رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

حائط الشرف.. «الدستور» توثق قصص «شهداء كورونا»

شهداء كورونا
شهداء كورونا

إعداد: زينب صبحى- حسن الهتهوتى -أريج الجيار- إيمان عامر- دعاء راجح


لا يزال أبناء مصر الأوفياء يبذلون الغالى والنفيس لإنقاذ المرضى، فلا يقلل الخوف من عزيمتهم ولا يمنعهم الإرهاق والتعب من استكمال مسيرة النضال من أجل الوطن، ومن أجل مكافحة وباء كورونا الذى يهدد البشرية كلها.
«الدستور» توثق، خلال السطور التالية، قصص استشهاد مجموعة من الأطباء فى تخصصات الأسنان والعلاج الطبيعى، وعدد من العاملين فى مجال التمريض والعمل الفنى، الذين توفوا نتيجة تلقيهم عدوى الفيروس خلال أدائهم مهام أعمالهم، لتكون نبراسًا يضىء للأجيال الجديدة طريقهم، ليعرفوا كيف يكون حب مصر والتضحية من أجلها.

التمريض

أحمد:نجا من الفيروس ومات بهبوط حاد من إرهاق العمل
كانت حادثة وفاته أمرًا محيرًا للجميع، فلم يكن الممرض الشهيد أحمد بدر، الذى توفى عن عمر ناهز ٢٩ عامًا، مصابًا بفيروس كورونا، ورغم ذلك عُثر عليه ميتًا داخل غرفته بمبنى مستشفى الباطنة بجامعة الزقازيق، وبعد اتخاذ الإجراءات القانونية وإخضاع الجثمان لفحص طبى تبين أنه توفى بسبب الإرهاق. وفى اليوم التالى للوفاة، أصدرت لجنة الشباب بالنقابة العامة للتمريض بيانًا أوضحت فيه أن الوفاة جاءت نتيجة هبوط حاد فى الدورة الدموية، لأنه كان يصر على مواصلة العمل دون راحة.


إيليا:ممرض بطل استحق هدية الرئيس
«هذه هدية الرئيس».. كانت هذه أول جملة قالها الدكتور إيهاب حنفى، وكيل وزارة الصحة بأسوان، لأسرة الشهيد الممرض إيليا عبده تواضروس، الذى توفى متأثرًا بإصابته بفيروس كورونا داخل مستشفى أسوان للعزل الصحى، وذلك تقديرًا لدوره الوطنى فى مواجهة الوباء، إلى جانب زملائه فى «الجيش الأبيض». وبدأ الأمر باتصال هاتفى أجرته الدكتورة هالة زايد، وزيرة الصحة، بوكيل الوزارة بأسوان، أبلغته- خلاله- بأن الرئيس سيرسل هدية لأسرة الشهيد، تحمل رسالة شكر وتقدير للجهود التى يبذلها أبناء مصر فى القطاع الطبى، ووقوفهم إلى جانب بلدهم فى هذا الظرف الصعب، والتضحية بأرواحهم فى سبيل الحفاظ على صحة المواطنين. هذه اللمسة خففت قليلًا من آلام أسرة الشهيد التى رأت أن الدولة، ممثلة فى الرئيس السيسى، تقدر تضحيات جنودها فى «الجيش الأبيض».


علاء:واصل العطاء حتى الوفاة رغم «القلب المفتوح»
«لم تمنعه إصابته بأمراض القلب من مواصلة بذل الجهد لإنقاذ المرضى».. هذا ما أكده كل من عرف الشهيد الممرض علاء الشهالى، ابن محافظة البحيرة، الذى خدم وطنه بكل صدق وإخلاص فى مستشفى إيتاى البارود. رحيل «علاء» جاء بعد يوم من فحص طبى أثبت خلو جسده من فيروس كورونا، ونشر الشهيد نتيجة المسحة على صفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعى «فيسبوك» ليطمئن زملاءه والمرضى.
واتضح بعد الفحص أن مضاعفات أمراض القلب كانت وراء الوفاة، فقد خضع الراحل لجراحة قلب مفتوح من قبل، وظل يواصل عمله حتى وافته المنية، وتوقف القلب بعد آلام طويلة.


