رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

رسائل السلام والحرية فى إعلان القاهرة


مصر لا تتخلى عن دورها الإقليمى كدولة محورية محبة للسلام والحرية واحترام إرادة الشعوب، مصر لا تتخلى عن الشقيق العربى خلال أزمته ولا تتخلى عن دورها الإقليمى كدولة قوية لها مكانتها الدولية المرموقة فى العالم الآن.
مصر تقف شامخة بعد ٦سنوات برئيس وطنى استطاع أن ينطلق بمصر إلى آفاق رحبة من التنمية والبناء والعلاقات الدولية، وتتحقق معه إنجازات فى كل المجالات، ويرعى أبناء الشعب بكل فئاتهم بتوفير المسكن والغذاء والدواء ويحرص على إحداث نقلة نوعية فى معيشة متحضرة للذين كانوا مهمشين فى العشوائيات، ويقف راعيًا لحقوق المرأة وصون كرامتها.
وها هو يواصل دور مصر المحورى فى مساندة إرادة الشعب الليبى الشقيق، رجاله ونسائه، فى دولة مستقلة حرة بعد أن مزقت ليبيا التدخلات والصراعات وكان آخرها دخول ميليشيات مسلحة ومرتزقة من عدة جهات أجنبية يحتلون أراضى ليبية ويقتلون أبناء الشعب الليبى، نساءه ورجاله وأطفاله. واليوم يقف الرئيس السيسى بشجاعة وحكمة مدافعًا عن إرادة الشعب الليبى والدفاع عن حريته واستقلاله ووحدة أراضيه.
ويجىء انطلاق إعلان القاهرة بمبادرة جديدة لحل الأزمة الليبية المشتعلة بطرق سلمية مؤكدًا التوافق التام بين الرئيس عبدالفتاح السيسى مع عقيلة صالح، رئيس مجلس النواب الليبى، والمشير خليفة حفتر، القائد العام للقوات المسلحة الليبية، ومتزامنًا مع تدخل جهات خارجية فى مصير الشعب الليبى، وكما أكد خبراء الشئون الليبية أن أردوغان قد دفع بآلاف الإرهابيين والمرتزقة إلى الأراضى الليبية تم قتل بعضهم وأسر البعض الآخر.
وكان الرئيس السيسى قد أكد خلال مؤتمر صحفى عقب انتهاء المباحثات بينه وبين قادة ليبيا منذ أيام أن رئيس مجلس النواب الليبى وقائد الجيش الوطنى الليبى قد برهنا على رغبتيهما الأكيدة فى إنفاذ إرادة الشعب الليبى المتمثلة فى أن يعرف الاستقرار طريقه مجددًا إلى ليبيا.
وتابعت، كما تابع الملايين من المشاهدين ومن القادة والمسئولين فى العالم، على الهواء انطلاق إعلان القاهرة.. وفى تقديرى أنها مبادرة لو التفت حولها الدول الكبرى فى العالم فإنها يمكن أن تكون خارطة طريق وبداية لمسيرة قد تكون طويلة، لكنها حتمًا سيكون فيها الحل السياسى إنقاذًا لليبيا من التمزق والتفكك والتقسيم والانهيار للشعب الليبى الشقيق.
إن بنود إعلان القاهرة التى يبلغ عددها ١٤بندًا تعد إنجازًا مهمًا يكفل حل الأزمة الليبية دون إراقة دماء من الشعب الليبى وتحقيق حرية ليبيا واستقلال ليبيا واستقرار ليبيا وسلامة أراضيها.. وسلامة أبناء شعبها الشقيق.. ومن أول بند يتضح أن الإعلان يسعى لاستقرار وسلامة الشعب الليبى الذى عانى الكثير منذ الأحداث الدامية التى وقعت سنة ٢٠١١، حيث يطالب الإعلان بالتزام الأطراف بوقف إطلاق النار يوم ٨ يونيو، والتأكيد على وحدة الأراضى الليبية.. ثم يتضمن البند الثانى التأكيد على مخرجات قمة برلين التى نتج عنها حل سياسى من قبل يتضمن خطوات تنفيذية واضحة ثم استكمال أعمال اللجنة التى كانت قد بدأت عملها بجنيف وإلزام الجهات الأجنبية بإخراج المرتزقة وتفكيك الميليشيات، ثم هناك عدة بنود تتضمن خطوات تنفيذية مهمة لإعادة استقرار ليبيا مثل تشكيل مجلس رئاسى من رئيس ونائبين ورئيس وزراء ويشكل هو ونائباه الحكومة وإعادة سيطرة الدولة على المؤسسات الأمنية ودعم المؤسسة العسكرية «الجيش الوطنى الليبى».. وغيرها من البنود التى تضمن حرية وسيادة واستقلال ليبيا.
ولقى حتى الآن إعلان القاهرة دعمًا وتثمينًا وتأييدًا على الصعيدين العربى والعالمى.. كما دعا الرئيس السيسى الأمم المتحدة إلى الاضطلاع بمسئولياتها بشأن دعوة ممثلى المنطقة الشرقية وحكومة الوفاق وكل الأطراف الليبية بمن فى ذلك ممثلون عن القوى السياسية والمجتمعية الليبية بالتوجه لمقر الأمم المتحدة فى جنيف فى طريق لاحق يتم الاتفاق عليه لإطلاق العملية السياسية مرة أخرى.
إننا الآن أمام مبادرة تاريخية ومهمة تضمن استمرار الحل السلمى للشقيقة العربية ليبيا التى يمثل استقرارها وإنقاذ شعبها هدفًا أساسيًا لمصر.
إن الجهود المصرية الحثيثة والحكيمة للرئيس السيسى تجسد الإرادة المصرية فى صون حقوق ومقدرات الشعب الليبى كما يوجه إعلان القاهرة للعالم رسائل سلام وحرية واستقرار للشعب الليبى.. ورسالة رفض واضح للتدخلات الأجنبية فى شأن ليبيا الشقيقة والعزيزة على مصر.. ونتمنى أن يكون تحقيق السلام والحرية والاستقرار لأبناء الشعب الليبى، رجاله ونسائه وأطفاله، قريبًا إن شاء الله.. أما فى مصر فإننا نمضى فى طريق السلام والتنمية وحماية أرضنا بكل قوة وشجاعة بقيادة رئيس نثق فى حكمته وجيش باسل نعرف أنه درع الوطن القوية.. والقادر على الحفاظ على حرية وسلامة شعبنا وأراضينا.