رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

دون مستشفى.. أهالي إسنا يستغيثون «لا يوجد مكان يداوي أوجاعنا»

مستشفى
مستشفى

ثلاثة أشهر مضت ولا يجد سكان مدينة إسنا الذي يقارب عددهم 380 ألف نسمة، مستشفى تداوي آلامهم، مما دفع سكان المدينة إلى إطلاق هاشتاج "إسنا بدون مستشفى"، ليتصدر مواقع التواصل الاجتماعي في ساعات.

بدأت الأزمة في مارس الماضي، بعد تحويل مستشفى إسنا التخصصي إلى مستشفى للعزل الصحي لمصابي كورونا، والتي استقبلت أولى الحالات التي ظهرت في مصر وهم مصابو باخرة الأقصر السياحية، وكانت "إسنا التخصصي" هي المستشفى الوحيدة الموجودة في مدينة إسنا بعد غلق المستشفى القديمة في نفس توقيت افتتاح "التخصصي".

"الدستور" تواصلت مع عدد من سكان إسنا للوقوف على الأوضاع هناك، وكيف يتلقى سكان المدينة علاجهم دون مستشفى.

العربي: 3 شهور مضت وإسنا دون مستشفى
العربي زكي مراقب صحي من مدينة إسنا بمحافظة الأقصر، قال إن المحافظة مقسمة إلى 4 مدن منها محافظة الأقصر وبها 4 مستشفيات، ومدينة أرمنت وبها 3 مستشفيات، ومدينتي القرنة وإسنا وكل واحدة منهما بها مستشفى واحدة فقط، ومستشفى إسنا تم تحويلها إلى مستشفى عزل، فلم يعد هناك مستشفى تعالج أهل المدينة.

وأشار إلى أن إسنا تمثل حوالي ٦٠٪ من المحافظة كلها، وكان بها مستشفى متهالكة، وبعد حروب مع المسئولين تم افتتاح مستشفى جديدة على أعلى مستوى وبطراز عالمي، وهي مستشفى إسنا التي تم تحويلها بعد ثلاثة شهور من افتتاحها إلى مستشفى لعزل المصابين بكورونا رغم وجود 3 مدن بها مستشفيات أكثر في وامتلاك مدينة الأقصر لمستشفى في الجبل تسمى مستشفى حميات الحبيل.

وتابع أن حوالي 3 شهور مضت وأهالي إسنا دون مستشفى، قائلا "معندناش مستشفى والناس والله بتموت، إسنا فقيرة فقيرة جدا وأقرب مستشفى لها هي أرمنت التي تبعد عنا ساعة، فلو دخل مريض في غيبوبة أو نزيف أو تعرض لحادث هنروح فين؟.

واستطرد" لا أعلم لماذا تم اختيار إسنا للعزل رغم عدم وجود بديل لها، رغم أن هناك خيارات أكثر في المحافظة فأرمنت فيها مستشفيتان تخصصي بنفس طراز مستشفى إسنا التخصصي ولم يقترب أحد منهم".

إبراهيم: غلق 4 مستشفيات بإسنا والوحيدة التي تعمل تحولت للعزل
إبراهيم عبد الرحيم، أحد شباب مدينة إسنا، قال إن إسنا كان بها 4 مستشفيات وهي المستشفى العام، ومستشفى الحميات، والرمد ومستشفى الصدر، وتم إغلاقهم جميعًا بعد إفتتاح مستشفى إسنا التخصصي، والتي تم تحويلها لمستشفى عزل.

وتابع "قدمنا شكاوى كثيرة، وأصبحت الصيدليات هي بديل المستشفى لدى المرضى وأصبح الصيدلي بديلًا للطبيب"، موضحًا "بعد أسابيع من التواصل مع المسئولين ومطالبتنا بإعادة فتح المستشفى العام، قرروا فتح غرفتين في مستشفى الرمد للاستقبال لاستقبال آلاف من المرضى من مدينة إسنا يوميًا".

واستطرد "أهالينا بيموتوا ومش بيلاقوا طبيب أو مستشفى تعالجهم، ولا إسعاف ينقلهم لأقرب مستشفى خارج إسنا، موضحًا "بننقل المرضى في عربيات ربع نقل وعلى الموتوسيكلات وفي التكاتك، لكيلومترات حتى نجد مستشفى، فمستشفي أرمنت تبعد حوالي 30 كيلو، ومستشفى الأقصر تبعد حوالي 55 كيلو، ومستشفى السباعية تبعد حوالي 30 كيلو، وهناك حالات تتوفى مع دخولها لهذه المستشفيات ويلاقي أهلهم الويل حتى يعودوا بهم إلى منازلهم".

وتابع" هناك أمثلة كثيرة لأهالي القرية الذين توفوا بسبب الإهمال فتوفى جاري صلاح البكري في مستشفى أرمنت، وتوفى شاب بقرية اصفون المطاعنه يدعى أسامة زيان بعد إصابته بكورونا وتم عزله منزليا والحالة تدهورت ولم نجد مستشفى تتابعه حتى توفى.

حسين يطالب بفتح مستشفى إسنا القديم لاستقبال المرضى
طالب حسين الشافعى، مدير فرع بالشركة المصرية لتجاره السلع بأسنا ومن سكان قرية اصفون المطاعنة، بإعادة فتح مستشفى إسنا القديمة والتي تم غلقها عقب افتتاح إسنا التخصصي، وقال كيف يعيش آلاف من سكان مدينة إسنا وقراها دون مستشفى.

وأوضح "عندما تم افتتاح مستشفى إسنا التخصصي الجديدة استبشرنا خير لأن إمكانياتها ضخمة، ولكن بعد شهور تم تحويلها للعزل، ولم يتم تجهيز مستشفى بديل عنها لرعاية المرضى في المدينة".

مبادرة من أطباء القرية لعلاج المرضى
وسط الأزمة والاستغاثات التي أطلقها سكان إسنا، قرر فريق طبي مكون من مجموعة من الأطباء والممرضين مساعدة المرضى في المدينة والقرى المجاورة لها وتشخيص المرض وصرف الأدوية إذا أمكن ذلك.

وقالت المسئولة عن الفريق _ رفضت نشر اسمها_، "استغاثات أهلي والجيران من حولي، وعدم وجود مستشفى تعالجهم دفعتني لتكوين فريق طبي يقدم خدماته مجانًا للمرضى، وكونته من أصدقائي ومعارفي".

وتابعت "أحيانًا يتواصل معي أهل المريض مباشرة وأحيانًا أتواصل مع من يطلق استغاثة على الصفحات الإلكترونية الخاصة بإسنا، ونتحدث مع المريض ونشخص له المرض ونكتب له العلاج، وبدأت مؤخرًا في جمع التبرعات لشراء أدوية للحالات غير القادرة".

وأوضحت "الناس هنا بتعاني جدا احنا مكناش كدا ووصلنا لمرحلة ميؤس منها المستشفى إللى كانت بتلم الناس اتقفلت من سنة ونص تقريبا، وكمان لما قالوا فتحوا واحده جديدة فيها خلوها للناس اللي من بره المركز وحولوها لعزل، وهناك حالات بتستغيث وليس بإمكاني مساعدتهم لأني لا أملك مستشفى، وهذه الحالات تكون محتاجة عناية مركزة".