رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مأساة فنانة كبيرة.. 12 حقنة أعادتها للحياة بعد أنباء وفاتها فسألت: «وشي حلو؟»

ناهد يسري
ناهد يسري

كانت ليلة سوداء في حياة ناهد يسري، ليلة خميس، حين عادت من توقيع عقد فيلم جديد، فدق جرس شقتها بالزمالك، وتلقت دعوة عشاء جماعي. وفي تقاطع شارع النيل مع شارع جانبي بالقرب من كوبري الجامعة، وقع الحادث.

حادث كبير ضحيته الأولى ناهد يسري.

لم يعرف أحد ماذا جرى، لكن شهود العيان قالوا إن سيارة نقل ضخمة قادمة من شارع صدمت سيارة ناهد، فغابت عن الوعي، وبدأ البحث عن مستشفى يستقبل الحالات الحرجة.

لم تعد ناهد يسري، هي ناهد بطلة الأفلام وسيدة الإغراء الأولى، أصبحت شابة شاحبة ملقاة في الشارع، زجاج السيارة يشوه وجهها الجميل، وعيونها هائمة في الفراغ. تروي مجلة الشبكة ما جرى: ظن الجميع أنها قتيلة، بصعوبها خلصوها من الحطام وهي "محشورة" بين الزجاج المتناثر وصاج السيارة المُدمَّر.

ذهبوا بها إلى مستشفى في الدقي، لم يكن هناك طبيب يتابع حالتها، فأسرعوا بها إلى مستشفى أم المصريين بضواحي الجيزة.. كان نبضًا ضعيفًا يشير إلى أن ناهد على قيد الحياة، لم تغادر العالم بصخبه وظلمه وهداياه، التي كانت تحبها، لكن الطبيب قال: «للأسف.. أوشكت أن تفقد حياتها».

علمت شقيقة ناهد، سامية، «طراطيش كلام» حول الحادث، فهامت في الشوارع تبحث عن شقيقتها، وعلى لسانها دعاء واحد: يا رب لا تأخذها.. تعيش بعاهة.. تعيش بكسور.. ولكن يا رب.. خليها لنا.. سيبها تعيش.

غرقت ناهد في «كوما» ناتجة عن ارتجاج في المخ، كسر في الذراع، جروح في الرقبة والصدر، زجاج اخترق الجبهة والخدين، ومن حسن حظها أنها أغمضت جفونها في لحظة الحادث: «العينان بخير».

«انعقدت آراء الأطباء على أن ناهد تحتضر.. ودخل طبيب عائلتها على أطباء المستشفى فوجدهم يناقشون احتضارها، ويفكرون في حل.. حل أخير لإنقاذ روحها.. فبدأ الطبيب يجهز لها حقنًا تعيد لها النبض.. ثلاث حقن بحد أقصى.. ولكن زملاءه فوجئوا به يعطيها 12 حقنة، فلما صاحوا به: هذا كثير.. قال لهم: ألم تقولوا إنها ميتة.. ماذا يضيرها ولو أخذت ألف حقنة؟!».

عند الفجر، شعر الأطباء بنبض يتزايد في عروقها، وسط بكاء وصراخ أهلها: «تحققت المعجزة.. عادت عروس الشاشة من جسر الموت.. عادت للحياة، الله في السماء مد لها العمر وكتب شهادة ميلاد جديدة.. وسقطت شقيقتها مغشيًا عليها من الفرحة».

كان لقاء ناهد يسري مع الموت لقاءً حقيقيًا، وليس حادثًا عابرًا، أكثر من نصف موت، لكن النجاة كان عنوانها لطف الله فقط.

حين أفاقت ناهد، فتحت عينيها وأغمضتهما، وأجابت على نداء أمها أخيرًا، ورأت ميرفت أمين، صديقتها المقربة، الوحيدة التي سمح لها بدخول الغرفة، لكن «أمها لاحظت أن ناهد كثيرة السؤال عن شيء واحد، عن وجهها، تقول لهم: وشي حلو؟ هل تشوه يا ماما؟ هل أصلح للسينما مرة أخرى يا سامية؟.. أعطوني مرآة أرى فيها وجهي.. فهذا الوجه رأس المال الذي يحفظ حياة الفنان، وجواز المرور إلى الغد»، حسب مجلة الشبكة.