رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

بعد كورونا.. كيف يسهم أول معمل أمان حيوي مصري بالتصدي للأوبئة؟

معمل أمان حيوي
معمل أمان حيوي

خلال 3 أشهر من المنتظر أن يبدأ العمل رسميًا في أول معمل أمان حيوي من الدرجة الثالثة في معهد البحوث الطبية في جامعة الإسكندرية وفي مصر بأكملها، ويتخصص هذا المعمل في تشخيص الفيروسات وخاصة فيروس كورونا المستجد، كمعمل تشخيصي وليس بحثي.

و يأتي تمويل هذا المعمل من وزارة التعاون الدولي، ضمن برنامج مبادلة الديون المصرية الإيطالية، وحصل على موافقات واعتمادات دولية، ويجري إنشاؤه بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية.

عن أهمية هذا المعمل في الوقت الحالي وأسباب عدم وجوده من قبل، ومدى الاستفادة المنتظرة منه، خبراء يجيبون لـ"الدستور" في السطور التالية:

- محاضر علم الأوبئة: أهميته في وسائل الأمان التي يوفرها عكس المعامل العادية

قال الدكتور إسلام عنان، محاضر اقتصاديات الدواء وعلم انتشار الاوبئة، إن هذا المعمل سيكون مفيدًا في الفترة القادمة، فالتشخيص للأمراض في مصر يكون من خلال معامل عادية، وهو ما ظهر بالفعل في تشخيص فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19)، وهذه المعامل لا تحتوي على وسائل الأمان الكافية التي تحمي العاملين بها من خطر الإصابة أو طرق انتقال الفيروس بشتى السبل، على عكس وسائل الأمان والتجهيزات الطبية العالية في معامل الأمان الحيوي.

وأوضح أن السبب في عدم وجود معمل أمان حيوي في مصر من قبل فكرة عدم وجود اهتمام واضح بالصحة والتشخيص أو الميزانية الكافية للبحث والتطوير ومخصصات المستشفيات، وما سرع وتيرته هو انتشار فيروس كورونا المستجد وزاد من ميزانية المخصصة من الدولة للصحة في خطة 2021، لذا في الفترة القادمة يُفضل زيادة عدد هذه المعامل.

وأضاف "عنان" أن مراحل معامل الأمان الحيوي مهمة جدًا وموجودة بكثرة في دول العالم، وبداية إنشاء أول معمل أمان حيوي من الدرجة الثالثة المتوقع الانتهاء منه خلال 3 أشهر في معهد البحوث الطبية بجامعة الاسكندرية؛ خطوة مهمة جدًا في المرحلة الحالية والقادمة.

وأوضح أنها تنقسم لعدة أقسام إما لأغراض بحثية أو تشخيصية أو علاجية، والمتوقع إنشائه في مصر أمن يكون لأغراض تشخيصية، هدفه دراسة وتشخيص أي فيروسات أو سموم تتسبب بالخطر، أي مواد يمكن أن تسبب حروب بيولوجية، والتنبؤ بأي وباء يمكن أي يدخل مصر من جديد.

وطرح مثالًا على أحد معامل الأمان الحيوي في الصين يدرس احتمالية وجود فصيلة جديدة من انفلونزا الخنازير، لذلك يأتي دورهم في تتبع الحالات واكتشاف هل يمكن أن يتطور الوضع ليصل إلى مرحلة وباء يمكن احتواءه قبل انتشاره أم لا، وأشار إلى أن وجود هذا المعمل من الممكن أن يكون اللبنة الأولى لبحث وتطوير لقاحات في المستقبل، من خلال معامل أمان حيوي عالية المستوى والانتاج الخاص بمصر لتطوير وصناعة اللقاحات في المستقبل.


- أستاذ أمراض معدية: خطوة مهمة لمواجهة عصر ما بعد كورونا من أوبئة

قال الدكتور محمد عز العرب، أستاذ الباطنة بالمعهد القومي للكبد والأمراض المعدية، إن وجود معمل بيولوجي في الفترة الحالية أصبح أمر في غاية الأهمية، للبحث العلمي في مجال الفيروسات، والتي كانت مصر تفتقد إليه وجود معمل من حيث معايير الجودة العالمية، لذا هذه الخطوة مهمة لأننا على أعتاب عصر ما بعد فيروس كورونا المستجد والتي تختلف عن عصر ما قبل الفيروس.

وأوضح "عز العرب"، أن الأخبار المتداولة أصبحت تحمل في مضمونها عن احتمالية انتشار عدة أوبئة جديدة خلال الفترات القادمة سواء الهجمة الجديدة لانفلونزا الخنازير المتوقعة، لذلك فإن إنشاء هذا المعمل في التوقيت الحالي خطوة مهمة لتقييم الوضع العام في مصر كوضع فيروسي، والفائدة من التواصل مع المعامل العالمية في هذا المجال ومراكز الترصد والوقاية الدولية.

وأشار إلى أن مصر بصدد تجهيز المركز المصري للترصد والوقاية ومقره مستشفى حميات امبابة في الفترة القادمة كذلك، ويُفضل أن يكون هناك اتصال وثيق مع معمل الأمان الحيوي، عقب الانتهاء من تجهيزه، لذا فمصر تخطو خطوة هامة في المجال البحثي والاستقصائي في مجال الفيروسات وكذلك تجربة أنواع اللقاحات التجريبية والعلاجات نحو مختلف الفيروسات.

وأكد أن مصر ستخطو خطوات هامة جدًا في زيادة ميزانيات التعليم والبحث العلمي والصحة في الفترة القادمة عقب هذه الجائحة، خاصة في وجود كوادر بشرية مؤهلة من علماء في جميع المجالات على مستوى عالي، ولكن ما كان القصور في معامل البحث الحيوي المتخصصة.