السيد:رجل «النجيلة» يرحل

ظل الممرض السيد محمد المحسناوى يواصل عمله بمستشفى النجيلة المركزى المخصص لعزل الحالات المصابة بفيروس كورونا مرتديًا ملابسه الواقية، ليواجه مع زملائه بـ«الجيش الأبيض» مخاطر الوباء. كان «المحسناوى» وزملاؤه يسابقون الزمن من أجل إنقاذ المرضى من الفيروس القاتل، ولم يتأثروا بأخبار الوفيات من حولهم، واستمروا فى بذل الجهد والتضحية من أجل حماية أبناء مصر. وبينما كان الممرض يؤدى واجبه الوطنى باغته الفيروس مُنتقلًا من أحد المرضى، قاوم عدة أيام ثم رحل شهيدًا، ودُفن بمقابر المغاربة بمدينة مرسى مطروح، ليكون رمزًا للكفاح وحب الوطن.


مريم:الزهرة الأولى فى «بستان المجد»

قدمت الممرضة مريم أمين نفسها كأول شهيدة فى قافلة شهداء التمريض بمصر، والثانية من «الجيش الأبيض»، بعد الدكتور أحمد اللواح، خبير التحاليل الطبية بجامعة الأزهر. وكانت لجنة الشباب بنقابة الأطباء قد نعت «مريم»، التى كانت تعمل ضمن طاقم تمريض مستشفى منشية البكرى بالقاهرة، مُعلنة وفاتها بالفيروس الذى كانت تُواجهه.


رشا:«شهادة تقدير» فى الدنيا والآخرة
لم تكن الممرضة رشا أحمد، ضمن طاقم مستشفى النصر بحلوان، تعلم أنها ستُصبح خبرًا حزينًا يتداوله أهالى حلوان، ولم تعرف أيضًا أن الآلاف من أبناء مصر سيدعون لها بالرحمة والجنة بعد وفاتها. الشهيدة، ابنة منطقة عرب راشد، أبكت قلوبًا لا تعرفها وترحم عليها أبناء مصر، وحولوا مواقع التواصل الاجتماعى إلى سُرادق عزاء، بعد أن رحلت متأثرة بالإصابة بفيروس كورونا فى مستشفى التأمين الصحى، الذى تحول لمستشفى حجر صحى لمصابى كورونا. صورة «رشا» بملابسها البيضاء، صارت رمزًا لتضحيات الجيش الأبيض بين أبناء حلوان، وظهرت ابتسامتها وهى تحمل شهادة تقدير تدل على تفانيها فى عملها بقسم الجراحة بالمستشفى.


كوثر:لم يمهلها القدر للخروج على المعاش
كوثر على، شهيدة التفانى فى العمل بمستشفى بنى سويف التخصصى، كانت أولى ضحايا الفيروس من بين الطواقم الطبية النسائية بالصعيد، والأولى بين الطواقم الطبية بشكل عام فى بنى سويف. «كوثر»، التى كانت تعمل رئيسة تمريض قسم الأشعة بالمستشفى، تعرضت للإصابة بالفيروس أثناء عملها، وخضعت للعلاج لـ٥ أيام، غير أن حالتها الصحية تدهورت، ليجرى نقلها إلى العناية المركزة، لكنها توفيت على جهاز التنفس الصناعى. الشهيدة لم يكن يفصلها عن الخروج على المعاش سوى أشهر قليلة، لكن القدر اختار لها نهاية أخرى بالرحيل شهيدة فى مهمة إنسانية.


فوقية:القلب الطيب تغادر الحياة
تَرَكت طفليها، وغادرت الدنيا متأثرة بإصابتها بفيروس كورونا.. فوقية شوقى، الممرضة بمستشفى السويس العام، سجلت نفسها فى قوافل الشهداء، وتركت حزنًا وألمًا على فراقها بين من عرفوها والعاملين بالمستشفى.
«صاحبة القلب الطيب».. هكذا وصفوا «فوقية» التى كانت تعمل فى قسم رعاية الأطفال بالمستشفى، إذ أصيبت بفيروس كورونا، وجرى عزلها داخل المستشفى، غير أن حالتها الصحية تدهورت بعد أيام، ولم يُجدِ العلاج نفعًا معها، وفارقت الحياة.
رَحَلت ملاك الرحمة فى الأرض، لتلتقى ملائكة السماء، وتركت ذكريات جميلة بين زملائها، والمرضى الذين كانت ترعاهم، من حيث علاقتها الطيبة وحسن تعاملها مع الجميع.


