رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

عمرو سمير عاطف: «النهاية» ليس مقتبسًا ولا مسروقًا (حوار)

عمرو سمير عاطف
عمرو سمير عاطف

نفى السيناريست عمرو سمير عاطف أن يكون مسلسله الأخير «النهاية» مقتبسًا من أى عمل فنى أو روائى آخر، داعيًا من يتهمه بذلك إلى اللجوء للقضاء، للفصل فى الأمر، متحديًا مروجى هذه «الشائعات» بالإقدام على الخطوة التى طالب بها.
ونال «النهاية»، الذى عرض خلال شهر رمضان الماضى، قسطًا كبيرًا من الجدل، وانقسم متابعوه إلى فريقين، أحدهما متحمس له، وآخر ينتقده باستمرار، ويتهم صناعه بعدم الصدق الفنى، بعيدًا عن كون المسلسل ينتمى لنوعية الخيال العلمى بالأساس.
وقال «عاطف»، فى حواره مع «الدستور»، إنه، وصناع العمل، لم يتوقعوا رد الفعل الإسرائيلى الغاضب من بعض أحداث المسلسل خاصة «قصة نهاية إسرائيل»، وذلك لاعتقادهم أن الأمر لن يصل إليهم، معتبرًا، فى الوقت ذاته، أن هذا الأمر «دليل نجاح».

■ كيف ترد على اتهامك بالمبالغة فى استخدام فكرة الإسقاطات فى أعمالك؟
- «الإنسان عدو ما يجهل»، ومسلسل «النهاية» غريب وغامض وخيال علمى، فبعض الناس قرروا أن يفهموا العمل بطريقة غير منضبطة من وجهة نظرهم، وهذا ما حدث، فبالتالى كان هذا الحكم، فكل الأعمال التى بها غموض أو غير معتادة بالنسبة للجمهور معرضة لهذا الاتهام لكنه ليس حقيقيًا، وأنا على المستوى الشخصى لا أعرف هل أنا المختص بهذا الاتهام فقط أم لا، وربما يكون هناك موقف منى أو من بطل العمل، حيث سبق أن قدمت مسلسلًا من هذه النوعية مع الفنان طارق لطفى ولم يتهمنا أحد بأى شىء.
■ كيف ترى دهشة البعض عندما يعرفون أن مؤلف النهاية هو نفسه مؤلف «ولاد العم» و«بكار» و«تامر وشوقية»؟
- هذا الأمر بالفعل كنت ألاحظه منذ ٥ سنوات، لكن حاليًا لم أعد أواجه مثل تلك الأمور، ومؤخرًا نشرت منشورًا على «فيسبوك» كنوع من أنواع استرجاع الذكريات فقط، وهى ليست مشكلة آنية أعانى منها حاليًا، وكانت الأزمة وقتها أن معظم أعمالى مختلفة عن بعضها، فلم يتوقعوا أن يكون كاتبها مؤلف واحد.
■ ماذا عن اتهامك بالنقل أو الاقتباس من أكثر من رواية ونقل مشاهد أو أفكار من أعمال أجنبية؟
- مَن يقول إن «النهاية» مأخوذ عن أعمالهم لى نصيحة واحدة لهم: «من فضلكم توجهوا للقضاء».. هو من سيحكم فى الأمر ولن أعقب أكثر من ذلك، ومن يتهمنى بأن السيناريو الذى كتبته مأخوذًا عن أعمال أجنبية فأنا أؤكد أن هذا غير حقيقى على الإطلاق، ولم يستطع أحد أن يثبت عكس ذلك، وهذا ردى عليهم، فهو عملى كاملًا.
■ الكتابة مكونة من تيمات محددة.. هل تشابه تلك التيمات مع أعمال أخرى هى ما يوحى بأن العمل مقتبس؟
- أرى أن اعتقاد البعض بأننا غير قادرين على إنتاج مثل هذه الأعمال، مثل العالم الخارجى، هو السبب، ففى أعمالى السابقة كانت هناك تأكيدات من البعض بأنها منقولة من أعمال أخرى، فهم يرون أننا من المستحيل أن نقدم مثل هذه الأعمال، لكن ليست فكرة التيمات على الإطلاق.
