رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

ومَنْ يقرض الله.. متعافو «كورونا» عن التبرع بـ«البلازما»: «ربنا إدانا منحة.. ومنعها حرام»

بلازما المتعافين
بلازما المتعافين

أعلنت وزارة الصحة والسكان، قبل أيام، عن نجاح تجربة علاج أصحاب الحالات الحرجة من مرضى فيروس «كورونا المستجد» ببلازما الدم المسحوبة من المتعافين من الفيروس، وارتفاع نسب الشفاء بصورة كبيرة عبر هذه الطريقة العلاجية، ما فتح باب أمل كبيرًا أمام عدد كبير من المصابين.

فى السطور التالية، تلتقى «الدستور» عددًا من المتعافين للحديث عن تجاربهم مع المرض، ورؤيتهم لفكرة التبرع بـ«البلازما» الخاصة بهم إلى المصابين بالمرض.

محمد: تبرعنا يساعد الحالات الحرجة.. لا خوف من التعرض للإصابة مجددًا.. وربنا يجعله فى ميزان حسناتنا
لم يتردد محمد عبيد مدنى، أحد المتعافين من الفيروس فى أسوان، لحظة فى التبرع بـ«بلازما الدم» الخاصة به من أجل استخدامها فى علاج المصابين، خاصة بعد مروره بتجربة المرض وإحساسه بما يعانيه أصحابه من حالة نفسية سيئة فى ظل إصابتهم بمرض لا دواء له حتى الآن.
وقال «محمد»، البالغ من العمر ٣٣ عامًا، إنه أصيب بالفيروس فى نهاية أبريل الماضى، بعدما ظهرت عليه أعراضه المتمثلة فى ارتفاع الحرارة وضيق فى التنفس وآلام فى الجسم، ولم يُعر الأمر اهتمامًا فى البداية، واكتفى بتناول المسكنات، إلا أن الأعراض كانت تتزايد باستمرار.
وأضاف: «بعد استمرار الأعراض توجهت لأحد الأطباء، وطلب منى إجراء أشعة مقطعية على الصدر وتحليل للدم، وبعد رؤية النتائج أخبرنى بالاشتباه فى إصابتى بكورونا، ووجهنى لمستشفى الصدر من أجل إجراء المسحة التى أثبتت إصابتى، وتم تحويلى لمستشفى أسوان التخصصى لتلقى العلاج اللازم».
وكشف عن أن الرعاية الطبية فى العزل كانت على أكمل وجه، واستغرق علاجه هناك ١٣ يومًا، قضى نحو أسبوع منها فى المدينة الشبابية، إلى أن تحولت نتائج فحوصاته من إيجابية إلى سلبية، وعاد إلى منزله.
بعد انتهاء العزل، تواصل معه أحد الأطباء بإدارة الطب الوقائى بمديرية الشئون الصحية فى أسوان، من أجل التبرع بـ«البلازما» للمساهمة فى علاج الحالات الحرجة، فأكد «محمد»: «وافقت على الفور وبلا تردد من أجل مساعدة المحتاجين، لأن تجربتى مع المرض كانت صعبة».
وأضاف: «عندما توجهت للتبرع لم أكن أشعر بالخوف أو القلق من إصابتى بالفيروس مجددًا، بل كانت المساهمة فى علاج المحتاجين هى كل ما يشغل تفكيرى، وخضعت لتحاليل خاصة قبل سحب عينات البلازما الخاصة بى، التى تساعد على علاج حالتين حاليًا».
واختتم: «كما شفانى الله أحببت أن أكون سببًا فى شفاء غيرى ليجعل الله ذلك فى ميزان حسناتى، وأدعو كل المتعافين للتبرع بالبلازما من أجل مساعدة الحالات الحرجة، خاصة أنهم عانوا من آلام هذا المرض من قبل».