المسعفون

خالد:فشل علاجه ببلازما تبرع بها زميل له متعافى

فى ١٣ يونيو الماضى، سقط خالد محمد فرغلى، سائق الإسعاف، الذى كان يعمل فى وحدة إسعاف الكيلو ١٠٣، ببوابة طريق الجيش بالطريق الصحراوى الشرقى، ليكون بذلك أول حالة وفاة بالفيروس بين أبناء المرفق بأسيوط.
وخلال أيام من إصابته وعزله بمستشفى أسيوط الجامعى، تدهورت حالة «خالد» الصحية إلى أقصى درجة، وفشلت كل محاولات إنقاذه بالطرق التقليدية، فلجأ الأطباء للعلاج ببلازما المتعافين، التى تستخدم مع الحالات الصعبة.
ولتوفير البلازما، تبرع المسعف محمد شوقى، المتعافى من المرض، ويعمل بوحدة إسعاف قرية «الفليو» التابعة لمركز أبوتيج بمحافظة أسيوط، بالبلازما المطلوبة من أجل إنقاذ زميله، إلا أن القدر لم يمهل «خالد»، واختاره الله لينضم إلى شهداء الواجب، بعدما عاش آخر أيام حياته فى مساعدة المحتاجين من مصابى الفيروس.


شعبان:أدى واجبه رغم معاناته الدائمة من السكر

كانت حادثة وفاته أمرًا محيرًا للجميع، فلم يكن الممرض الشهيد أحمد بدر، الذى توفى عن عمر ناهز ٢٩ عامًا، مصابًا بفيروس كورونا، ورغم ذلك عُثر عليه ميتًا داخل غرفته بمبنى مستشفى الباطنة بجامعة الزقازيق، وبعد اتخاذ الإجراءات القانونية وإخضاع الجثمان لفحص طبى تبين أنه توفى بسبب الإرهاق. وفى اليوم التالى للوفاة، أصدرت لجنة الشباب بالنقابة العامة للتمريض بيانًا أوضحت فيه أن الوفاة جاءت نتيجة هبوط حاد فى الدورة الدموية، لأنه كان يصر على مواصلة العمل دون راحة.
فى بداية انتشار الوباء، لم يكن كثير من العاملين فى القطاع الطبى يتوقع أن يختطف المرض بعضهم، لذا تعرض رجال مرفق الإسعاف بنزلة السمان بالجيزة لصدمة كبرى بعدما اختطف الموت زميلهم شعبان عبدالعال محمد، فى ثانى أيام عيد الفطر الماضى، ليكون أول حالة وفاة بفيروس كورونا من بينهم. فى كرداسة، قضى الرجل الخمسينى حياته بصحبة زوجته وأطفاله، وتعايش لسنوات طويلة مع مرض السكر، إلى أن أصيب بالفيروس اللعين أثناء مخالطته بعض زملائه من المسعفين المصابين. ٧ أيام فقط شهدت كل معاناة «شعبان» مع المرض، بعدما أكدت فحوصاته إيجابية إصابته بالفيروس، ما استدعى نقله للعزل الصحى بفرع الإسعاف الذى يعمل به، لكن سوء حالته استدعى نقله سريعًا إلى العزل الصحى بمستشفى هليوبوليس، لكن العلاج لم يجد نفعًا وصعدت روحه إلى بارئها، وتم دفنه بمقابر عائلته بإهناسيا بمحافظة بنى سويف.


