تفاصيل تجسس تركيا على طالبي اللجوء لألمانيا واليونان
نشر "مركز ستوكهولم للحريات" وثائق سرية تكشف أن جهاز المخابرات التركية يسعى للحصول على معلومات عن هوية المئات من المواطنين الأتراك الذين تقدموا بطلبات لجوء في أوروبا، خاصة في اليونان وألمانيا.
وبحسب ما أفاد به الصحفي التركي المقيم في أمريكا "آدم يافوز أرسلان" على موقع TR724 الإخباري، فإن الوثائق السرية المرسلة إلى أقسام الشرطة تضمنت أرقام الهوية الوطنية التركية وبلدان الإقامة الحالية لما يقرب من ألف طالب لجوء، معظمهم من الذين كانوا موضع تحقيقات في تركيا حول علاقاتهم بحركة الداعية فتح الله جولن، التي تتهما أنقرة بالوقوف وراء محاولة الانقلاب الفاشلة في عام 2016.
ولفت المركز، في تقريره، إلى أنه في أعقاب الانقلاب المزعوم شهدت تركيا حركة هجرة جماعية واسعة لعدد كبير من المواطنين طالبين اللجوء في الدول الأوروبية بسبب حملة واسعة وممنهجة استهدفتهم، حيث اعتقلت الشرطة نحو نصف مليون شخص على خلفية تهمة الانضمام لحركة جولن، وفقًا لوزير الداخلية التركي سليمان صويلو.
وبحسب التقرير، تشير إحدى الوثائق المرسلة إلى أقسام الشرطة، والمؤرخة 18 أبريل 2019، إلى أن الحكومة التركية كانت على دراية بأتباع جولن في مراكز احتجاز اللاجئين في اليونان، وهي الوجهة الأولى لأولئك الذين يفرون من تركيا، وسافر العديد منهم فيما بعد إلى دول أوروبية أخرى، خاصة ألمانيا ليقدموا طلبات اللجوء.
وأدرجت وثيقة أخرى تمت صياغتها في 26 مارس 2019، أن 342 شخصًا يخضعون للتحقيق في تركيا ممن تقدموا بطلبات لجوء في دول أوروبية، فيما تضمنت وثيقة بتاريخ 20 أغسطس 2019، أرقام هوية 568 شخصًا بقوا في مراكز اللاجئين في اليونان، وتحتوي جميع الوثائق على معلومات حول أحدث بلد إقامة لطالبي اللجوء وكذلك حالة طلبات اللجوء الخاصة بهم.
وأوضحت الوثائق أن المعلومات المتعلقة بطالبي اللجوء الأتراك كانت قادمة من منظمة المخابرات الوطنية (MİT) وأنه لا يمكن استخدامها كدليل في المحكمة.
وأشار المركز في نهاية تقريره إلى أن الحكومة التركية تراقب أتباع الداعية فتح الله جولن في أوروبا وفي بعض الأحيان اختطفت بعضهم من دول مثل مولدوفا وألبانيا وكوسوفو، الأمر الذي وصل حد أن أصدرت سويسرا في 2018 مذكرة توقيف بحق دبلوماسيين تركيين حاولا خطف رجل أعمال سويسري لصلته المزعومة بالحركة.