أحمد: أتمنى أن ينقذ دمى والدتى وشقيقتى المصابتين بالفيروس

أُصيب أحمد القللى، ابن محافظة الأقصر، بفيروس «كورونا المستجد» أثناء مرافقة والدته فى رحلة علاج لها داخل أحد المستشفيات، على الرغم من اتباعه الإجراءات الاحترازية والوقائية، وبدأت الأعراض بالظهور عليه فى غضون ٤ أيام، حيث شعر بالوهن والصداع والآلام تتسلل إلى جسده، وبمرور الوقت زادت حدة الأعراض حتى وصلت إلى ارتفاع فى درجة حرارة الجسم، وصعوبة فى التنفس.
وقال «القللى»: «لم أعر انتباهًا للأعراض واعتبرتها إنفلونزا عادية، فلم أكن أعرف الكثير من المعلومات عن فيروس كورونا ولا أعراضه، حتى أجريت اتصالًا بطبيب فأخبرنى باحتمالية إصابتى بكورونا، وأن الأمر يحتم علىّ إجراء فحوصات طبية».
وأضاف: «بالفعل انتقلت إلى المستشفى، وبعد إجراء الفحوصات الطبية تبين أننى حامل الفيروس، لأبدأ فى رحلة علاج استمرت نحو ٢١ يومًا، من بينها أيام قضيتها داخل قسم الرعاية المركزة، نظرًا لصعوبة حالتى».
وواصل: «بمضى الوقت تعافيت تمامًا، وتحوّلت نتائج التحاليل المخبرية من إيجابية إلى سلبية، وعقب خروجى من المستشفى عزلت نفسى بعيدًا عن أسرتى لمدة ١٤ يومًا حتى أتيقن تمامًا من أننى غير حامل الفيروس».
بعدها اتصل بوالديه ففوجئ بأنهما فى حالة صحية غير جيدة، فتوجه إليهما- بعد انتهاء فترة العزل- وعقب ملاحظة الأعراض الظاهرة عليهما ساورته الشكوك حول إصابتهما بفيروس «كورونا»، وأدرك أن شقيقته نقلت الفيروس إلى والديها.
وقال «القللى»: «بدأت رحلة علاج والدىّ من خلال عزلهما منزليًا، ومدهما بالأدوية العلاجية المُعلن عنها ضمن البروتوكول العلاجى المطروح من جانب وزارة الصحة والسكان، وبمضى الوقت تحسنت الحالة الصحية لوالدى، إلا أن والدتى وشقيقتى استمرتا تعانيان من أعرض حادة، ليتم نقلهما إلى مستشفى العزل فى إسنا».
وأوضح أن «الحالة الصحية لوالدتى ليست جيدة، وفى انتظار حقنها ببلازما شخص متعافٍ»، لذلك اعتبر تعافيه «منحة إلهية»، بعدما أدرك أن دماءه قد تكون سببًا فى إنقاذ حياة والدته وشقيقته.
وأضاف: «تواصلت مع الدكتور إسماعيل العربى، مدير مستشفى الأقصر الدولى، وأبديت له رغبتى فى التبرع بدمى تمهيدًا لفصل البلازما عنه، وحقن والدتى بها، وأنتظر بفارغ الصبر بدء عملية التبرع فى الأقصر»، معتبرًا أن التبرع لصالح مرضى «كورونا» واجب وطنى لا بد من أدائه.
دعاء: مستعدة للذهاب لـ«القومى لنقل الدم»

قالت دعاء شعبان أحمد، ممرضة متعافاة من فيروس «كورونا»، تعمل فى قسم العناية المركزة بمستشفى طامية المركزى بالفيوم، إنها مستعدة للذهاب إلى المركز القومى لنقل الدم من أجل التبرع بـ«البلازما» الخاصة بها.
وبيّنت أنها تعرضت للإصابة نتيجة مخالطتها أحد المرضى فى العناية المركزة كان مشتبهًا فى إصابته بالفيروس، وظلت فى مستشفى العزل ببنى سويف ١٤ يومًا، حتى أتم الله عليها بالشفاء. وأضافت: «نجاح تجربة سحب البلازما من المتعافين يسهم فى علاج الحالات الحرجة المصابة، وحالتى الصحية تسمح بالتبرع، ولا توجد لدى أى مشاكل صحية، لذلك أتمنى خدمة الوطن، وأن أكون سببًا فى شفاء المرضى».
أسماء: أسعى لأن أكون سببًا فى نجاة غيرى.. ولن أتردد فـ«لعلها منجية»
تواصلت «أسماء. م»، متعافاة من الفيروس فى البحر الأحمر، مع أطباء الحميات فى مدينة الغردقة، للبحث عن أماكن التبرع المجهزة لسحب «بلازما الدم» منها.
وقالت «أسماء» إنها لم تتمكن من التبرع حتى الآن فى ظل عمل مديرية الصحة حاليًا على تجهيز الأماكن والأجهزة المخصصة لذلك، وما إن تنتهى المديرية فلن تتردد فى التقدم للتبرع، داعية الله أن يجعلها سببًا فى إنقاذ غيرها، وأن ينطبق على ما فعلته قول «لعلها المنجية».
وردًا على ما أثارته «أسماء»، قال الدكتور تامر مرعى، وكيل وزارة الصحة فى البحر الأحمر: «لم يتم تجهيز مقرات ومعامل لسحب بلازما المتعافين من كورونا داخل المحافظة، ولا توجد أجهزة لسحبها حتى الآن، ووزارة الصحة هى التى تحدد آلية التعامل مع الحالات وطرق سحب البلازما من المتعافين، لذا يجرى التنسيق معها للبدء فى توفير الأجهزة اللازمة لهذه العملية».
وأضاف «مرعى»: «المديرية لديها قاعدة بيانات كاملة للمتعافين فى المحافظة، وعند توفير الأجهزة وآليات التعامل لسحب البلازما سيتم التواصل معهم، علمًا بأن هناك مواطنين تواصلوا مع أطباء للتبرع بالبلازما، وتم تسجيل بياناتهم لإخطارهم حال توافر الأجهزة والأماكن».
حمادة: رد جميل على دعاء الناس ورعاية الأطباء
رأى «حمادة. ع»، المتعافى من فيروس «كورونا المستجد» بمدينة الغردقة، أن الله شفاه من المرض ليكون سببًا فى شفاء آخرين عبر التبرع بـ«بلازما الدم» الخاصة به، مستشهدًا بقول الله تعالى: «ومَنْ يقرض الله قرضًا حسنًا يضاعفه له».
وقال «حمادة»: «سأكون أول المتبرعين بالبلازما لمرضى آخرين، مساهمةً منى فى خدمة مجتمعى.. أنتظر إعلان أماكن التبرع فى الغردقة لأتبرع فيها، وسأحاول التواصل مع متعافين آخرين لدعوتهم للتبرع».
وأرجع سبب إقباله على التبرع إلى أن «تعافينا من المرض جاء بفضل دعاء الناس لينا، وأقل حاجة ممكن نقدمها لهم هى البلازما، وما حصلت عليه من رعاية واهتمام من أطباء أو تمريض أو أشخاص عاديين جعلنى أقرر رد الجميل لهم عبر التبرع بالبلازما»، معتبرًا أن منعها «حرام».