الفنيون

بهاء:صاحب الـ20 عامًا يودع الدنيا قبل تحقيق حلمه بتكوين أسرة

بهاء همام، ٢٠ عامًا، فنى أشعة بمستشفى جامعة الزقازيق، حتم عليه عمله أن يكون ضمن فريق يتعامل يوميًا مع ما لا يقل عن ٢٠ حالة مشتبه فى إصابتها بفيروس كورونا.
اعتاد «همام» أن يرتدى الكمامة والواقى البلاستيكى أثناء عمله، وكان معروفًا بين زملائه بخفة الدم وحب الحياة، ومن هنا أحدثت وفاته صدمة كبيرة لهم، بعد عامين من عمله بالمستشفى حصد فيهما حب واحترام الجميع.
أثناء تأدية عمله شعر بتعب وإرهاق أفقده توازنه، فسقط وسط زملائه الذين سارعوا بحمله للكشف عليه وإجراء المسحة والفحوصات اللازمة، ليتم حجزه ووضعه على جهاز التنفس الصناعى بعد أن فقد القدرة على التنفس، لكنه توفى بعد ساعات قليلة من محاولات إنعاشه ليودع زملاءه بابتسامته المعهودة.
رحل «همام» دون أن يحقق أحلامه فى تكوين أسرة، لكنه عمل طوال حياته على التخفيف من آلام المرضى.


الفنيون
بهاء
صاحب الـ20 عامًا يودع الدنيا قبل تحقيق حلمه بتكوين أسرة
بهاء همام، ٢٠ عامًا، فنى أشعة بمستشفى جامعة الزقازيق، حتم عليه عمله أن يكون ضمن فريق يتعامل يوميًا مع ما لا يقل عن ٢٠ حالة مشتبه فى إصابتها بفيروس كورونا.
اعتاد «همام» أن يرتدى الكمامة والواقى البلاستيكى أثناء عمله، وكان معروفًا بين زملائه بخفة الدم وحب الحياة، ومن هنا أحدثت وفاته صدمة كبيرة لهم، بعد عامين من عمله بالمستشفى حصد فيهما حب واحترام الجميع.
أثناء تأدية عمله شعر بتعب وإرهاق أفقده توازنه، فسقط وسط زملائه الذين سارعوا بحمله للكشف عليه وإجراء المسحة والفحوصات اللازمة، ليتم حجزه ووضعه على جهاز التنفس الصناعى بعد أن فقد القدرة على التنفس، لكنه توفى بعد ساعات قليلة من محاولات إنعاشه ليودع زملاءه بابتسامته المعهودة.
رحل «همام» دون أن يحقق أحلامه فى تكوين أسرة، لكنه عمل طوال حياته على التخفيف من آلام المرضى.


دعاء:استشهدت هى وجنينها متأثرة بإصابتها

التحقت دعاء حسن أنور، ٢٦ عامًا، بالعمل كفنى معمل بمستشفى القناطر المركزى منذ عام ٢٠١٤، ولطالما حلمت بحياة هادئة، فتزوجت وأنجبت طفلتها الأولى التى تبلغ من العمر حاليا ٣ سنوات، وظنت أن الدنيا ابتسمت لها، وكأى أم رغبت فى إنجاب طفلها الثانى ولكن القدر لم يمهلها لتحقيق حلمها. «دعاء» كانت حاملًا فى الشهر السادس، لكنها استمرت فى عملها دون تقصير، ولكن عندما شعرت بخطر من تزايد حالات الإصابة بفيروس كورونا حولها وزيادة أعداد المخالطين، طلبت من مدير المستشفى الحصول على إجازة، لكن نقص الأطقم لم يتح الاستجابة لمطلبها. أكملت «دعاء» عملها فى صمت، قبل أن تصب بالفيروس وتستشهد متأثرة بإصابتها وهى تحمل جنينًا لم ير النور.


