رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

بعد فتوى«بلازما كورونا».. المتعافون: تبرعنا واجب إنسانى

بلازما
بلازما

على مدار الساعات الفائتة كانت قضية "تبرع المتاعفين من كورونا" محور حديث الجميع، فمركز الأزهر العالمي للفتوى يرى أن تبرع المُتعافين من كورونا بالبلازما أمرٌ واجبٌ، موضحًا أن الامتناعُ عنه بغير عذر لا يجوز شرعًا ويوقع الشخص الممتنع في الإثم.

ودعت الأجهزة الطبية المُتعافين من هذا الدّاء للتبرع ببلازما دَمِهِم لمساعدة المُصابين؛ لاسيما الحالات الحرِجة منهم؛ نظرًا لما تحتوي عليه بلازما المُتعافي من أجسام مُضادَّة للفيروس قد تُسهِم بشكل كبير في تحسن تلك الحالات وهو العلاج الوحيد الذي أثبت فاعليته في تشافي حالات مصابي كورونا.

وأكد دكتور محمد وهدان، أستاذ الدراسات الأسلامية بجامعة الأزهر، أنه يجب على المسلم مساعدة غيره، وأن التبرع بالبلازما للمصابين بفيروس كورونا المستجد نوع من الشَّكر العملي على نعمة العافية بعد البلاء، والشّفاء من عُضال الدّاء مشيرًا إلى أن امتناع المُتعافي عن التَّبرع مع قُدرته يعد شُح نفسٍ، وضعف يقين، وأَثَرة وأنانية، ولا شك هي أمور مذمومة، من اتصف بها آثم.

وأشترط "وهدان"، أن يفتي بذلك الأطباء عند الضرورة للحالات الحرجة ؛ فمن أحيا النفس الإنسانية فكأنما أحيا الناس جميعا لقوله تعالى "(وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا) ؛ موضحًا أنه قد أثبت العلم أن من منّ الله عليهم بالشفاء وتعافوا من الإصابة بكورونا، قد جعل الله في دمائهم قدر من المناعة للحد من انتشار هذا الفيروس بل والقضاء عليه، فوجب عليه التبرع بها عند الحاجة والضرورة لغيرة.

وهو ما أكده فضيلة الشيخ مختار عبدالله، من علماء الأزهر، حيث قال إذا كان الله قد أنعم على بعض مصابي الفيروس بنعمة الشفاء فلا جزاء لذلك إلا أن يردوا الجميل وينقذوا غيرهم من النفس البشرية التي أصيبت بهذا الفيروس وهو واجب على المسلم صحيح الإيمان.

وتابع: "شكر النعمة من الواجبات، وأفضل شكر على النعمة هو أن يكون من جنس ما تم الإنعام به على الشخص"، مشددًا على أن من يمتنع عن التبرع فهو آثم ولو لا قدر الله زهقت نفس سيتحمل وزر التقصير في إنقاذها وهو قادر على ذلك؛ فنحن جميعًا مسئولين أمام الله على تقديم ما نساعد به الناس أمام الله، وسنحاسب عند التقاعس خاصة في زمن الأوبئة والابتلاءات وإلا يعد هذا الإنسان محتكر لنعمه أنعم الله بها عليه".

وناشدت الدكتورة هالة زايد، وزيرة الصحة والسكان، المتعافيين من فيروس كورونا بعد مرور 14 يومًا على شفائهم، بالتوجه إلى أقرب مركز خدمات نقل الدم تابع لوزارة الصحة والسكان بالمحافظات، للتبرع بالبلازما للمساهمة فى علاج الحالات الحرجة من مرضى فيروس كورونا، وذلك بعد نجاح تجربة حقن بلازما المتعافيين لـ30 حالة من الحالات المصابة بالفيروس، حيث إن بلازما دم المتعافين تحتوى على أجسام مضادة للفيروس وثبتت فاعليته في علاج آخرين.

وقال إسلام إبراهيم، أحد المتعافين من كورونا، في حديثه مع "الدستور"، إن هذا واجب إنساني، ونوع من أنواع الشكر والحمد لله على نعمة الشفاء من هذا الداء؛ وسيكون أول المتبرعين لهم هما أبوه وأمه فهما في حالة العزل الآن.

وأكد أنه لم يطلب منهما حتى الآن التبرع بالبلازما أو التوجه لأي مستشفى لأخذ البلازما من المتعافين، مؤكدًا أن الأمر لا يحتاج لفتوى من الأزهر لأن المصريين جدعان بالفطرة، ويظهر أصالة معدنهم في وقت الأزمات والشدة.

في ذات السياق، يقول محمد هزاع، متعاف من كورونا؛ في حديثه مع "الدستور": "لا مانع لدي من التبرع، ولكن كبر سني هو ما يحول دون ذلك؛ وتبرع أي متعاف بالبلازما يعد شكرا لله على نعمه الصحة والتعافي من وباء يحصد العشرات يوميًا في مصر، وأتمنى ألا أرى مكروها في أبنائي وأسرتي، وسيكون تبرعي بمثابة زكاة وتضرع لله الاّ يصيب عائلتي مكروه".

وشرح دكتور أشرف عقبة، رئيس قسم المناعة بطب عين شمس؛ أنه حتى الآن لم يكتشف العالم علاجا لفيروس كورونا، وحقن البلازما من المتعافين لما تحمله من أجسام مضادة هى العلاج الوحيد الذي ثبتت فاعليته في مواجهة هذا الوباء وحماية الأرواح من الموت؛ حيث أجرت وزارة الصحة تجربة حقن ٣٠ حالة مصابة ببلازما المتعافين وكانت النتيجة مذهلة، بالتزامن مع تجارب لدول أخرى تحت مظله منظمة الصحة العالمية، للاستفادة من هذه البلازما لحين اكتشاف عقار لكورونا.

وتابع في تصريحاته لـ"الدستور"، أن سحب عينات البلازما من الحالات لا يتم إلا بشروط يجب توافرها في المتعافي وخلوه من أي أمراض وحتى سن معينة؛ أيضًا لا يمكن حقن جميع مصابي كورونا بالبلازما إلا في الحالات شديدة الخطورة، إلى جانب بروتوكول العلاج التابع لوزارة الصحة؛ فالعلاج يتم إقراره طبقًا لكل حالة والمعايير والمحاذير التي يستخدم معها كل علاج؛ فهناك أدوية أظهرت نتائج مذهلة مع حالات، ولا يجوز استخدامها مع حالات أخرى.