رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في لبنان تعاني وجع الجائحة والجوع معًا

مخيمات اللاجئين
مخيمات اللاجئين

أوضاع أسوأ ما تكون، يعيشها الفلسطينون اللاجئون في لبنان داخل مخيمات العاصمة بيروت، تضاعفت لديهم آثار الجائحة، فلا طعام ولا مساعدات مادية منتظمة تأتي من منظمات الإغاثة كما كان، ولا احتياطات وقائية تؤخذ أو أماكن للعزل الصحي. فكيف يعيشون؟.

"ما هتلحقوا على الجثث إذ اتصاب أحد بالمخيم"، "درة" اللاجئة الفلسطينية في مخيم برج البراجنة في بيروت، كانت تخشى يوميًا من أن يظهر الوباء كورونا المخيم الذي يعيشون فيه منذ عامين، لم يتخيل أحد أن هناك وباء عالمي في الانتظار، يستحيل معه تطبيق العزل المنزلي داخل المخيمات.

تقول درة: "يستحيل أن يكون هون أي وقاية أو اجراءات للعزل الصحي، بالمخيمات القديمة نحن ملاصقين لبعضنا بشدة، وأما المخيمات الحديثة فعبارة عن خيم مفتوحة من كل المنافذ، ولا يوجد شبكات للصرف الصحي، أو مياه جارية نحتاجها في الوقت الحالي للتطهير".

خوف درة تحول إلى حقيقة، حين ظهر خلال منتصف مايو الماضي أول 4 إصابات بفيروس كورونا داخل المخيم، وظلت الحالات الأربعة بداخل المخيم لمدة يومين قبل أن تغلق منظمة التحرير أجزاء من المخيم وتعزل الحالات الأربعة.

لا تعرف درة إن كانت أصيبت بالفيروس أو تتعامل مع مخالطين له أم لا، خاصة أن المخالطين لتلك الحالات الأربعة لم يجر لهم أية تحاليل تؤكد أو تنفي نقل العدوى لهم: "نعيش هون في المنفى فالمخيم أصبح قطعة كبيرة من المأساة".

تأوي مخيمات لبنان لاجئي فلسطين وسوريا، فهناك 174 ألف لاجئ فلسطيني على الأقل و1.5 مليون لاجئ سوري، وفق تقديرات مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، يخشون جميعًا انتشار كورونا بين صفوفهم مع ذلك الوضع الصحي المتردي، وتحذيرات عالمية من تفشي الفيروس في مخيمات اللاجئين.

حتى كتابة هذه السطور، سجلت لبنان 1473 إصابة بفيروس كورونا و32 حالة وفاة، وفقًا لمنظمة الصحة العالمية، ولم يعلن عن إصابات آخرى داخل مخيمات اللاجئين سوى تسجيل 4 إصابات فقط في مخيم البراجنة الذي تم غلق أجزاء منه وعزل المصابين.

محمود عبدالله، لاجيء فلسطيني يعيش في ذات المخيم، كان يعاني من فقر مدقع إلا أن الأمر تأزم، مع وقف الكثير من المساعدات المالية والغذائية في المطارات والمصاف، بسبب الغلق الذي طال منافذ الحياة والتي كانت تأتي من منظمات الإغاثة العالمية.

يقول: "لا بد أن تدافع عنا سلطتنا في فلسطين، الوباء إذ نتشر ما بيخلي روح فلسطيني بالمخيمات، لا يوجد أي اهتمام صحي بالمخيمات هي تكتظ باللاجئين، وأصبحنا بين الفقر والذي اعتدنا عليه منذ سنوات عديدة، والوضع الصحي المتردي الذي ينذر بكارثة".

ما زاد ضراوة الوضع الصحي في المخيمات هي الأزقة التي تفصل بين حارات المخيم، والتي وفقًا لـ"عبداالله" اكتشف فيها 6 فلسطينيين أصيبوا بالفيروس وتعاملوا مع آخرين لذلك تمنع لبنان خروج الفلطسينيين من المخيمات خوفًا من تفشي الوباء بين مواطنيها.

تقول هدى سمرا، المتحدثة باسم وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين، بأن هناك قلق شديد من انتشار الفيروس في المخيمات الفلسطينية المكتظة، حيث إمكانية اعتماد إجراءات العزل المنزلي ضئيلة، لاسيما في غياب مستشفيات خاصة بهم.

الحالات المصابة بحسب "سمرا" يتم نقلها إلى المستشفيات اللبنانية، التي من الممكن ألا تتوفر فيها الأسرة اللازمة لعلاج عدد كبير من المرضى ممن يحتاجون إلى عناية مركزة، وتتولى الأمم المتحدة تسديد فواتير الاستشفاء الخاصة باللاجئين في حالة إصابتهم بالفيروس.