رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

أطباء الرحمة.. حكايات من دفاتر الإنسانية للأطباء البيطريين

أمير يوسف
أمير يوسف

كاد يلفظ أنفاسه الأخيرة، بعد أن سبب له الإرهاق مع حرارة الشمس ضربة قوية استسلم لها، ورقد على الأرض مستسلمًا لموته، إلا أن الله أرسل له ملاكًا في صورة بشر أنقذ حياته وأعاد له نشاطه.

أثارت هذه الواقعة للطبيب البيطري أمير يوسف، الذي أنقذ حياة حصان تركه صاحبه وسط الشارع يلتقط أنفاسه الأخيرة، السوشيال ميديا وتركت أثرًا طيبًا في نفوس من شاهد الفيديو.

أمير ليس الوحيد ولكن هناك عشرات القصص للأطباء البيطريين الذين أنقذوا أرواح الحيوانات، تواصلت "الدستور" مع بعضهم، لتعرض، في السطور التالية، جزءًا من قصصهم الإنسانية مع الحيوانات.

"العباسي" أدخل الفرحة على أسرة بعد إنقاذ بقرتهم الوحيدة

ذهب محمد العباسي، طبيب بيطري إلى زيارة لبعض أقاربه، ولم يمض وقت كبير حتى سمع صوت الجيران مرتفعًا، فكانت بقرتهم الوحيدة تلتقط أنفاسها الأخيرة بعد أن عانت من هبوط حاد في درجة الحرارة لثلاثة أيام.

وقال "العباسي": "ذهبت مع أقاربي لبيت الجيران وعلمت أن البقرة وضعت جنينها قبل ثلاثة أيام، ومن وقتها وهي مريضة وترقد على الأرض، وكان صاحبها حالته المادية بسيطة ولا يمتلك غيرها، وكان يبكي بجانب بقرته، فقمت فورًا بوضع محاليل كالسيوم لها، وبعد مرور بعض الوقت وقفت على قدميها، وعمت الفرحة المنزل وتبدل الحال من حزن لضحك".

وتابع: "من المواقف التي لم أنساها أيضًا، وأنا في طريقي إلى العمل، وجدت بقرة صدمتها سيارة، وأحدثت جرحًا كبيرًا فى وجهها، وقمت بخياطة رأسها 15 غرزة، وأعطيتها بعد الأدوية، وكنت سعيدًا جدًا عندما رأيتها بعد ذلك وكانت بصحة جيدة".

محمد أنقذ حصانًا من الاختناق

وقف محمد إبراهيم، طبيب بيطري، في شرفة منزله وكانت الساعة تقارب السادسة صباحًا، والشوارع خالية من المارة، وأمام منزله كانت هناك ساحة خالية يقف بها حصان بجوار العربة التي يجرها، وفجأة ومع حركة الحصان التف الحبل المربوط به حول عنقه، ومع محاولة الحصان للتخلص منه التف أكثر حول عنقه حتى سقط على الأرض.

وقال محمد: "هبطت فورًا من شقتي إلى الساحة التي يرقد بها الحصان، وتسلقت الحائط الذي يفصلني عنه، وتمكنت من إزالة الحبل من حول عنقه، ولكن كان لا يستطيع الوقوف على قدميه فأعطيته بعض الأدوية التي تساعده على النهوض".

وتابع: "أثناء قيامي بعلاج الحصان جاء صاحبه الذي لا يعلم أي شيء حول الواقعة، ولكنه سعد كثيرًا عندما وقف الحصان على قدميه، فكان هذا الحصان مصدر رزقه".



أمير أنقذ أنثى كلب كادت تموت بانفجار بالرحم

قصة أمير يوسف التي تداولها الناشطون على مواقع التواصل الاجتماعى لم تكن وليدة الصدفة، فقد قضى سنوات منذ تخرجه من الجامعة ينقذ الحيوانات.

كان أكثر أعمال "أمير" تأثيرًا فيه قصة أنثى الكلب التي أنقذ حياتها بعدما انفجر جزء من الرحم بسبب تعثر الولادة، وقال أمير: "منذ عامين ونصف وكانت الساعة الرابعة فجرًا، جاءني أحد زبائني في العيادة بسبب تعثر كلبته في الولادة، وبعدما أحضرت اللازم من العيادة، توجهت معه إلى منزله فورًا".

وتابع: "بعد فحص الكلبة وجدت تضخمًا في الجهاز التناسلي لها أغلق الفتحة التي تلد منها، وكان لابد من التدخل الجراحي السريع ولا يوجد وقت لنقلها إلى العيادة، واستمرت الولادة القيصرية ساعتين، وكانت عملية في غاية الصعوبة لعدم وجود مساعد معي، ولأن جزء من الرحم كان انفجر بالفعل، وأنجبت الكلبة 9 جراوٍ وتحسنت حالتها كثيرًا".
ومن الحكايات التي لم ينساها أمير، اتصال تليفوني جاءه فجرًا من فرع السيرك المصري الأوروبي في الإسكندرية، الذي عمل مشرفًا رسميًا له، بمرض أحد الأشبال الشديد.

وتابع: "سافرت من طنطا إلى الإسكندرية لإنقاذ الشبل، وبعد الكشف عليه، وجدته يعاني من أخطر فيروس من الممكن أن يصيب الأشبال في هذا السن، وعلقت له محاليل بسبب تعرضه للجفاف وبعض الأدوية وتحسنت حالته".