رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

أسطورة النكد.. عبلة كامل تكشف سر غرقها بـ«كريزة ضحك» فى مناسبة عزاء

عبلة كامل
عبلة كامل

"المشكلات إما أكبر أو أتفه من أنها تبكيني، ولست أعجوبة، نحن جيل لا يجد سببًا ولا جدوى من البكاء، فمشكلات هذا العصر لا تصلح معها الدموع، أمي وخالتي وعمتي وقبلهم جدتي يبكون عمال على بطال، فبم أفادهم البكاء؟، لا شىء".. هكذا بدأت الفنانة عبلة كامل حديثها لمجلة "المصور" 1989، عن طريقة تعاملها مع الأزمات والمشكلات في حياتها.

وقالت الفنانة عبلة كامل: "لو بنت من بناتي تعبت الدنيا تبقى سودة في عينيه وأبقى موش عايزة حاجة من حياتي خلاص، ومع ذلك لا أبكي، أضع كل همي في علاجها، واضطر أخرج علشان اشتغل، قلبي بيتقطع، لكن الحل إيه؟".

لا تبكي الفنانة عبلة كامل حتى في مواجهة الموت، وتضحك حسب الظروف والأحوال، حتى عندما تجتمع النساء لأداء واجب العزاء، تذهب بمشاعر محايدة تمامًا، لا شيء يضحكها أو يبكيها، فإما أن يكون المتوفي لا يهمها لأنها لا تعرفه لكنها لا تجامل أحد من أقاربه، أو أننا لا تعرفه، لكنها لا تبكي أبدًا.

تحكي عبلة كامل: "على السلم أقابل مع قريبة أو جارة نتكلم في موضوعات إنسانية جميلة، نبتسم ولا مشكلة، وفور دخولنا من الباب تتساقط دموعها بغزارة، تندمج أكثر فتبكي بنهنهة، وكان عزيز علينا وكان حقيقي راجل، طيب منين عرفتي مع أنك لا شفتيه ولا تعرفيه؟".

وترى أن وقت العزاء تكون السيدات في ضيق، وبحاجة للكلام، ويتهامسن وقع قراءة القرآن، فأصبح العزاء فرصة للدردشة ومعرفة آخر الأخبار، حتى ينتهي القارئ فينفجر الكلام "رغي..رغي...رغي".

وتحكي الفنانة الكبيرة، منذ عامين ماتت أم صديقة طفولتها وكانت تحبها كثيرًا، تقول: "ياما عملت لنا سندوتشات"، شهد هذا العزاء أكبر نسبة من البكاء على غير المعتاد، لكن "عبلة" كانت صامتة تماما، وفجأة دخلت بنت صغيرة تبحث عن والدتها، ويبدو أنها دخلت الشقة بالخطأ، فانفجرت عبلة في الضحك، فاتجهت إليها كل أنظار النساء الموجودات بالعزاء، فضحكت "عبلة" أكثر، وكلما حاولت أن تسكت زادت في الضحك.

كف الجميع عن البكاء، واتجهت أنظارهم إلى عبلة كامل، وظنوا أنها دخلت في حالة نفسية، تقول: "أنا كنت بعمل كده ليه مش عارفة، أعرف ليه واتعب دماغي، أنا كده وخلاص، أشياء كثيرة في حياتي لا أعرف لها تفسيرًا، ولا يهمني أن أعرف، فالدنيا لن تتوقف بسببي أو غيري، كما أن حياتي لن تتوقف لأنني لا أجد تفسيرًا لكل ما بداخلي، الدنيا تجري بنا وزمن التأمل والحوار مع النفس أو الغير انتهى".