رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

والنبي أنا عتريس


"والنبي أنا عتريس، أنا بلوة مسيحة، أنا ستين عتريس في بعض، إنتو ما بـ تخافوش مني ليه"
لو فاكرين المشهد دا من فيلم "شيء من الخوف"، اللي كان بـ يقول العبارات اللي فاتت دي هو الممثل أحمد توفيق، اللي ناس كتير ما تعرفش إنه كمان كان مخرج متميز، وهو اللي قدم مثلا مسلسل "لن أعيش في جلباب أبي"، اللي لسه لـ حد النهاردا ناس بـ تشوفه في الإعادة رقم مية وشوية له على الشاشة.
أحمد توفيق من الناس المهدور حقهم، مع إن سيرته ومسيرته كانوا في منتهى التميز، بس هو كان شخص هادي، مستقر في بيته على كورنيش النيل في جاردن سيتي، يعمل اللي يعمله، ويسيبه على أمل إنه هـ يحقق أثره المفروض له، والناس هـ تستمتع وتستفيد، والحياة بسيطة.
توفيق اتولد زي النهاردا من 90 سنة، يعني 2 يونيه 1930، وفي الخمسينات درس في معهد التمثيل ودرس في كلية الحقوق وكلية الآداب، واتخرج مدرس في معهد التمثيل.
كان له تجربة محدش كتير اتكلم عنها، وهي الإنتاج، لما أنتج فيلم "معجزة السماء" لـ محمد فوزي ومديحة ويسري، صحيح ما كررش تجربة الإنتاج تاني، بس دايما اللي له في الإنتاج، بـ يبقى له في عناصر صناعة الدراما التانية، واللي اكتشفه كـ ممثل الأول كان صلاح أبو سيف، اللي قدمه في "لا وقت للحب" وبعدين "القاهرة 30".
دوره في القاهرة 30 كان من الأدوار المهمة، لو فاكرين، هو لعب دور "سالم الإخشيدي" الموظف الفاسد في مكتب الوزير، اللي جاب محجوب عبد الدايم وورطه في مهمته القذرة، ثم نشأ بينهم تنافس، انتصر فيه الإخشيدي، لـ إنه هو الأصل في الفساد. الدور كان صعب، وهو قدمه بـ منتهى السلاسة، رغم وقوفه قدام فنانين كبار.
بعدها اشتغل توفيق أدوار تانية، كلها أدوار مركبة، صعب على أي ممثل تاني تقديمها، منها رشدي في "شيء من الخوف"، اللي هو واحد من رجالة عتريس ييجي له هوس إنه هو نفسه ممكن يكون عتريس، رغم إنه مش مؤهل لـ دا، ودا اللي قال فيه جملته الخالدة اللي بدأنا بيها الكلام.
من الأدوار التانية المهمة اللي قدمها دور "شكري عبد الحميد" في فيلم "حافية على جسر الذهب"، وكان فيه مشهد تاني قوي، وهو رايح العوامة يعرض قدراته التمثيلية على نجوم الفن، اللي كانوا سكرانين في عوامة من العوامات، وهو بـ يأدي مشهد لـ شكسبير، وهو بـ يتريقوا عليه، وبقية مشاهده في الفيلم، وهو مصمم ينتج فيلم بطولة كاميليا، اللي وقفت معاه لما كانوا بـ يسخروا منه.
الحقيقة أدواره كلها محتاجة كلام عنها، لكن ممكن نشاور لـ مسلسل كان إخراج حسام الدين مصطفى اسمه "وتوالت الأحداث عاصفة"، الشهير بـ أنا البرادعي يا رشدي، كان بـ يلعب دور مركب برضه، وفي أثناء المسلسل دا، عبد الله غيث قال إنه أحمد توفيق هو أصعب ممثل ممكن تقف قدامه.
كـ مخرج، أحمد توفيق كان من طليعة مخرجي التلفزيون، واهتم بـ تقديم المسلسلات الدينية والتاريخية، منها "عمر بن عبد العزيز"، اللي كون فيه دويتو مع نور الشريف، مكنهم من تقديم رواية إحسان عبد القدوس "لن أعيش في جلباب أبي"، اللي عملوه في ظروف إنتاجية صعبة لـ الغاية، وما كانش فيه اهتمام بيه، إلا إنه نجح ومازال.
اتجوز أحمد توفيق المخرجة رباب حسين، بعد فترة تعارف سريعة، ما كملتش سبع شهور، وساندها طول مشوارها، لـ درجة إنه آخر حاجة قدمها كان دور صغير في مسلسل "يا ورد مين يشتريك"، كـ مساندة منه ليها، واتوفى أول أغسطس 2005، ربنا يرحمه ويرحم الجميع.