رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

حكاية قصيدة الأمين العام لـ«الأعلى للثقافة» إلى نجيب محفوظ

هشام عزمي
هشام عزمي

يحتفل الأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة الدكتور هشام عزمي بذكرى ميلاد والده الفنان محمود عزمى، الذى يحتفل به فى الأول من يوليو، كاشفًا عن هدايا والده له فى مستهل العقد الثاني من عمره، حيث أهداه 3 روايات لأديب نوبل الكاتب الراحل نجيب محفوظ وهي "كفاح طيبة، عبث الأقدار، ورادوبيس".

وكتب عزمى عبر حسابه بموقع فيسبوك، قائلًا:" صباح أحد أيام الخريف في بداية السبعينيات.. والدي ـ رحمه الله ـ يصطحبني إلي الفجالة.. الشارع الأشهر لمتاجر بيع الكتب في هذا الزمان، كان يوم ميلادي.. وكانت أحلامي ـ كما كانت لكل من هم في مثل سني وقتها - تنحصر في درّاجة أو قلم (باركر بالضرورة) أو ساعة يد (وقد جاءت بعدها)، غير أنني قد وجدت نفسي أمام أرفف مليئة بالكتب وامتدت يد والدي لتختار هذه العناوين الثلاثة (كفاح طيبة، عبث الأقدار، ورادوبيس) للعبقري نجيب محفوظ.

وتابع "للحقيقة لم يكن الصغير يدرك حينها قيمة هذه الهدية التي أراد والدي أن أبدأ عقدي الثاني بها، فلقد كان الاحتفال بعيد ميلادي الحادي عشر، وربما بدت الاختيارات صعبة لمن هم في مثل سنّي، ولم يكن الصغير يدرك ساعتها أن الكبير يُرسل إليه رسالة مُهمة في الانتماء وحب الوطن، فالكتب الثلاثة تدور حول تاريخ وعبقرية مصر القديمة، بل هي من أفضل ما كُتب عنها كان يوجه رسالة الصغير أن هذا البلد ليس كأي بلد، فهذا بلد عظيم عريق ذو تاريخ تليد، علّم الدنيا كلها في وقت كانت فيه بلاد أخرى ترزح تحت نير التخلف والرجعية.

وواصل: "للحق، كان وقع الهدية على الصغير عظيمًا، ومن وقتها أصبح نجيب محفوظ كاتبه الأثير، للدرجة التي أمسك الصغير فيها بالقلم بعدها بأسابيع ليسطر دعدة كلمات".

وفيما كتبه من أبيات احتفالًا بميلاد نجيب محفوظ الـ60، كتب الأمين العام لـ"الأعلى للثقافة"، قائلًا:"الستين مرت عليك.. ولسه القلم في إيديك.. تكتب لينا ونمدح فيك...عشت حياتك روائي وكاتب... وحتعيش عمرك عالي وصاخب...قلمك لايكدب علينا... وكتبك بتأثر فينا... وإن شاء الله يخليك لينا "... ضمن كلمات أخرى... احتفالا بعيد ميلاد محفوظ الستين !!".

واختتم عزمي قائلًا:" الهدايا كثيرة، وبعضها يقينا أعلى سعرًا، وأغلى ثمنًا، لكن تبقى هذه ـ بلا منازع ـ الهدية الأجمل والأكثر تأثيرا في مشوار العمر؛ لأنها رسخت الكثير من المعاني والقيم.. عشق القراءة... عشق الكتابة.... عشق اللغة..والأهم.. نعم الأهم.. عشق الوطن !. في ذكرى ميلادك... رحمك الله يا أبي رحمة واسعة... وأفاض عليك من سوابغ امتنانه... وأسكنك الفردوس الأعلى من جنانه... آمين".