رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«جريمة أون لاين».. وقائع التنمر على صفحات التواصل

موافع التواصل
موافع التواصل

فجّرت واقعة تنمر بعض رواد مواقع التواصل على بنات الفنان شريف منير، بعد نشره لصورة تجمعهن، ظاهرة التنمر التي يتعرض لها كثيرون على تلك المواقع، والتي قد يفضل البعض منهم الصمت ردًا عليها وغالبًا الانسحاب الكامل من هذه الوسائل، فيما يسعى آخرون إلى استرداد حقوقهم القانونية بعد الإيذاء النفسي والمعنوي الناتج عن هذا التنمر، وهو ما فعله الفنان شريف منير.

فهل جرائم السب والقذف والتنمر وغيرها عبر وسائط التواصل تعد جرائم يعاقب عليها القانون بالفعل، أم أن مرتكبي هذا الوقائع هم بمأمن من عقاب القانون؟.. هذا ما سنعرفه في التقرير التالي:

أوضح خبير المعلومات حسام غانم لـ"الدستور" أن القضاء المصري خصص قانونًا لمكافحة جرائم تقنية المعلومات بالفعل، وذلك للتصدي لجميع الجرائم الإليكترونية، والذي صدر بعام 2018، واشتمل على العديد من العقوبات لكافة الجرائم الإلكترونية، كالسب والقذف عبر وسائل التواصل ونشر الشائعات، وكذلك تدشين حسابات "فيسبوك" وهمية، وممارسة الابتزاز للأفراد من خلال تسريب صورهم وبياناتهم الشخصية وأحيانًا بيعها لصالح جهات أخرى.

وقال غانم إن اللائحة التنفيذية لهذا القانون بصدد الانتهاء منها، مؤكدًا أنه ينبغي على من يتعرض لمثل هذه الجرائم الإلكترونية أن يتخذ بعض الإجراءات لكي يستطيع إثبات حقه، والحصول عليه فمثلًا في حال تعرضه للسب والقذف عليه، ينبغي أولًًا التقاط "سكرين شوت" لهذه العبارات، ثم يتقدم بها إلى مديرية أمن المعلومات أو وزارة الداخلية، والذين يقومون بدورهم بالتحقق في تلك الوقائع، ومدى مطابقتها مع البنود التي يعاقب عليها القانون، وفي حال توافق ذلك يتم التتبع للشخص مرتكب الجريمة من خلال تنفيذ عدد من الأكمنة الإلكترونية، للتحقق من مكان تواجده ثم الوصول له والقبض عليه.

ويتابع الخبير الإلكتروني أن القانون فرض على مرتكبي الجرائم الإليكترونية بكافة أشكالها العديد من العقوبات المغلظة، والتي تتباين فيما بينها حسب مدى ارتكاب الجرم، لتصل العقوبة بالسجن إلى عشر سنوات وغرامة تصل لـ 200 ألف جنيهًا.

أما عن واقعة بنات الفنان شريف منير، وما تعرضوا له من تنمر على مواقع التواصل، وعبارات السب والقذف بسبب نشرهن أحد الصور، فأشاد غانم بما فعله الفنان بإبلاغه عن وقائع التنمر، مشجعًا إياه على الاستمرار في اتخاذ الإجراءات القانونية لاسترداد حقه وحق بناته.

وأكد غانم ضرورة عدم تردد أو خوف أي شخص يتعرض لمثل هذه الجرائم أن يتخذ جميع الإجراءات القانونية اللازمة حيال مرتكبيها، وذلك لكي يمكن الحد من انتشار تلك الجرائم بهذا الشكل خاصة في ظل اهتمام الدولة مؤخرًا بمعاقبة مرتكبي هذه الوقائع وتغليظ العقوبات ضدهما.

أما الدكتور محمد هاني، استشاري الطب النفسي والعلاقات الأسرية، فأكد لـ"الدستور" أن من يقوم بالسب والقذف مستخدمًا وسائل التواصل، يعد مريضًا نفسيًا فهو حتى لا يستطيع المواجهة لذا فهو يحتاج إلى تلقي العلاج، خاصة هؤلاء الذين يلقون بعبارات السب على المشاهير والنجوم فهم غالبًا ما يعانوا من أزمات نفسية ترجع إلى الغيرة من هذا النجاح، وبالتالي تدفعهم إلى التعبيرعنها بشتى الطرق من بينها إلقاء عبارات التهكم والتنمر ضدهم.

وأشاد هاني بملاحقة الدولة وقضاؤها لمثل هؤلاء، والذين لا يقلون جرمًا عن غيرهم ممن يرتكب الجرائم المختلفة فهم يتسببوا في أذى نفسي كبير للأشخاص الذين يتعرضون إلى سببهم وتنمرهم الأمر الذي يعد أخطر من الأذى الجسدي لديهم، لذا تجب محاسبتهم وتغليظ عقوبة كل من تسول له نفسه القيام بتلك الأفعال المشينة تجاه الآخرين.