رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

حملة «شلل الأطفال» الجديدة.. أمهات خائفات وأطباء يجيبون

حملة شلل الأطفال
حملة شلل الأطفال

حملة قومية جديدة أطلقتها وزارة الصحة والسكان للتطعيم ضد شلل الأطفال، تستهدف الأطفال من مواليد يناير 2016 وحتى 22 مارس 2018، وتوفر الحملة التطعيم لـ 6 مليون طفل، ويُسمح للأطفال الأجانب كذلك بالتطعيم الذي يكون من خلال الحقن وليس جرعات التطعيم الفموي.

ورغم تشديد الوزارة على ضرورة ارتداء الكمامات الطبية أثناء الذهاب إلى مكاتب الصحة من أجل التطعيم وحضور مرافق واحد فقط مع الطفل لعدم التزاحم، إلا أن التخوفات التي انتابت الأمهات جعلتهم في حيرة من أمرهن، بين الخوف من النزول والاختلاط بغيرهن خاصة مع التزاحم المعروف في مكاتب الصحة، وفي نفس الوقت الخوف من احتمالة عدم إتاحة الفرصة من جديد لهذا التطعيم من أجل أطفالهن خاصة مع علمهن بأهميته الشديدة.

ترى "هدير رأفت" أن التوقيت الذي أصدرت فيه الوزارة حملة تطعيم شلل الأطفال هو توقيت خاطيء، في ظل هذه المرحلة الحرجة التي نمر بها، ورغم خوفها هذا إلا أنها مضطرة إلى تطعيم طفلها الذي يبلغ من العمر ثلاث سنوات لضرورته الشديدة.

قالت "رأفت" في حديثها مع "الدستور"، إنها ذهبت بالفعل إلى مكتب الصحة بمنطقة سكنها بعين شمس، وجدت أن العاملين بالمكتب لا يعلمون أي شيء عن هذه الحملة من الأساس، بعد أن اصطحبت طفلها الذي لم يخرج إلى الشارع قط منذ أن انتشر فيروس كورونا المستجد، خوفًا عليه من الإصابة خاصة وأنه لا يمكن أن يرتدي كمامة طبية مثلما أكد الأطباء أن الأطفال لا يُسمح بارتدائهم للكمامة لمن هم أقل من 4 أعوام.

أوضحت "رأفت" أنها لم تك ستهتم بهذا التطعيم إلا أن طبيب طفلها الخاص أكد أهميته وضرورته، وستحاول الذهاب من جديد إلى مكتب الصحة من أجل تطعيم طفلها.

"مستحيل أنزل أطعمه في الظروف دي"، بهذه الكلمات أكدت سماح عاشور أنها لن تخاطر بحياة طفلها البالغ من العمر أربع أعوام من أجل تطعيم شلل الأطفال رغم علمها بأهميته وضرورته.

وأوضحت عاشور في حديثها مع "الدستور" أنها سألت طبيب طفلها الخاص على ضرورة النزول في ظل هذه الظروف لتطعيم طفلها، فأوضح لها أنه ليس بهذه الأهمية لأن الطفل حصل عليه خلال تطعيم الأربع شهور، لذلك ليس هناك ضرر من عدم أخذه.

وأضافت عاشور أنه عقب انتهاء أزمة فيروس كورونا المستجد والاطمئنان أن الأجواء تسمح بالنزول لها ولطفلها دون إحساسها بالخطر الشديد عليهم ستتجه إلى منافذ المصل واللقاح لإعطاء التطعيم.

علمت "أسمهان أسامة" من جارتها عن حملة تطعيم شلل الأطفال الجديدة للأطفال من مواليد يناير 2016 وحتى 22 مارس 2018، وأن لطفلها الذي ولد في فبراير من عام 2018 الحق في هذا التطعيم كذلك، قالت:"أعلم بمدى أهمية هذا التطعيم لكن طفلي لم يخرج من المنزل منذ أكثر من 3 شهور خوفًا عليه من فيروس كورونا وعندما أنزل به لأول مرة يكون لمكتب الصحة المعروف بتزاحمه الشديد".

وأوضحت "أسامة" أنها منذ علمت عن هذه الحملة سارعت في سؤال طبيبها الخاص، الذي أنشأ جروب على مواقع التواصل الاجتماعي واتساب لكافة الأمهات المتابعات عنده من أجل أطفالهن، ويجيب على أي استفسار خاص بهن لحالة أطفالهن إذا لم تكن الحالة خطيرة تستدعي الذهاب إلى العيادة، "كلنا سألنا عن أهمية التطعيم وهو أكدلنا مدى أهميته خاصة أن أطفالنا لم يتم تطعيمهم ضمن تطعيم الأربع شهور، لذلك سأخذ حذري الكامل عندما أنزل بطفلي لتطعيمه".

في حين قالت "لمياء نجيب" إنها لن تخاطر بالنزول هي وطفلتها، مواليد عام 2017، في ظل هذه الظروف خاصة وأن مكتب الصحة يبعد عنها ما يُلزمها بركوب مواصلات للوصول إليه، مهما كان هذا التطعيم مهم وله ضرورته، "ممكن تحط إيديها على حاجة أو تلمس أي حاجة في مكتب الصحة أو يمكن لأي شخص أن يسعل أو يكح في وجهها خاصة مع صعوبة إلبساها كمامة".