أيمن:قضى أوقاتًا إضافية لخدمة المرضى قبل أن يلاقى ربه

كان أيمن عبدالعزيز، ٥٢ عامًا، فنى أشعة بمستشفى الشرطة بالقاهرة الجديدة، يذهب لعمله فى الصباح الباكر كل يوم، حيث ينتظره زملاؤه يوميًا، فالعمل لا يسير من دونه، نظرًا لخبرته الكبيرة بهذا المجال، ولكن منذ جائحة كورونا كان أكثر التزامًا بعمله وفِى أحيان كثيرة يعمل لأوقات إضافية، بسبب زيادة الحالات التى تحتاج لإجراء أشعة وتحاليل بالمستشفى.
لم يمهل القدر «أيمن» وقتًا طويلًا لخدمة مصابى كورونا ليسقط هو الآخر فريسة لهذا الوباء اللعين، فبعد ظهور أعراض الفيروس عليه، تم حجزه بالمستشفى نفسه لتسوء حالته خلال ١٢ ساعة فقط، يتم على إثرها نقله للرعاية المركزة ليتوفى بعد ساعات قليلة فى اليوم ذاته.


عبدالله:سقط وسط زملائه مغشيًا عليه من شدة التعب

«معنوياتنا عالية، كله يهون فى سبيل خدمة بلدنا وأهلنا».. كان هذا شعار عبدالله أحمد، فنى التحاليل بمستشفى الشرقية العام، فقد كان عاشقًا لعمله ويحرص دائمًا على ألا يغادره قبل تقديم الخدمة لآخر مريض موجود بالمستشفى.
وهب «عبدالله» نفسه لخدمة المحتاجين دون أن يطلب المقابل، فلم يهتم فى يوم من الأيام بأى مقابل سوى رعاية المرضى ورضا الله عنه، وكان يدعو الله أن يرزقه حسن الخاتمة.
وفى أحد الأيام سقط مغشيًا عليه من شدة الإرهاق ليحمله على الفور زملاؤه لتوقيع الكشف عليه، ولكن للأسف لم يكن هناك أطباء لإسعافه، فحمله زملاؤه لعيادة خاصة، ليخبرهم الطبيب بأنه يشتبه فى إصابته بـكورونا، ويطلب منهم إجراء رسم قلب له.
وفى اليوم التالى ذهب لإجراء رسم القلب، ليخبره الطبيب بأنه مريض إيجابى، لينزل الخبر عليه كالصاعقة ويفارق الحياة بعدها بيومين فقط.


الصيادلة

عاطف:روحه باقية بين رفاقه بعد الوفاة

لم يكن الصيدلى عاطف درويش يعلم أن الطفلة القادمة نحوه لشراء بعض الأدوية مصابة بفيروس كورونا دون أن تدرى، وأدى الرجل واجبه كما يفعل كل مرة، ثم جلس فى الصيدلية ليواصل عمله، ولم يكن يدرى أن الفيروس بات يلتصق بجسده، مُهددًا حياته.
«خادم الجميع»، كما كان يوصف، كان يعمل فى إحدى صيدليات محافظة السويس، ويقول عنه زملاؤه إنه كان يُساعد الجميع، ولا يتأخر عن أحد فى أى شىء، قبل أن يشتبه فى إصابته، ثم يُنقل إلى مستشفى التأمين الصحى بالسويس، ويتلقى العلاج، لكنه لفظ أنفاسه الأخيرة هناك.
وكأن روحه باقية بينهم، عقد صيادلة السويس العزم على مواصلة مهمتهم الإنسانية لمساعدة المرضى، مؤكدين أنهم لن يتراجعوا عن تأدية عملهم فى أى وقت حسبما قال الصيدلى محمد بدوى، فى تصريحات صحفية وقتها، مُعلقًا على وفاة زميله.


عبدالرحمن:الإسماعيلية كلها حزينة عليه

لا حديث لصيادلة الإسماعيلية سوى عن وفاة زميلهم عبدالرحمن فتيح، الذى باغته فيروس كورونا، ليتحول من مساعدة الآخرين فى التغلب على الوباء إلى ضحية من ضحاياه.
داخل مقر عمله بالإسماعيلية كان «عبدالرحمن» على موعد مع الإصابة بالفيروس، ليخضع بعدها للعلاج داخل مستشفى العزل حتى تدهورت حالته الصحية، ورحل عن الدنيا، ليسجل اسمه شهيدًا جديدًا من شهداء الجيش الأبيض.
أحزان صيادلة الإسماعيلية وأبناء المحافظة، نقلها بيان لنقابتهم الفرعية، برئاسة الدكتور صفوت عبدالمقصود، نعى زميلهم شهيد الواجب بحزن وحرارة شديدين.