■ لم تقدم عملًا مصريًا فى الدراما التليفزيونية منذ ٢٠١٧.. لماذا؟
- لم أنقطع عن الكتابة وتقديم الأعمال.. كنت منشغلًا خلال الفترة الماضية بتقديم أعمال فنية فى المملكة العربية السعودية، والغياب كان مشكلة مرتبطة بعدم انضباط الإنتاج خلال السنوات الماضية، وهو ما جعلنى غير متواجد وأيضًا عملى فى السعودية.
■ وهل الأمر مرتبط بتقديم عمل فنى مع يوسف الشريف فقط فانتظرته؟
- غير صحيح على الإطلاق، ليس الأمر كذلك، وإن كان تكرار عملنا يعود إلى وجود تلاق بيننا على المستوى الفنى، ونرى ما هو مناسب لنا فنتفق على تقديمه.
■ ما أبرز أوجه التلاقى بينك ويوسف الشريف لتكرار كل تلك الأعمال؟
- من الصعب وصفها لأنها أمور فنية، فهناك تفاهم فنى بيننا وهو ما يظهر فى الأعمال، وليست الفكرة أننا أصحاب تفكير واحد، لكن لدينا ذوق فنى متقارب.
■ مسلسل النهاية واجه هجومًا منذ عرض البرومو.. هل وضعتم ذلك فى حساباتكم منذ البداية؟
- كل ما فكرنا فيه أن نبذل قصارى جهدنا فى المسلسل فى بداية الأمر، وكنا نعرف أن الله سيوفقنا لاجتهادنا فى العمل، ولم نضع فى تفكيرنا الهجوم أو الانتقاد قبل عرض العمل.
■ ما حدود النقد التى تقبلها ومتى تعتبره تخطيًا لفكرة النقد؟
- النقد هو كل ما يتعلق بالجوانب الفنية بالعمل، ومن حق أى شخص أن يقول رأيه ولا يستطيع أحد أن يمنعه، وهذا أعتبره نقدًا، بينما تجاوز ذلك والتفتيش فى النوايا «أنت تقصد كذا وتقصد كذا» فهذا غير نقد على الإطلاق، بل اسمه «استقصاد» أو «وضع فى الدماغ»، وحقيقى لا أعرف التعامل مع ذلك، وهى المرة الأولى التى أتعرض لها لمثل هذه المواقف، فهناك من يستحق الرد وغيره لا يستحق، وهناك نقد جعلنى أضحك كثيرًا، مثل الربط بين أحداث المسلسل والماسونية.
■ هل توقعتم رد فعل من إسرائيل على فكرة فنائها فى العمل؟
- على الإطلاق، لم نتوقع ذلك فى البداية، ولم نكن نتوقع أنهم سيسمعون عن المسلسل، وكان ردهم مبالغًا فيه كثيرًا، وأعتقد أنه بذلك تكون رسالة المسلسل قد وصلت.
■ وماذا عن فكرة القدس واختيارها مسرحًا للأحداث؟
- العمل مستوحى عن «المسيخ الدجال، فبالتالى فى مرحلة من المراحل سيحاول المسيخ الدجال احتلال مدينة القدس، لذلك قررنا أن تكون مسرحًا للأحداث، ولماذا اخترنا القدس بائسة وبهذا الشكل؟.. فلأننا كنا نقترب من نهاية العالم وظهور المسيخ الدجال، فطبيعى أن تكون الحياة فقيرة.
■ كيف ترى فكرة الجروبات والصفحات لتحليل حلقات المسلسل كاستديو تحليلى.. وهل قصدت بـ«الواحة» مدينة دبى؟
- يعكس ذلك الاهتمام من المشاهدين، وهو شىء يسعدنى تمامًا، فعملى وصل إليهم وجعلهم يبحثون ويربطون التفاصيل، وبالنسبة للواحة لم أقصد بها دبى على الإطلاق مثل ما أثير، وليس ذلك المقصود، فالواحة ليست مكانًا بعينه، هى مكان متصور من خيالنا، حتى أنها من الممكن أن تكون مكانًا خارج الأرض من الأساس.
