رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

وسط كوارث صحية.. كيف يعيش اللاجئون السوريون في مخيمات العراق؟

اللاجئون السوريون
اللاجئون السوريون

ربما لا توجد فئة تعيش اسوأ أوضاعها في الوقت الحالي أكثر من اللاجئين العرب، داخل عدد من بلدان الشرق الأوسط، لاسيما مع انتشار فيروس كورونا المستجد "كوفيد -19" في أكثر من 192 دولة حول العالم، والذي مثّل جائحة أكبر للاجئين داخل المخيمات.

واتساقًا مع ذلك، فمن بين اللاجئين الذي يعانون مأساة حقيقة حاليًا لاجئي مخيمات العراق، وهو البلد التي تخطت أعداد الإصابة بفيروس كورونا المستجد "كوفيد -19"به نحو 45 ألف و402 حالة إصابة، ووفاة ألف و756 آخرون، وتحديدًا مخيم "دوميز" للاجئين السوريين جنوب محافظة دهوك العراقية.

وبالأمس، أغلقت السلطات الصحية العراقية، أبواب مخيم دوميز للاجئين السوريين بالمحافظة العراقية، بعد الكشف عن إصابة بفيروس كورونا المستجد "كوفيد -19" داخله، لدى أحد الأطباء النفسيين العاملين في المراكز الصحية داخل المخيم، ودخلت الفرق الطبية المخيم وأخذت العينات من المخالطين للطبيب المصاب، وتنتظر حاليًا السلطات الصحية صدور نتائج الفحوص التي خضع لها المشتبه بإصابتهم، وإذا تم تشخيص مزيد من الإصابات فإن ذلك سيؤدي إلى اتخاذ مزيد من الإجراءات في المخيم.

لكن ماذا حدث قبل اكتشاف تلك الإصابة؟ وكيف يعيش لاجئي سوريا في مخيم دميز وسط انتشار فيروس كورونا المستجد "كوفيد -19" في البلاد؟، "الدستور" تحدثت مع عدد من اللاجئين السوريين الذين يعيشون في مخيم محافظة دهوك العراقية.

مزكين عثمان، سوري يعيش منذ عامين داخل مخيم دوميز العراقي، يقول: "جميع المساعدات المادية التي تأتي إلى المخيم يتم صرفها على الاحتياطات الوقائية، وكان ذلك الوضع منذ بداية جائحة فيروس كورونا المستجد "كوفيد -19""، مضيفا "أصدرت حكومة العراق خلال شهر مايو حظر تجوال كامل في الشوارع والمخيمات، وبالفعل خفت الحركة داخل المخيم بشدة، وأغلقت المحلات والتزم معظم اللاجئين بالحظر، الذي تم إقراره من قبل الحكومة العراقية لتقويض الجائحة".

وأوضح "عثمان": "وفي مطلع يونيو بدأت إجراءات تخفيف الحظر وبدأت المحلات للعودة للعمل مرة آخر مع اتخاذ البائعين والزبائن من اللاجئين السوريين كل الاحتياطات الوقائية اللازمة وأولها ارتداء الكمامات، حتى ظهرت تلك الحالة المصابة بالأمس ونتوقع أن تعود الاجراءات الوقائية المشددة من جديد في المخيم".

و يوجد في العراق 8 مخيمات 4 منهم تقع في عاصمة الإقليم أربيل، و3 في مدينة دهوك ومخيم واحد في محافظة السليمانية، ويبلغ عدد اللاجئين السوريين في إقليم كردستان 250 ألف لاجئ؛ يعيش قرابة 70 ألف لاجئ في المخيمات الأخرى.

ولم يكن المخيم الأول الذي تظهر فيه حالات مصابة بفيروس كورونا من اللاجئين داخل العراق، لكن تم حجر أكثر من 100 حالة ملامسة في مخيمات النازحين، ما بين العاصمة بغداد، وإقليم كردستان، ومخيم آشتي وغيرها من الأقاليم منذ بدء جائحة الفيروس.

سمير كامل، سوري آخر يقطن بذات المخيم، قال: "وضعنا أفضل بكثير من مخيمات أخرى في العراق، فهناك كارثة صحية تحدث داخل مخيم حسن الشام في الموصل ثاني أكبر مخيم العراق، والتي ظهر بها حالات إصابة خلال آواخر مايو الماضي"، مضيفا "داخل مخيم دوميز لم تظهر سوى حالة واحدة، وتم حجرها صحيًا، ومن المقرر أن يتم الكشف على كل المخالطين بالمخيم، لكن نتمنى ألا يتركوا الأطفال من النازحين دون كشف كما حدث في مخيمات أخرى بالعراق".


وتابع "كامل": "رغم وضعنا الصحي الجيد عن كثير من المخيمات الآخرى بالعراق، إلا إننا نشعر بالخوف الشديد من أن يكون وسطنا مخالط لا نعرفه، لأن العدوى في المخيمات حتى لو لفرد واحد تصبح كارثة صحية شديدة على الجميع".

في حين قال تامر الدليمي، نازح سوري آخر داخل المخيم الذي تم إغلاقه بالأمس، يقول: "النازحين في كل الوطن العربي مغلوبين على أمرهم، وإصابة أحدنا بفيروس كورونا المستجد من المؤكد انه سيسبب انتشار مكثف في أوساط الباقين".

وأضاف: "وهذا أشبه ما يكون بالموت الجماعي لنا؛ لأننا نسكن العراء ونستظل تحت سقف خيمة ولا توجد مستشفيات كافية أو قريبة منا كي تدخل لنا العلاج، ومن حين لآخر يتم تعقيم المخيم لكن ذلك ليس كافيا لصد الجائحة بعدما ظهرت حالات جديدة".

من جانبه قال علي البياتي، عضو المفوضية العليا لحقوق الإنسان بالعراق، أن السجون والمخيمات في العراق، تعتبران من أشد البؤر التي قد تنشر الفيروس بشكل أكبر في العراق، لاسيما أنهما يفتقران لأبسط وسائل الإجراءات الوقائي.

و أوضح " البياتي" لـ"الدستور"، أن المفوضية قامت بمناشدات عدة إلى الحكومة العراقية من أجل توفير وسائل حماية في المخيمات والمستلزمات الطبية اللازمة، وتم ذلك بالفعل داخل بعض المخيمات، مشيرًا إلى أن الإصابات المتتالية بالمخيمات تنذر بكارثة للعراق كله".

وكانت مفوضية حقوق الإنسان في العراق، قد أطلقت في 9 يونيو الماضي تحذيرات من كارثة بسبب تفشي وباء كورونا المستجد بمخيمات النازحين، وانها أصبحت بؤرا كامنة ربما تنذر بكارثة صحية قريبة لاسيما أن البيوت والمخيمات ملاصقة لبعضها.

وأعلنت المفوضية خلو مخيمات النازحين المنتشرة شمال وغرب ووسط العراق، من مستلزمات الوقاية والتعقيم، إضافة إلى عدم وصول أي فرق طبية ولا توعوية، كما لم يتم تزويدهم بمعقمات أو أي وسائل حماية، وفق ما أفاد نازحون للمفوضية.