عبدالله:قدم الدواء للمرضى حتى آخر لحظة فى حياته

واصل الصيدلى عبدالله قايد، ابن محافظة بنى سويف، عمله دون رهبة من فيروس كورونا، وقدّم خدمات للمرضى منها توفير الأدوية لهم من خلال الصيدلية التى يعمل فيها، حتى أصيب بالفيروس وانضم إلى قائمة ضحاياه. بدأت الأعراض فى الظهور، وسرعان ما شعر «عبدالله» بارتفاع فى درجة الحرارة، صاحبها مشاكل فى التنفس، وكان ذلك مؤشرًا يُنذر بخطر يقترب، فاتجه لإجراء الفحوصات الطبية وأخذ مسحة «كورونا»، لتأتى النتيجة إيجابية، وهُنا جرى نقله سريعًا إلى المستشفى لتلقى العلاج.
محاولات النجاة لم تكن سهلة، فرغم الأدوية التى كان الصيدلى يتحصن بها ضد الفيروس المهاجم، كان الوقت يمر سريعًا وسط سيطرة للعدو على جسد المُصاب، حتى تملك منه، ولفظ أنفاسه الأخيرة ليُصبح رابع شهداء الأطقم الطبية فى محافظة بنى سويف.


عبدالرحيم:خالد فى سجلات شرف قنا

فى محافظة قنا كان الصيدلى عبدالرحيم عليوة واحدًا من شهداء «الجيش الأبيض»، عندما لفظ أنفاسه الأخيرة داخل مستشفى قنا العام للحجر الصحى، متأثرًا بإصابته بفيروس كورونا. الصيدلى الشهيد كان يعمل فى مدينة فرشوط، قبل أن يكتشف إصابته بالفيروس، التى أكدتها الفحوصات الطبية، فجرى نقله إلى مستشفى قنا العام، والتى سبق أن خُصص كمستشفى حجر صحى لمصابى «كورونا»، لكن الأدوية لم تؤتِ ثمارها، وتوفى الصيدلى بعد تمكن المرض منه.
نقابة صيادلة قنا أصدرت بيانًا نعت فيه الصيدلى الشهيد، ليُكتب اسمه بحروف من نور فى سجلات أبطال الطواقم الطبية المصرية.

محمد:رجل الالتزام المهنى والأخلاقى

سادت حالة من الحزن فى محافظة الشرقية إثر وفاة الصيدلى محمد فتحى خليل، ابن قرية تلبانة بمركز منيا القمح، الذى نعته نقابة الصيادلة الفرعية فى المحافظة، مشيدة بالتزامه المهنى والأخلاقى.
وأصيب الصيدلى الشاب بالفيروس أثناء عمله، وتلقى العلاج، غير أن القدر كتب له أن يكون واحدًا من أبطال «الجيش الأبيض»، وتوفى متأثرًا بإصابته بالفيروس. ونعت نقابة صيادلة الشرقية «خليل»، فى بيان، متحدثة عن بطولته، ووصفته بـ«المهنى المحترم».


العلاج الطبيعى

إيمان:ثالث ضحية بين أبناء التخصص

اعتُبرت الدكتورة إيمان السيد، إخصائى العلاج الطبيعى بمستشفى قصر العينى، الشهيدة الثالثة فى صفوف إخصائيى العلاج الطبيعى، التى تتوفى بفيروس كورونا.
وتدهورت صحة «إيمان» بعد إصابتها بالفيروس، وجرى وضعها على جهاز التنفس الصناعى بالرعاية المركزة بمستشفى شبرا العام، قبل أن تلفظ أنفاسها الأخيرة.
وأجمع المقربون من الشهيدة على أنها لم تتوان لحظة واحدة عن مساعدة الآخرين، ولم يكن يتخيل أصدقاؤها أن يصيبها هذا الوباء اللعين لتموت متأثرة به، كونها بعيدة عن تخصصات الحميات ومستشفيات العزل.


