رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«تجار الأزمة».. لماذا اختفت المستلزمات الطبية في ظل كورونا؟

المستلزمات الطبية
المستلزمات الطبية

تتجلى المصالح في الأزمات ويظهر مستغلو الظروف الذين يحاولون الاستفادة قدر المستطاع من الأزمات الحالية، حتى وإن كان على حساب العامة، وتتصدر المصلحة الشخصية الموقف، وقد ظهر هذا جليًا منذ بداية أزمة كورونا عندما استغل عديمو الضمير الموقف واختفت المستلزمات الوقائية والطبية وتضاعفت أسعارها.

بحسب شعبة الأدوية فإن أسعار الكمامات ارتفعت بنسبة 100% والمطهرات ارتفعت بنسبة 250 % في الأسواق في ظل أزمة كورونا.

جمال طاهر، صاحب محل أدوات طبية بمنطقة وسط البلد، أوضح أن منذ بداية عام 2020 وجميع المستلزمات الطبية ارتفعت أسعارها أضعاف مضاعفة، موضحًا: "أن التجار والشركات الكبرى بدأت ترفع السعر علينا بشكل ملحوظ، ومن ثم بدأنا احنا كمان نرفع الأسعار عشان نحقق هامش الربح المعتاد لهذه المستلزمات".

ويضيف طاهر، أن هناك مستلزمات طبية كانت لا تُباع إطلاقًا، حتى أنه كان يشتري منها كميات محدودة للغاية، مثل الكمامات الطبية أو القفازات، وكذا أدوات التعقيم كالكحول، مشيرًا أن بعض هذه البضائع كانت تظل في المحل الخاص به دون بيع أو شراء لمدة شهور وأحيانًا أكثر من سنة أو اثنين.

وتابع طاهر: ولكن مع بدء العام شهدت هذه المستلزمات رواجًا غير مسبوق منذ سنوات، وكذا ارتفاعًا في الأسعار غير معهود، معلقًا: " زجاجة الكحول كانت بخمسة وعشرة جنيه حسب الحجم، دلوقتي سعرها اتصرب في 5 أضعاف، وكذا الوضع مع بقية الأدوات الطبية، وللأسف بنغلي على الزبون لأننا بنشتري غالي من التاجر".

ومن جانبه؛ كشف علي سلامة، صاحب محل مستلزمات طبية، أن سبب ارتفاع أسعار المستلزمات الطبية بهذا الشكل هو انتشار فيروس كورونا في الدول الخارجية ووصوله إلى الذروة، مشيرًا إلى أن هذا أثر على استيراد الأدوات الطبية من تلك الدول مثل الصين، لذا ارتفعت الأسعار في تلك الفترة.

أما عن اختفاء المستلزمات الطبية فقد أرجع "سلامة" سببها، إلى إقبال المواطنين على شرائها بكميات ضخمة وتخزينها، موضحًا: "الأزمة كان لها أكثر من سبب وأهمهم هو سحب الناس للأدوات دي بكميات، بالإضاف إلى تأخر حركة النقل والاستيراد والتصدير خاصة في الأشهر الأولى من الأزمة، جميع تلك العوامل كانت سبب في ارتفاع السعر واختفاء المنتجات الطبية ومستلزمات التعقيم".

عبدالله شريف، موظف خمسيني، يروي تجربته منذ بداية تفشي الجائحة في مصر في محاولة الحصول على زجاجة كحول أو علبة كمامات طبية، قائلًا: " أنا معتاد على شراء الكولونيا من أحد أقدم المحال الشهيرة بمنطقة وسط البلد، ومع أواخر شهر مارس شهد المحل الذي أتردد عليه دومًا زحام غير معهود، ليس ذلك فحسب وإنما تضاعفت الأسعار بشكل مخيف".

تابع شريف، أن الزحام تدريجيًا بدأ يتراجع، ليس لأن المنتجات الواقية أو أدوات التعقيم متوفرة، ولكن لأنها لم تعد موجودة من الأساس، موضحًا: " يعني الأزمة في ظل أيام قليلة تحولت من تضاعف الأسعار وزحام الناس على شراء كميات من الأدوات الطبية إلى عدم توافرها أصلًأ حتى لو بأسعار أضعاف مضاعفة".

وذكر شريف، أن الآن قد خفت حدة الأزمة قليلًا لبعض المنتجات الطبية فقط، مستطردًا أن الكمامات الطبية أصبحت متوفرة ويوجد لها بدائل على الرغم من أنها لا تزال اأسعارها مرتفعة ولكن إلى حد ما أصبحت متوفرة، أما بالنسبة لأدوات التعقيم فلا يزال غير متوفر بشكل كبير مع ارتفاع أسعاره".

في هذا الصدد، كشف الدكتور مجدي مرشد، عضو لجنة الصحة بمجلس النواب، أن الكثير من التجار قد استغل فيروس كورونا فى حصد أموال على حساب صحة المواطنين، وذلك من خلال رفع أسعار أدوات التعقيم الطبية والوقائية، مشيرًا إلى أنه اتجه البعض منهم إلى رفع الأسعار والبحث عن تحقيق الأرباح حتى ولو على حساب صحة المواطنين.

وذكر مرشد، أن الأسعار ارتفعت بشكل جنوني، فالمعقمات المستوردة تضاعف سرعها من 150 إلى 500 جنيه وأكثر، غير أن الكمامات الطبية أصبحت تُباع العلبة بـ 100 و200 جنيه وهناك من يرفع السعر أكثر من ذلك، وكذا الوضع مع بقية المستلزمات الطبية.

وأشار عضو لجنة الصحة بالبرلمان، إلى أن الحل الوحيد لمثل هذه الأزمات هو شن الحملات بشكل مكثف ومستمر على المحال التجارية والصيدليات وأيضًا على مصانع بير السلم، الذي لهم دور ويد في الأزمة.