رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

أمل جمال: 30 يونيو كانت فرصتنا الوحيدة لاستعادة الهوية

أمل جمال
أمل جمال

يحل شهر يونيو من كل عام ومعه تحل ذكرى الثلاثين من يونيو 2013، ذكرى ثورة شعب استعاد هويته ومصره المختطفة من أنياب جماعة الإخوان الإرهابية.

«الدستور» حاورت المثقفين حول ثورة 30 يونيو، ذكرياتهم معها، أثرها عليهم وعلى إبداعاتهم، والأهم ماذا لو كان استمر حكم الإخوان لمصر حتى الآن؟

في هذا الصدد، قالت الشاعرة أمل جمال إن 30 يونيو كانت بمثابة الضربة القاصمة لظهر هذه الجماعات، ضربة موجعة أضعفتهم وأظهرت لهم أن مصرعلى حقيقتها، مصر تبدو مستكينة هيّنة وليّنة، لكنها وقت الخطر تهب في وجه أعداء الوطن.

كانت ثورة يونيو 2013 هي الفرصة الوحيدة لاستعادة الحياة واستعادة الهوية والانتباه لما تعنيه مصر كيمت التي أرادوا تغطية تماثيل ميادينها حتى تمثال عروس البحر أتذكر جيدًا مصر التي أرادوها أن تختفي ليبقى فقط أهلهم وعشيرتهم، مصر التي أرادوا لها أن تختفي وتغرب شمسها؛ لأنها في ديدنهم ليست سوى حفنة من تراب عفن، مصر التي قال عنها كبيرهم في يوم ما (طز).

ويكفيهم أن من قادت ثورتها هن نسائها اللواتي لم يتقاعسن لحظة وشاركوا جموع الرجال بشكل لم يسبقه سوى خروجهن ضد الإنجليز وقت الاحتلال، نسائها أعمدة البيوت الأمهات والشابات والصبايا أمهات الشهداء والجدات في الشوارع والميادين وبلكونات المنازل.

انتفض العملاق محتضنا أولاده وبناته فسقط العالقون الأعداء من على ظهره تحت أقدامه انكشف الغطاء وظهرت النوايا وكرههم الشعب، لكنه مازال البعض من الخارج يحارب قدر استطاعته وقدر قوى الشر التي تمولهم، لكنه الله حارسها ومصر باقية أمد الدهر.

وعن أثرها عليها كمبدعة قالت بالطبع تناولتها في أعمال وهل تعتقدين أن ما كان يدور أمامنا وتهتز له الجبال لا يهزنا كيف لا تهزنا الدماء، التحرش الذي كان يراد به أن نبقى في البيوت خائفات، بدليل أن نسائهم كن يخرجن في مسيرات بلا تحرش، كيف يحدث ذلك مثلًا، إضافة إلى مفاصل الدولة التي سيطروا عليها في مختلف الوزارات وكانهأ بلد يتيم لا أهل له تناول ديواني فضاء لجناح الحال بما فيه من مشاهد مؤلمة شاهدة منها مثلا قصيدة: صلاة الخوف ومنها:
أنا من مساكين هذا الوطن
دونما أقنعة أو ثقافات أمضي
و أسير هكذا في الشوارع
على بائعي الخضراوات أعرج
ومع بائع السمك
وأعداد القتلى
أترك نفسي صخرة
تضربها الريح
و في الليل أبكي
أتأمل أطفالي النائمين
في حدائق أحلامهم
فتخرج أسئلة من مكمنها
تنظر للخارطة التي
تتشظى

قصائد كثيرة ضمها الديوان انتصرت فيه للوطن وفضحت المشاهد وأعتقد أن الزمن كفيل أيضا بكتابة تتجدد نحن لهم بالمرصاد.

وحول ماذا لو ظل الإخوان، حتى الآن، في الحكم أكدت جمال: كنت سأهاجر إلى أمريكا بكل تاكيد، أنا وغيري اعتقد كانوا سيطلبون اللجوء السياسي. أمامنا النموذج لإيراني بنظرة واحدة لإيران ما قبل الثورة الإسلامية هناك وإيران ما بعدها بضغطة واحدة أو لمسة على شاشة الهاتف سترين الفارق بكل تأكيد أنا لا أتصور ذلك أبدًا هذا سيناريو رعب.. الحمد لله أننا نجونا منه.