هبة:لحقت بوالدها بعد أسبوعين من وفاته

تُوفيت الدكتورة هبة السيد نبيل، ٢٤ سنة، داخل مستشفى العزل بأبوقير، متأثرة بإصابتها بالفيروس، بعد أسبوعين فقط من وفاة والدها بنفس المرض. وأصيبت هبة السيد خلال أدائها عملها، طبيبة علاج طبيعى فى مستشفى سموحة، وشعرت بالحزن الشديد بعد إصابة والدها، حيث سعت جاهدة لإنقاذه ولكن بعد تدهور حالته يومًا بعد الآخر استسلمت لقضاء الله وقدره، وطلبت من ربها اللحاق به فى هدوء لشدة تعلقها به.
وتوفى الدكتور نبيل عبده ياسين والد الدكتورة هبة نتيجة إصابته بالعدوى، ولحقت به نجلته التى تخرجت فى كلية العلاج الطبيعى جامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا دفعة ٢٠١٨.


عبدالناصر:قضى عمره فى مساعدة الآخرين

حالة حزن كبيرة أصابت المجتمع الأقصرى بعد وفاة الدكتور عبدالناصر حسن، نقيب العلاج الطبيعى بالأقصر المدير السابق لمستشفى المحافظة العام، الذى قضى عمره فى مساعدة الناس والتخفيف من آلامهم. وأصيب الدكتور حسن بالمرض خلال أداء عمله، وعانى كثيرًا من الفيروس فى ظل معاناته من أمراض أخرى، حتى وافته المنية.


الأسنان

أحمد:إصابته بالسكرى أضعفت قوته على المقاومة

وصف رفقاء الشهيد أحمد يوسف عكاشة، طبيب الأسنان، ٥٩ عامًا، صديقهم بـ«مثال التضحية»، حيث قدم نموذجًا فى مساعدة الغير حتى آخر أيام حياته، واعتبر أول ضحية بين صفوف أطباء الأسنان.
وأصيب «يوسف» بالفيروس فى ظل معاناته من أمراض أخرى مزمنة كان على رأسها السكرى، ما جعل مناعته ضعيفة جدًا فى مواجهة العدوى.
وتلقى الشهيد العدوى خلال عمله فى مستشفى الكهرباء بألماظة، من أحد المصابين الذين كانوا يتلقون العلاج فى المستشفى، وظل يعانى من المرض ونقل إلى العناية المركزة حتى لفظ أنفاسه الأخيرة.


عمرو:كان مثالًا فى التفانى والإخلاص

الدكتور عمرو شبكة، طبيب الأسنان وأستاذ العلاج التحفظى بقصر العينى، هو حالة الوفاة الثانية لأطباء الأسنان، وتسببت وفاته فى صدمة لتلاميذه وزملائه، حيث كان مثالًا للإخلاص والتفانى فى العمل حتى آخر أيام حياته.
وقال محمد على، طالب بكلية الأسنان، إنه تعلم على يد الفقيد طريقة التعامل مع المرضى وكيف يكون أداة للتخفيف من آلامهم والمساواة بينهم ومعاملتهم داخل المستشفيات العامة بنفس الطريقة التى يعامل فيها المرضى داخل العيادات الخاصة.
وقالت نورهان محمد، طالبة بكلية الأسنان، إن الفقيد لم يكن يخشى الموت، وكان مبدأه هو استغلال الوقت فى مساعدة أكبر قدر من المصابين.


أبولبن وزوجته:ساعدا مرضاهما حتى آخر نفس

تحولت وفاة الدكتور محمد توفيق أبولبن وزوجته بالفيروس لقصة مأساوية بين أوساط أطباء الأسنان، حيث توفى الزوج بعد معاناة مع المرض لتلحق به زوجته بعد ٣ أيام من رحيله.
وتلقى الزوجان العدوى خلال عملهما فى المستشفى العام فى قرية بلبيس التابعة لمحافظة الشرقية، حيث كانا قد قررا عدم التخلى عن مرضاهما رغم أزمة الفيروس وأديا عملهما بتفانٍ.
وكرمت رئاسة مركز بلبيس بالشرقية نجل الفقيدين ومنحت اسميهما درع الواجب الوطنى.