رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«السرير المفقود».. ضحايا كورونا يحكون تجربة المستشفيات الخاصة

مستشفى
مستشفى

يعاني الكثير من مرضى فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19) من عدم وجود مكان لتلقي العلاج، لاسيما أن العزل المنزلي لا يصلح في بعض الحالات التي تعاني من ضيق في التنفس وتحتاج إلى تنفس صناعي.

وبسبب أن المستشفيات الحكومية تسد وحدها على علاج جميع المرضى، لاسيما مع ارتفاع أسعار المستشفيات الخاصة التي تقدم نفس الخدمة، قامت وزارة الصحة مؤخرًا بتحديد أسعار تلقي العلاج في هذه المستشفيات لتشارك في عمليات العلاج.

وجاء قرار وزارة الصحة بعدما شهدت الفترة الأخيرة ارتفاعًا مبالغًا فيه في تكلفة العلاج والعزل بعدد من هذه المستشفيات، وجاءت تكلفة اليوم الواحد للمريض بالعزل بالقسم الداخلي ما بين 1500-3000 جنيه.

أما تكلفة اليوم الواحد للمريض بالرعاية المركزة شاملة جهاز تنفس صناعي تتراوح من 7500 جنيه وحتى 10000 جنيه، وكلفة اليوم الواحد للمريض في الرعاية بدون جهاز تنفس صناعي من 5000 جنيه وحتى 7000 جنيه.

وعلى الرغم من ذلك، لم تلتزم المستشفيات الخاصة بالقرار، ليقدم سعيد حساسين، عضو لجنة الصحة بمجلس النواب، طلب إحاطة موجه إلى الدكتورة هالة زايد بشأن حملات المراقبة على المستشفيات الخاصة، لمتابعة مدى التزامها بالأسعار التى وضعتها الوزارة لعلاج مصابي فيروس كورونا.

وطالب النائب البرلماني بضرورة تنفيذ تكليفات المجلس بتطبيق قانون الطوارئ على المستشفيات والمؤسسات والمراكز الصحية الخاصة الرافضة لعلاج مرضى الفيروس القاتل، وألا ترفض دخول المصابين بسبب ارتفاع التكلفة.

بالفعل، لجأ كثير من المرضى إلى المستشفيات الخاصة لتلقي العلاج اللازم، إلا كُلفة الأسعار العالية حالت دون ذلك، ولم تلتزم المستشفيات الخاصة بما حددته وزارة الصحة مؤخرًا.

سامر عيد، 24 عامًا، أحد الشباب الذين لديهم تجربة قاسية مع المستشفيات الخاصة، يقول لـ«الدستور»: "منذ فترة قريبة ظهرت بوادر المرض على والدي بشدة، بسبب عدم التزامه الجلوس في المنزل نتيجة ظروف عمله".

يضيف: "كل يوم كانت تشتد الأعراض عليه، وبعد 7 أيام كان لا بدّ من إجراء مسحة له والتي أثبتت إيجابيته للفيروس، وبدأت من هنا رحلة البحث عن مكان عزل في المستشفيات الحكومية".

يواصل: "لجأت للمستشفيات الخاصة لكن الأسعار كانت خيالية، الليلة وصلت في بعض المستشفيات لـ12 ألف جنيه، وأقل حاجة 8 آلاف جنيه، وبالطبع لم نستطع إدخاله مستشفى خاص بسبب تلك المبالغ ووضع على قوائم الانتظار حتى دخل مستشفى حكومي".

منار السيد، 34 عامًا، إحدى السيدات اللاتي لجأن إلى المستشفيات الخاصة لعلاج شقيقتها الكبرى التي أصيبت بالفيروس: "أصيبت شقيقتي بفيروس كورونا بسبب حضورها حفل زفاف إحدى صديقاتها والذي بالطبع كان مليئا بالتجمعات في المنزل".

تضيف: "لم يمر سوى يومين حتى ظهرت عليها الأعراض الشديدة، وحاولنا نقلها إلى مستشفى عزل حكومية لتلقي العلاج، لكن للأسف كانت مصر دخلت فترة الذروة والتي أصبح فيها معظم المصابين معزولين في المنزل لعدم وجود أماكن".

توضح: "المستشفيات الخاصة أسعارها مرتفعة للغاية، ولم نقدر عليها فتم عزلها في المنزل لاسيما أنها من صغار السن، ونحمد لله أن الأمر يتطلب جهاز تنفس المتوفر في مستشفيات العزل الحكومية والخاصة".

وفي مصر هناك 1157 مستشفى تتبع القطاع الخاص، بواقع 35 ألفا و320 سريرًا، بحسب آخر إحصاء صدر عن الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء فبراير العام الجاري، في وقت وصلت فيه أعداد حالات الإصابة بفيروس كورونا إلى 36 ألف إصابة، ووفيات 1306 آخرين.