رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

هضبة «أبوطرطور».. متحف علمى للسياحة الجيولوجية

هضبة أبوطر طور
هضبة أبوطر طور

تشتهر مصر بمعالمها الجيولوجيا المنتشرة فى جميع محافظاتها من متاحف وجبال وهضاب ورمال وثروات تعدينية لا حصر لها والتى لم يتم استغلال 25% منها حتى الآن، كما تعد مصر من أهم دول العالم فى الثروات التعدينية وجودتها وخاصة فى خام الفوسفات الذى يتم تصدير جزء كبير منه ويسهم بشكل كبير فى تنمية الاقتصاد التعدينى.

ومن ضمن هذه المعالم الجيولوجية الهامة هضبة أبوطرطور بمحافظة الوادى الجديد.

وقال الجيولوجى زكريا الدسوقى إن منطقة هضبة أبوطرطور تعتبر أحد المعالم الجيولوجية الهامة بل تعتبر متحف علمى للسياحة الجيولوجية.

وتقع هضبة أبوطرطور في وسط الصحراء الغربية، على بعد ٥٠ كم² غرب مدينة الخارجة بمحافظة الوادي الجديد، تبلغ مساحتها حوالى ١٢٠٠ كم².

وأوضح "الدسوقى"، أن هضبة أبوطرطور تتميز بشكلها الشبه بيضاوي، وصخورها ذات الأوان المتعددة، إذ إن التتابع الجيولوجى بها يعد نموذجا للصخور الرسوبية متمثلا فى الرمال البيضاء، والطفلات الطينية بألوانها المختلفة، والفوسفات، والحجر الجيرى الصلب والطباشيرى الهش.
اكتشاف الفوسفات عام 1959.

وأشار إلى أن الفوسفات يعد من أهم وأشهر صخور الهضبة، تم اكتشافه عام ١٩٥٩م بواسطة هيئة المساحة الجيولوجية (الثروة المعدنية حاليًا)، وبدأ العمل وتقييم المشروع فى سبعينيات القرن الماضى، حيث كلفت الدولة هيئة المساحة الجيولوجية بعمل دراسات الجدوى الفنية والاقتصادية لمشروع فوسفات أبوطرطور، وتم إجراء العديد من التقارير والدراسات الجيولوجية والفنية لتقييم خام الفوسفات عن طريق هيئة المساحة الجيولوجية وأهمها تقرير اقتصاديات مشروع فوسفات أبو طرطور عام ١٩٧٧م الذى أكد أن المشروع صالح للاستغلال من النواحى الفنية والاقتصادية وجاهز للاستغلال بهدف إنتاج حوالى٧ ملايين طن سنويًا من خام الفوسفات عن طريق المناجم التحت سطحية بنظام الحوائط الطويلة، وقد خفضت إلى ٥ ملايين طن سنويًا فوسفات من فوهة المنجم.

وقال الجيولوجى زكريا الدسوقى، إن هناك دراسات أخرى من بيوت خبرات أجنبية (فرنسية-روسية) بنت على تقرير هيئة المساحة الجيولوجية عام ١٩٧٧م، وبناء على ذلك بدأ تنفيذ أول نفق تجريبى فى عام ١٩٧٩م، وفى نهاية عام ٢٠٠٣م وصل مجموع ما تم حفره من أنفاق منجمية حوالى ٤٣ كم طولى مبطنة بكمر الحديد والأخشاب والخرسانة المسلحة، ولم يتحقق الإنتاج المستهدف للمشروع وهو حوالى ١٢٥ مليون طن من عام ١٩٧٩ إلى ٢٠٠٣م، والسبب فى ذلك، منها تجاهل استغلال خام الفوسفات بطريقة التعدين السطحى قليل التكاليف، تجاهل المشاكل الجيولوجية، وارتفاع تكاليف إنتاج طن خام الفوسفات.

إنقاذ مشروع أبوطرطور

وأشار "الدسوقي"، أنه تم انقاذ مشروع أبوطرطور من خلال التعدين السطحى بدلا من التعدين تحت السطحى باهظ التكاليف، هذه الفكرة نادى بها الكثير ونقلت تبعية المشروع من وزارة الصناعة إلى وزارة البترول.

وكان الخبراء الروس ذكروا فى تقاريرهم التعدينية سابقا وجود تسعة مكاشف سطحية للفوسفات فى قطاع المغربى الليفية بالهضبة، واستمر العمل لإنتاج خام الفوسفات من مناجم سطحية على حواف الهضبة، ومازال العمل مستمر حتى الآن لإنتاج الفوسفات بطريقة التعدين السطحى.