رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

فى ذروة كورونا.. كيف يعيش مرضى ضيق التنفس خلف الكمامة؟

كورونا
كورونا

لم تضع لوجين عامر، التي تعاني من ضيق في التنفس، في حسبانها أنها ستعانى من ضيق أكبر هذه الأيام، بعد أن أصبحت مجبرة على ارتداء الكمامة، في ظل الإجراءات الاحترازية لمواجهة فيروس "كورونا".

أصيبت لوجين عامر، صاحبة الـ27 عامًا، بمشكلة فى القلب منذ صغرها، مما أدى إلى إجرائها عملية قلب مفتوح، لتعاني باقي حياتها من ضيق في التنفس، تعايشت معه فيما بعد، إلا أنها الآن قد تضطر إلى التعايش مع ضيق آخر.

معاناة لوجين بدأت مع انتشار فيروس كورونا المتسجد، فلم تكن تستطع ارتداء كمامة طبية أو قناع بسبب عدم قدرتها على التنفس من خلاله، فكانت تستعيض عنه بوضع منديل، لكن مع زيادة حالات الإصابة ودخول مرحلة الذروة إلى جانب قرار الحكومة بالارتداء الإلزامي للكمامة اضطرت لارتدائها.

ارتدت بالفعل الفتاة الكمامة، إلا إنها مع المرة الأولى تسببت لها في ضيق شديد، ووقعت مغشية عليها في المواصلات العامة، لكونها لم تحتمل، في ظل درجة الحرارة، وجود قناع يحجب جزءًا من التنفس، الذي تعاني من مشكلة فيه من الأساس.

يتشارك في تلك المعاناة الكثير من مرضى ضيق التنفس، والذين لديهم أزمات في الرئة وجهاز التنفس الخاص بهم، ولا يستطيعون ارتداء الكمامة، في وقت تزيد فيه أعداد الإصابات والوفيات، فكيف يعيش هؤلاء في الوقت الحالي؟ وما الذي ينصح به الأطباء لهم.

تقول الفتاة: "بسبب عدم قدرتي على ارتداء الكمامة، طلبت إجازة بدون راتب من عملي، وذلك منذ دخولنا فترة الذروة، حتى لا أصاب بالمرض، وفي نفس الوقت لا ينتج عن ارتدائي للكمامة أي مضاعفات، فالتزمت المنزل ولا أعرف حلول أخرى لنا".

وتوضح: "مرضى ضيق التنفس لديهم حساسية شديدة من أي شيء يوضع على الفم والأنف، أشعر كأنني أغرق أو أن أحدًا يكتم أنفاسي، إلى جانب أن لدي أزمات في القلب من الممكن أن تؤدي إلى انخفاض مستوى الأوكسجين في الدم أو الإغماء".

تعرف منظمة الصحة العالمية مرض ضيق التنفس، بأنه حالة ضيق وصعوبة التنفس والشعور بعدم الراحة المرافق لها، قد يكون ناتج عن أمراض في القلب أو الحساسية، أو بعض الاضطرابات في الرئة، ومن الممكن أن يكون حالة عارضة فقط.

وبحسب إحصاء صدر من وزارة الصحة خلال عام 2018، فإن أكثر من 9 ملايين شخص تقريبًا، يعانون من مشاكل في الأجهزة التنفسية واضطرابات الصدر والرئة، وهي نسبة مرتفعة للغاية عن مثيلاتها في الدول المتقدمة بالخارج.

ليست "لوجين" وحدها التي تعاني من أزمة ارتداء الكمامة، فتقول ميهتاب عادل، 24 عامًا: "أعاني منذ الصغر من ضيق في التنفس بسبب وجود ثقب في الرئة، لذلك لا أتمكن من ارتداء الكمامة".

وأضافت: "جربت جميع أنواع الكمامات إلا إنها جميعًا كانت تشعرني بأني سأموت خلال دقائق بسبب ضيق التنفس الحاد الذي يصيبني، ولا أجد بديلًا عن ارتدائها بسبب مرحلة الذروة التي نمر بها في الوقت الحالي وزيادة معدل الإصابات".

ويوضح الدكتور عصام المغازي، استشاري الأمراض الصدرية، أن مرضى حساسية الصدر أو الاضطرابات في الرئة وضيق التنفس، لا يمكنهم ارتداء الكمامات الطبية التي ستسبب لهم مضاعفات، وهو أمر خطير للغاية قد يصل إلى توقف عضلة القلب.

ويشير إلى أن مرضى ضيق التنفس لا بد أن يلتزموا بالعزل المنزلي، خصوصًا تلك الفترة من ذروة تعداد الإصابات والوفيات، ويكون خروجهم للضرورة القصوى فقط، لأن الخروج بدون كمامة في الوقت الحالي هو مخاطرة بحياة الفرد.

وبحسب تقرير لصحيفة "ديلي ميل" البريطانية، أكد خبراء واستشاريون في الأمراض الصدرية، أن الكمامات يمكن أن تسبب صعوبات في التنفس للأشخاص الذين يعانون من ضعف الرئتين خاصة مرضى الربو، لأن الهواء الساخن يمكن أن يؤدي إلى زيادة ظهور أعراض الربو لدى بعض الأشخاص ويمكن للأقنعة الضيقة أن تجعل التنفس صعبًا حتى بالنسبة للأشخاص الأصحاء.