رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

بـ«معايير عالمية».. 16 مدينة ذكية تزحف لتشييد مصر الحديثة

المدن التكنولوجية
المدن التكنولوجية

تشهد مصر عصرًا جديدًا من المدن اقتحمته عام 2017 بمعايير تكنولوجية عالمية، ورصدت الحكومة ميزانية خاصة لإنشائها، بعد توجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسي بتنفيذها وفق برنامج زمني محدد وبحسب المقاييس العالمية.

لا توفر المدن الذكية لسكانها حياة الرفاهية فحسب، بل لها مردود اقتصادي ضخم كما أوضح بعض الخبراء الاقتصاديين، الذين تواصلت معهم «الدستور» لتوضيح هذا المردود ووضع خارطة توزيع تلك المدن.

قللت الهجرة غير الشرعية ووفرت فرص عمل للشباب

ورأى شريف الدمرداش، الخبير الاقتصادي، أن بناء المدن الذكية أو تحويل المدن القديمة إلى مدن ذكية اتجاه عالمي للكثير من الدول، ومن بينها مصر التي وضعت استراتيجية بناء هذه المدن منذ عدة سنوات وبدأتها بالعاصمة الإدارية الجديدة.

وأكد أن المدن التكنولوجية لا توفر فقط رفاهية لسكانها ولكن لها تأثيرا إيجابيا كبيرا على الاقتصاد، فهي تخلق فرصة كبيرة لتحقيق النمو الاقتصادي من خلال الفرص الاستثمارية الكبرى التي توفرها، وهذا ما نشهده حاليًا في العاصمة الإدارية الجديدة التي تسثمر فيها أكبر الشركات في العالم.

وأوضح أن بناء هذه المدن ساهم أيضًا في تقليل معدلات البطالة والهجرة غير الشرعية، حسب الإحصائيات التي خرجت في بيانات رسمية، إذ أنها وفرت فرص عمل جديدة للشباب.

طفرة في قطاعي الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات

ويقول بيتر وهبة، الخبير في مجال الاتصالات، إن بناء المدن الذكية سيحدث طفرة كبيرة في قطاع الاتصالات، وهذا ما يشهده بالفعل القطاع منذ سنوات قليلة بعد الركود الذي تحول له عقب ثورة 25 يناير.

وأوضح أن المدن الذكية في مصر تستخدم أحدث التكنولوجيا التي ستوفر خدمات كثيرة لسكانها والعاملين فيها، وستخفض من تكلفة البنية التحتيةً وتوفير فرص عمل للشباب، مشيرًا إلى أن الربط بين الجهات المختلفة باستخدام التكنولوجيا والتواصل بينها يوفر العديد من الأموال للمؤسسات والأفراد.

وأضاف أن استخدام التكنولوجيا يوفر أيضًا قاعدة بيانات ضخمة، وستكون في المستقبل بنفس أهمية النفط في العصر الحالي، ومدى توافرها سيرمز إلى قوة الدولة.

ما المدن الذكية وكيف تسهل حياة المواطنين؟

وضع الاتحاد الدولي للاتصالات 6 عناصر لا بد أن تتوافر في أي مدينة كي تستحق وصف مدينة ذكية، وهي الاقتصاد الذكي، والأشخاص الأذكياء الذين يمثلون رأس المال البشري والاجتماعي، والشفافية والمشاركة الذكية في القرارات، والنقل الذكي القائم على التكنولوجيا الحديثة، والبيئة الذكية، والحياة الذكية التي تهتم بالأوضاع الصحية وسلامة الفرد والتمتع بمرافق تعليمية وسكن وترابط اجتماعي جيد.

ورأى الاتحاد أن المدن الذكية تهدف إلى تحسين نوعية الحياة، وكفاءة العمليات والخدمات الحضرية، والقدرة على المنافسة، مما يلبي احتياجات الأجيال الحالية والقادمة فيما يتعلق بالجوانب الاقتصادية والاجتماعية والبيئية والثقافية.

وكشف تقرير حديث للأمم المتحدة عن أن 70% من سكان العالم سيقطنون في المناطق الحضرية بحلول عام 2050.

خريطة المدن التكنولوجية في مصر

وتنفذ مصر حاليًا نحو 16 مدينة ذكية، 14 منها تتولى هيئة المجتمعات العمرانية تنفيذها، و2 تنفذهما الهيئة الهندسية للقوات المسلحة.

وتضم قائمة المدن الذكية كلًا من العاصمة الإدارية الجديدة، والعلمين الجديدة، والجلالة، وأكتوبر الجديدة، والمنصورة الجديدة، وشرق بورسعيد، وناصر (غرب أسيوط)، ومدينة غرب قنا، والإسماعيلية الجديدة، ورفح الجديدة، والفرافرة الجديدة، والعبور الجديدة، وتوشكى الجديدة، والفشن، وملاوي، وغرب أسوان.

الزحف نحو المدن القديمة

ولا يتوقف حرص الدولة على نشر المدن الذكية عبر بناء المدن الجديدة بهذا النظام، بل سيمتد لكل المدن المصرية حتى القديمة منها، حيث أكد الرئيس السيسي حرصه على أن تتحول المدن القديمة وكل المدن المصرية إلى مدن ذكية أيضا، وستتم الاستعانة ببعض الشركات المصرية في تطوير المدن، واستخدام تطبيقاتها الخاصة بالمدن الذكية.