وأكدت "نجيب" في حديثها مع "الدستور" أنّ خوفها الشديد من التجمعات والتزاحم الذي سيكون فيه مكتب الصحة لكثرة الناس الراغبين في تطعيم أطفالهم، مضيفة:"شوفت بوست على الفيسبوك واحدة كانت بتطعم ابنها والممرضة قالتلها عقمي ابنك عشان عندي كورونا فمستحيل أخاطر ببنتي".

وأضافت "نجيب" أنه عندما تنتهي أزمة فيروس كورونا ستتوجه إلى منافذ المصل واللقاح للحصول على تطعيم مرض شلل الاطفال من أجل طفلتها "المكان هناك نظيف وكذلك غير مزدحم والدخول يكون لفرد فرد إلى جانب التعقيم والاهتمام بالصحة العامة حتى إذا كان بفلوس".

طبيب أطفال يؤكد أهمية التطعيم لتفادي خطر شلل الاطفال من جديد

أوضح الدكتور هاني عصام، طبيب الأطفال، أنه منذ عام 2018 طُرحت فكرة إضافة تطعيم شلل الأطفال الفموي ضمن التطعيمات الإجبارية للطفل المقررة في كراسة مكتب الصحة، لزيادة مناعة الطفل ضد مرض شلل الأطفال والذي كان منتشرًا وبشدة في الفترات السابقة والذي تسبب بالتشوهات المختلفة في العضم والعضلات للكثير من الاطفال، وهو ما تم بالفعل بإضافة تطعيم جرعة شلل الاطفال عضل، وخاصة الشهر الرابع الذي أصبح تطعمين عضل وليس واحد فقط.

وقال عصام خلال حديثه مع "الدستور" إن الاطفال فيما قبل عام 2018 لم يطبق عليهم هذا التطعيم الجديد، لذلك كان هناك العديد من الحملات التي بدأت تشنها الدولة من أجل الاطفال من مواليد عام 2016 وحتى 2018، للقضاء على ما تبقى من مرض شلل الاطفال الذي من الممكن أن يكون ما زال موجود بعض آثاره إما تطعيم فموي أو عن طريق حقن العضل والتي تؤخذ في الفخد.

وذكر عصام، أنه بسبب كثرة عدد الاطفال في الفئة العمرية المحددة بين هذين العامين، تكون الحملة مخصصة لعدة محافظات حتى تنتهي منها وتبدأ في محافظات جديدة، وحتى لا يكون هناك التكدس المعروف في حالة حملات التطعيمات التي تُشن كل فترة، مشددًا على أهمية هذا التطعيم لهذه الفئة العمرية لتفادي التأثيرات السلبية لمرض شلل الأطفال الذي ممكن أن يصاب به الطفل.

أكد عصام أن يجب على الأمهات التأكد من وجود التطعيم في المحافظة التابعة لها أولًا قبل التنقل بطفلها في ظل هذه الظروف وتفشي جائحة كورونا، ويجب أن تتجنب الزحام ووضع الكمامة الطبية في حالة
الذهاب لتطعيم الطفل والوقوف على مسافات متباعدة.

طبيبة أطفال: تطعيم مكاتب الصحة أهم من منافذ المصل واللقاح

واتفقت معه في الرأي دكتور سالي علام، طبيبة الأطفال، على أهمية هذا التطعيم للأطفال الذي من مواليد عام 2016 وحتى عام 2018، لتفادي خطر الاصابة بمرض شلل الأطفال لهذه الفئة العمرية لعدم أخذهم التحصينات الكافية لهم.

وأوضحت علام في حديثها مع "الدستور"، أنها تلقت العديد من الاتصالات من الأمهات اللاتي يخفن النزول في ظل هذه الأزمة، لاستشارتها بعدم النزول لأخذ التطعيم والتوجه إلى منافذ المصل واللقاح للحصول عليه عقب انتهاء هذه الأزمة من تفشي لفيروس كورونا، إلا أنها أكدت لهن أن التطعيم في مكاتب الصحة هو الأفضل وخاصة أن هذه الجرعات تكون محددة باعمار معينة.

وأضافت أن الالتزام بالتباعد في مكاتب الصحة والالتزام بإتخاذ كافة التدابير الوقائية للأم والطفل سيكون كافي وآمن للحصول على هذا التطعيم.

في تقرير سابق لمنظمة اليونسيف العالمية كانت قد أبدت تخوفاتها من توقف حملات التطعيم ضد مرض شلل الاطفال في منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا، مع تفشي فيروس كورونا المستجد، وتوجيه كافة العاملين في القطاع الصحي للتصدي لهذا الفيروس.

وأشار التقرير أن هذا التغافل يمكن أن يجعل واحد من كل 5 أطفال أو يقرب من 10 مليون طفل دون سن الخمس سنوات، مهددين بالإصابة بمرض شلل الأطفال في حال لم يحصلوا على اللقاح ضد هذا المرض.

وشددت اليونسيف في تقريرها في على ضرورة استكمال هذه الحملات مع التأكيد على اتخاذ كافة التدابير الوقائية التي تحمي الطفل والأم والشخص الذي يقوم بالتطعيم نفسه، فلابد من التأكيد على التعقيم المستمر والالتزام بالكمامة الطبية والقفازات والتأكيد على التباعد الاجتماعي في مكاتب الصحة.