رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«ثقافة الانتظار» عند أهل الكتابة: أشياء لا تصدق تنتظر أن تعرفها

باولو كويلو
باولو كويلو

«الانتظار مؤلم والنسيان مؤلم أيضا، لكن معرفة أيهما تفعل هو أسوأ أنواع المعاناة»... مقولة شهيرة للروائي والقاص البرازيلي باولو كويلو (24 اغسطس 1947)؛ تلخص فعل الانتظار والذى يعد من أصعب الأشياء التى تمر بحياتنا الآن فى وقت أصبح فيه التباعد الاجتماعى هو القانون الذى يحكم البشر فى ظل إنتشار جائحة كورونا "كوفيد 19" فهو ان تترقب وترصد حقيقة قطعية؛ فكل منا ينتظر شئ ما.

وعن الانتظار كتب كثير من المفكرين مقولات، تخلص موقفهم من الانتظار والترقب، نجد مثلا أن الكاتب الأمريكي الساخر مارك توين قال عنه: "يستطيع الكذب أن يدور حول الأرض في انتظار أن تلبس الحقيقة حذاءها"، أما أجاثا كريستى جاءت نظرتها للترقب والانتظار رومانسية بعض الشىء حيث رأت انه يعبر عن الترقب والتوقع المنتظر أن يتحول فيه المحبوب إلى شخص آخر، قائلة:" إن الغيرة ليست مسألة في العادة، بل إنها بالأحرى.. كيف أعبر عن ذلك؟ إنها أكثر جوهرية من ذلك؛ إنها تعتمد على معرفة المرء بأن حبه غير متبادل. وهكذا يستمر المرء في الانتظار والترقب والتوقع منتظرا أن يتحول المحبوب إلى شخص آخر".

كارل ساغان الفلكى الأمريكي، قال عن الانتظار:" في مكان ما اشياء لا تصدق، في الانتظار ان تعرفها"، أما غسان كنفانى رأى أن الانتظار فيما بيننا، حفرة تكبر كلّما عمقت أظافرنا اكتشافها إلّا إنّنا لا نستطيع أن نردمها بأيِّ شيء.

المعاجم العربية عرفت الانتظار، أنه هو طلب ما يقدر أن يقع، ويرى ابراهيم حسن فى مقاله عن "الانتظار" فى إطار علم الفلسفة، إنّ الانتظار هو"وجودنا الإنساني مؤسّسٌ على مفهوم الانتظار وفق ما أرى.. لا يوجد أحدٌ منا لا ينتظر، الجميع ينتظرون شيئًا ما. إذن نحنُ بهذه الحالة نصنع لنا معنى لوجودنا وغاية قد تكون بعيدة عمّا يجب أن يكون فعلًا. قد نكون على صواب في انتظارنا لشئ ما.. أو قد نكون على خطأ، لكن المهم أن ننتظر، لأنه بدون الانتظار يعني أننا نعيش حياة عبثية".