رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

من أب لابنه


«يوم الأب»، بالإنجليزية «Father›s Day»، هو احتفال عالمى لتكريم الآباء، ويتم الاحتفال به فى عدة أيام مختلفة حول العالم، ويحتفل به فى العديد من الدول العربية والإسلامية، لكنه مشهور أكثر فى غيرها من الدول، حيث تُعبّر فيه شعوب كثيرة فى الغرب عن عرفانها بالجميل وتقديرها للآباء بتقديم الهدايا وبطاقات التحية.
يأتى يوم الأب فى المملكة المتحدة والولايات المتحدة وكندا فى ثالث يوم أحد من شهر يونيو، وفى أستراليا يُحتفل به عادة فى أول يوم أحد من شهر سبتمبر.
وأول من جاءته فكرة تخصيص يوم لتكريم الأب هو السيدة سونورا لويس سمارت دود «Sonora Louise Smart Dodd»، من سبوكين بولاية ميتشيجان بالولايات المتحدة، فى عام ١٩٠٩م، بعد أن استمعت إلى موعظة دينية فى يوم الأم.. أرادت سونورا أن تكرّم أباها وليم جاكسُون سمَارت، وكانت زوجة سمارت قد ماتت عام ١٨٩٨م، وقام بمفرده بتربية أطفاله الستة، لذلك قدمت «دود» عريضة توصى بتخصيص يوم للاحتفال بالأب، وأيدت هذه العريضة بعض الفئات.
وتتويجًا لجهود «سونورا دود» احتفلت مدينة سبوكين بأول يوم أب فى ١٩ يونيو عام ١٩١٠م، وانتشرت هذه العادة فيما بعد فى دول أخرى.
وبهذه المناسبة أقدم لك عزيزى القارئ هذه الوصية التى قدمها أب لابنه:
ولدى العزيز: فى يوم من الأيام سترانى عجوزًا
غير منطقى فى تصرفاتى
عندها من فضلك
أعطنى بعض الوقت وبعض الصبر لتفهمنى
وعندما ترتعش يدى فيسقط طعامى على صدرى
وعندما لا أقوى على لبس ثياب
فتحلَّ بالصبر معى وتذكر سنوات مرت وأنا أعلمك ما لا أستطيع فعله اليوم
إذ حدثتك بكلمات مكررة وأعدت عليك ذكرياتى
فلا تغضب وتملّ فكم كررت من أجلك قصصًا وحكايات فقط لأنها كانت تفرحك!
وكنت تطلب منى ذلك دومًا وأنت صغير
فعذرًا حاول ألا تقاطعنى الآن
إن لم أعد أنيقًا جميل الرائحة
فلا تلمنى واذكر فى صغرك محاولاتى العديدة لأجعلك أنيقًا جميل الرائحة
لا تضحك منى إذا رأيت جهلى وعدم فهمى لأمور جيلكم هذا
ولكن.. كن أنت عينى وعقلى لألحق بما فاتنى
أنا من أدبتك أنا من علمتك كيف تواجه الحياة
فكيف تعلمنى اليوم ما يجب وما لا يجب؟!
لا تملّ من ضعف ذاكرتى وبطء كلماتى وتفكيرى أثناء محادثتك
لأن سعادتى من المحادثة الآن هى فقط أن أكون معك
فقط ساعدنى لقضاء ما أحتاج إليه فما زلت أعرف ما أريد
عندما تخذلنى قدماى فى حملى إلى المكان الذى أريده
فكن عطوفًا معى وتذكر أنى قد أخذت بيدك كثيرًا لكى تستطيع أن تمشى
فلا تستحِ أبدًا أن تأخذ بيدى اليوم فغدًا ستبحث عمّن يأخذ بيدك
فى سنى هذه اعلم أنى لست مُـقبلًا على الحياة مثلك
ولكنى ببساطة أنتظر الموت.. فكن معى.. ولا تكن علىّ!
عندما تتذكر شيئًا من أخطائى فاعلم أنى لم أكن أريد دومًا سوى مصلحتك
وأن أفضل ما تفعله معى الآن
أن تغفر زلاتى.. وتستر عوراتى
ما زالت ضحكاتك وابتساماتك تفرحنى كما كنت صغيرًا بالضبط
فلا تحرمنى من صحبتك!
كنت معك حين ولدت فكن معى حين أموت.
تهنئة من القلب لكل أب فى عيده وقلبى مع كل من فقد أباه.