤثرة خاصة في تاريخ مصر الإسلامي، فعلى أرضه فكر أحمد بن طولون في استقلال مصر عن الخلافة العباسية، وبدأ الأيوبيون حكمهم على أنقاض الدولة الأيوبية، وصعد إليه السلاطين المماليك بعد أن هزموا التتار واقتنصوا حكم مصر من الأيوبيين، كما روى "أبوجليل" في كتابه.