رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الثانوية العامة دفعة «كورونا»



فى مؤتمر صحفى، مساء الأحد الماضى، أكد الدكتور طارق شوقى، وزير التربية والتعليم، وفى مرة فاصلة، بكل تأكيد هى الأخيرة، وإن لم تكن الأولى، على إجراء امتحانات الثانوية العامة هذا العام فى موعدها المنتظر، الأحد بعد المقبل الموافق الحادى والعشرين من يونيو.
وفى المؤتمر ذاته شدد الوزير على إقامة الامتحانات وسط إجراءات احترازية غير مسبوقة، فى مواجهة الفيروس الملعون كورونا، وما يسببه حضوره الثقيل من أجواء قلق وتوتر، تحيط بحياة يومية، هى فى الأصل مشحونة بما فيه الكفاية، وفى حضور حزمة من الإجراءات الداعمة لأكثر من ستمائة ألف طالب، وذلك كله فى إطار الحفاظ على صحة الأعزاء طلاب الثانوية العامة أولًا، ومستقبلهم ثانيًا.
تُجْرَىَ الامتحانات عبر ٥٦ ألفًا و٥٩١ لجنة على مستوى الجمهورية، بحيث لا يزيد عدد الطلاب فى كل لجنة على ١١ طالبًا، إن لم يكن أقل، مع توفير ١٧ ألف كاشف حرارى، وتوزيع ٣٣ مليون كمامة، وكذلك تعقيم كل المبانى الضامة لهذه اللجان، ولم يكن حذف المواد غير المضافة لمجموع درجات الطالب، وهى مواد التربية الدينية والاقتصاد والإحصاء والتربية الوطنية، من جدول الامتحان تفاديًا لتزاحم الطلاب فى فترات الراحة بين امتحانين فى نفس اليوم، والاكتفاء بأن يتسلم الطالب بوكليت الامتحان الخاص بها، حتى يجيب عنه بالمنزل ويسلمه فى آخر أيام الامتحانات، إلا صدىً مشكورًا من الوزير طارق شوقى لصوت الأسرة المصرية.
لم ينس الدكتور طارق شوقى التأكيد من جديد، على أنه فى حالة استمرار تخوف أولياء الأمور أو الطلاب من دخول الامتحانات، فإن للطالب فرصة التأجيل مع حفظ حقه فى عدم احتساب هذا العام سنة رسوب، ومعاملته وقتها كأنه يتقدم لامتحانات الثانوية العامة لأول مرة، وفى نداء لن يكون أخيرًا لأولياء الأمور، ناشدهم شوقى عدم اصطحاب أولادهم لمقار اللجان والتكدس أمام أبوابها، مؤكدًا أن دخول الطلاب سوف يكون من خلال طوابير منظمة، ومع الحرص على التباعد بين الطلاب، وتهوية الفصول، وتوفير سيارة إسعاف بكل مقر، وفى حالة الظروف المرضية القهرية، يدخل الطالب الامتحان بالدور الثانى، مع الاحتفاظ بحقه فى درجة الامتحان كاملة.
مفاجأة المؤتمر الصحفى تمثلت فى فيديو مدته أقل من أربع دقائق، يُحاكى الإجراءات الاحترازية المُخططة لتأمين امتحانات الثانوية العامة، والتى تؤكد تكاتف أجهزة الدولة عبورًا بأبنائنا الطلاب إلى بر الأمان، ولم يزده صوت الشاعر الدكتور مدحت العدل مُعَلقًا إلا طمأنينة، ومع الفيديو المنتشر الآن على شبكات التواصل الاجتماعى، فاجأ الدكتور طارق شوقى أبناءنا الطلاب بمنصة إلكترونية مجانية «ثانوية دوت نت» تحتوى على المراجعات النهائية فى جميع المواد، من خلال مجموعة مختارة من المُعلمين، وتضم مجموعة من الفيديوهات المتنوعة المُميزة، نصح شوقى الطلاب بالاطلاع عليها ليلة الامتحان، ولأن الشىء بالشىء يُذكر، فإن تكلفة منظومة الثانوية العامة دفعة «كورونا» ١.٩ مليار جنيه.
قرأت على بوابة الأهرام الإلكترونية، تقريرًا يستعرض كيف جرت امتحانات الثانوية العامة فى مصر، على إيقاع الغارات الجوية بالتزامن مع الحرب العالمية الثانية، ومع تفشى وباء الملاريا فى الصعيد مطلع الأربعينيات من القرن الماضى، حيث حصد أرواح آلاف الضحايا نتيجة هجوم أسراب بعوض الجامبيا، حين تقرأ التقرير تستمتع بعدة مشاهد، ترصد أوضاع المدارس والامتحانات والطلاب والأسئلة، المحاصرة جميعها بثنائية الحرب والوباء، لكن يسرح ذهنك فى الوقت نفسه فى تفسير «الهدوء» الذى أحاط بالامتحانات كما تستشعر من التقرير، وقبل أن تأخذك دوامة مقارنة أعداد الطلاب وسكان مصر ومستوى التعليم وخلافه، تذكر فقط أن السوشيال ميديا لم تكن موجودة فى هذا الوقت.