رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

أهالى «العشوائيات» بعد التطوير: «بقينا بنى آدمين»

تطوير العشوائيات
تطوير العشوائيات

تحولت الحياة من بؤرة ملوثة تنتشر بها القمامة إلى مناطق راقية تتوافر بها كل مقومات الحياة الآدمية من سكن مناسب ومناطق ترفيهية حسنت حياة سكانها ووفرت حياة متكاملة، حيث وضع صندوق تطوير العشوائيات خطة ليس فقط للتطوير العمراني ولكن لتطوير حياة سكان العشوائيات والارتقاء بها إلى مستوى أفضل.

وبلغ عدد المناطق الخطرة في مختلف المحافظات 351 منطقة، واحتلت محافظة القاهرة نصيب الأسد بنحو 60 منطقة، وبلغت تكلفة تطوير المناطق غير الآمنة 31 مليار جنيه، وبدأ التطوير في يناير عام 2016، وكانت محافظة بورسعيد أولى المحافظات التي تم الإعلان عن خلوها من المناطق غير الآمنة، وبعدها محافظات الوادي الجديد، والسويس، والبحر الأحمر.

ووصل عدد سكان المناطق العشوائية الخطرة لنحو 220 ألف نسمة بمختلف المحافظات، ويتم تطوير 357 منطقة، تم الانتهاء من 289 منطقة، و59 منطقة أخرى تحت التنفيذ حتى إبريل 2020، حيث تتضمن المناطق التي تم الانتهاء منها 214.3 ألف وحدة سكنية، بخلاف 26.5 ألف شقة من مشروع «أهاليا 2» و«بشاير الخير 3 و5»، أما المناطق الـ59 تحت التنفيذ تضم 48.39 ألف وحدة سكنية.

ووضع صندوق تطوير العشوائيات هدفًا لتحويل المناطق العشوائية، ولكن التطوير العمراني لم يكن الهدف فقط، بل الارتقاء بالبشر أيضًا، وتوفير معيشة طيبة لهم.

«الدستور» بدأت الحديث مع امرأة قاربت على الخمسين من عمرها، اتخذت من بيع الخضراوات على «فرشة» مصدرًا لكسب رزقها، إنها «أم عبدالله»، من سكان منطقة قلعة الكبش بالسيدة زينب، والتي تم تطويرها، حيث تغيرت حياتها رأسًا على عقب قائلة: «المنطقة قبل التطوير كانت عبارة عن مقلب قمامة به بعض العشش مبنية بجوار بعضها ودكاكين».

وأضافت: «حياتي تغيرت تمامًا وشعرت بمعنى إنسانيتي»، موضحة «كل فرد حصل على شقة 70 مترًا، تضم غرفتين وصالة متشطبة، ودخل إلينا الغاز الطبيعي بعد أن كنا نعتمد على الأنابيب، بإيجار 55 جنيها شهريًا».

وتابعت: «انتقلنا إلى هذه العمارات، بعد أن طالت النيران والتهمت العشش التي كنا نسكن بها، فانتقلنا إلى العمارات الحديثة».

«أم خالد» من سكان عمارات قلعة الكبش، قالت: «حياتنا اختلفت تمامًا بعد تطوير المنطقة، فبدلًا من أن تحيط بنا القمامة أصبحت تحيط بنا الحدائق والأشجار»، مشيرة إلى أن الأطفال أصبحوا يملكون منطقة ألعاب خاصة بهم، وملاعب قائلة: «بقينا بني آدمين».

حلمى السيد، من سكان حي الأسمرات، قال إن الأحياء الجديدة في الأسمرات ليست مساكن فقط، ولكن اهتمت الدولة بتوفير كافة احتياجات الأسر من ملاعب، ومدارس، وعيادات طبية، ومسكن ذا مواصفات عالية، ومسجد.

وأضاف: «لولا مساعدة الحكومة لنا وبنائها لهذه الوحدات السكنية الجديدة كنا سنظل كما نحن نعيش في أكشاك مبنية من الصفيح تحوط بنا القمامة من كل مكان».

أما سيد حسن، من سكان حي الأسمرات، قال إن الحكومة لم توقر لنا مجرد شقق سكنية، ولكنها وفرت مناطق ترفيهية للأطفال والشباب، منها ملاعب ومسطحات خضراء منتشرة بين العمارات، موضحًا أن سلوك بعض السكان يؤثر على الخدمات التي وفرتها الحكومة، خاصة الذين قاموا بتأجير شققهم، فمن وجهة نظري هم لا يستحقون هذه الشقق التي تم بناؤها خصيصًا لمن لا يملك سكنًا.

وقال خالد صديق، المدير التنفيذي لصندوق تطوير العشوائيات، إن الصندوق يهتم بالمصانع لتوفير فرص عمل لسكانها، مضيفًا: «افتتحنا عدة مصانع في مشروع الأسمرات يعمل بها أكثر من 1800 سيدة توفر لهم مستوى معيشة جيدة».

وأكد «صديق»، أن هناك خطة موضوعة للنهوض بمستوى الحياة لسكان بشائر الخير والأسمرات وغيرها، مشيرًا إلى أنه خلال العام الجاري ستكون مصر خالية من الأماكن غير الآمنة في العشوائيات.