رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«الفقير يموت من الجوع».. المجاعة وكورونا يهددان اليمن

المجاعة فى اليمن
المجاعة فى اليمن

أوضاع لا يوجد أسوأ منها تعيشها دول الحروب في الوطن العربي، والتي ربما تواجه في الوقت الحالي جائحتين، الأولى هي جائحة الحرب التي دبت فيها منذ عام 2011 ولم تنته إلى الآن، والثانية هي جائحة فيروس كورونا المستجد (كوفيد ـ 19) والتي يعاني منها العالم أجمع.

فإذا كانت الدول التي لم يشتعل فيها فتيل الحرب قبيل الفيروس تكبدت خسائر فادحة جراء انتشاره السريع، فماذا عن دول الحروب؟، والتي بالتأكيد يكون تأثير جائحة الفيروس عليها أضعاف ما تعاني منه الدول الأخرى.

يأتي اليمن من ضمن تلك الدول، والذي تهدده في الوقت الحالي مجاعة ضخمة، وربما بعد انتهاء الجائحة يتخطى عدد اليمنيين خط الفقر، وذلك بسبب توقف المساعدات المتدفقة إليه، إلى جانب تراجع تحويلات العاملين في الخليج التي كان لها جلّ الأثر عليه.

واتساقًا مع ذلك، فقد حذرت منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (فاو)، من أن اليمن يواجه وضعًا كارثيًا فيما يتعلق بالأمن الغذائي؛ بسبب تفشي فيروس كورونا وتراجع تحويلات العاملين بالخليج، ووقف المساعدات الخارجية.

شهاب أحمد، 32 عامًا، يمني يعيش في محافظة صنعاء، قال إن اليمن من أكثر البلدان المتضررة جراء انتشار فيروس كورونا، بسبب توقف المساعدات التي كانت تأتي، إلى جانب وقف تحويلات العاملين بالخليج، وأيضًا الأزمة الاقتصادية العالمية التي سببتها الجائحة.

وأضاف شهاب في حديثه مع "الدستور": "في اليمن يموت الفقير من الجوع، وبرنامج الأمن الغذائي أوقف المساعدات، وباتت تباع للمحال ولا تعطى للفقراء، فالمواد الغذائية تباع في الأسواق والمحلات والمحتاج لا يجد شيئًا، وما يحصل عليه برنامج الغذاء أكثر مما يستفيد منه الفقير باليمن".

وأشار إلى أن ثلثي سكان اليمن يعانون في الوقت الحالي من انعدام الأمن الغذائي، دون وجود حل لتلك الأزمة التي تمر بها اليمن في وقت كارثة صحية تهدد العالم أجمع، مبينًا أن هناك أمهات كانت تتلقى مكملات غذائية لهن ولأطفالهن وليس مواد غذائية فقط.

وفي 27 يونيو حذرت اليونيسف، في تقرير لها، من أن دفع ملايين الأطفال في اليمن نحو حافة المجاعة بسبب العجز الهائل في تمويل المساعدات الإنسانية وسط انتشار جائحة كوفيد- 19، أصبح أمرًا واردًا، مبينة: "أنه في الوقت الذي يعاني فيه النظام الصحي المنهار والبنية التحتية في اليمن من صعوبات في التصدي لفيروس كورونا، فمن المرجح أن يزداد إلى حد كبير تدهور الوضع الغذائي المتردي بالنسبة للأطفال".

رؤى عدنان، 27 عامًا، ربة منزل يمنية، قالت: "إن اليمن أضحى على شفا حفرة من مجاعة، لا سيما أن المساعدات الغذائية التي تأتي له كل فترة من برنامج الغذاء تُسرق في الطريق لذلك لا تصل إلى مستحقيها في اليمن من الفقراء والمحتاجين لها".

وأضافت في حديثها مع "الدستور": "شاحنات الغذاء التي خرجت من سوريا في بداية الجائحة باتجاه اليمن، تم السطو عليها وبيعها في لبنان رغم أن تلك المساعدات تكون بالطبع مجانية، لكن العالم في حالة حرب الآن ليست ضد فيروس كورونا فقط، ولكن حرب غذائية أيضًا".

وأوضحت أن الأمر يهدد الأطفال أكثر فئة في اليمن، بسبب توقف تدفق المساعدات الإنسانية نتيجة جائحة كوفيد، مبينة أن نسبة فقر الدم والتدهور الغذائي بين الأطفال مرتفعة وحاليًا بدأ الأمر يهدد حياتهم وليس إصابتهم بأمراض الضعف الغذائي فقط.

ويعتمد نحو 80% من سكان اليمن على المساعدات ويندرج 15.9 مليون يمني تحت تصنيف من يعانون انعدام الأمن الغذائي بين السكان البالغ عددهم 28 مليون نسمة، ووفقًا للفاو فإن اليمن هو أفقر دول شبه الجزيرة العربية، والذي تضرر بسبب انخفاض تحويلات العاملين بدول الخليج والتي بلغت نحو 3.8 مليار دولار في 2019، بسبب الغاء الوظائف في ظل أزمة كورونا.

يذكر أن آخر تعداد سجله اليمن اليوم بشأن الإصابات بفيروس كورونا وفقًا لمنظمة الصحة العالمية، كان 1128 إصابة و302 وفاة، بينما تشير بعض التقارير غير الرسمية إلى أن التعداد الفعلي للإصابات أكبر من ذلك لكنه غير مرصود بسبب ضعف البنية الصحية لليمن.