■ ناقش العمل قضيتين مهمتين هما الطاقة وترشيد التقدم العلمى.. ماذا عن رؤيتكم لهما مستقبليًا وتطبيقهما على المسلسل؟
- بالنسبة للطاقة، من الممكن أن تصل البشرية إلى مستقبل شبيه به وهو مستقبل مأساوى، وكل المشاكل الموجودة فى المسلسل ليست بالضرورة ستحدث، لكن أردنا أن نقول إن هناك حالة من السيطرة على كل شىء من أجل السيطرة على الناس ومن أجل التحكم فى حياتهم، وبالنسبة لفكرة ترشيد التقدم العلمى، نحن نعانى منه حاليًا وهو ترشيده فى خدمة الاقتصاد، بمعنى أنه من الممكن أن نقفز قفزات هائلة فى مجال الأدوية مثلًا، لكنه لم يحدث بشكل مقصود، من أجل بيع أكثر كمية من السلع قبل الانتقال للمرحلة التالية، ففى المسلسل ضربنا مثالًا بالتليفون، فهناك تحديث سنوى له لكن على أرض الواقع ممكن اختصار تقدم ١٠ سنوات فى سنة واحدة، وهذا لن يحدث حتى يتم بيع ١٠ موديلات خلال ١٠ سنوات، وهذا ينعكس على الحياة والتلوث والبيئة وغيرها، فمن ٢٠ سنة كان من الممكن أن نستغنى تمامًا عن البترول ونعتمد على الكهرباء وهذا لم يحدث حتى يتم بيع البترول.
■ هل واجهتك مشكلات فى تنفيذ بعض الأفكار أو المشاهد، خاصة أن تصوير العمل تم فى حوالى ٣ أشهر فقط؟
- لا أستطيع أن أقول ذلك، فخطة المسلسل تغيرت حتى نستطيع تنفيذ العمل وهذا ليس قصورًا من فريق العمل بسبب العدد الضخم من المشاهد المطلوبة، وفكرة التصوير فعلًا كانت مقاربة لهذه المدة لاعتمادنا على مشاهد جرافيك بجانب التصوير.
■ إلى أين وصلنا كأطقم فنية فى أعمال التنفيذ.. وماذا عن المصريين المشاركين فى هذا العمل تحديدًا؟
- العمل كان مصريًا ١٠٠٪، ووصلنا إلى مستوى مثل أى إنتاج فى العالم، ولدينا أفراد على كفاءة ومستوى عالٍ.
■ ما أهم المراجع العلمية التى عدت إليها فى كتابة المسلسل؟
- هناك مجموعة من علماء المستقبليات المتخصصين فى تصور المستقبل اطلعت على كتاباتهم ودراساتهم واستفدت منها كثيرًا، وهى معظم المصادر التى يلجأ إليها معظم كتاب أعمال الخيال العلمى بالعالم، ليتصوروا شكل الطاقة أو الاتصالات أو غيرهما.
■ إلى أى مدى حققت طموحك من عرض المسلسل؟
- لم أكوّن رأيًا بعد، أريد مساحة، قد تكون عامًا، للرد على مثل هذا السؤال، لكن حاليًا لم أكونه كاملًا.
■ «النهاية ٢».. هل كان فى الخطة منذ البداية أم بسبب آراء الجمهور؟
- «النهاية ٢» كان فى الخطة منذ اليوم الأول، لكن التنفيذ ليس من اختصاصى، بل من الشركة المنتجة ويوسف الشريف، وحتى الآن لا توجد قرارات بشأنه.
■ قدمت «تامر وشوقية» و«راجل وست ستات» فى ذروة «الست كوم».. ما سبب اختفاء تلك النوعية من الأعمال؟
- الكوميديا فى العالم كله متراجعة، وواضح أن فكرة الموجات هى السائدة، فكان «الست كوم» موجة وسيطر ثم تراجع، وهذا ليس فى مصر لكن فى العالم كله.
■ هناك اتهام للدراما بشكل عام بالمط والتطويل، خاصة أن منصات الديجيتال تعرض مسلسلات ١٠ حلقات مثلًا.. كيف ترى الأمر؟
- بالفعل منصات الديجيتال تعتمد على هذا العدد من الحلقات، ولا تعتمد على المسلسلات الطويلة مثل التليفزيون، فالتليفزيون والعرض الرمضانى، بسبب اعتماده على الإعلانات، لا يقبل بأقل من ٣٠ حلقة، وفكرة المط هى مشكلة تواجهنا فى مصر بسبب العرض الرمضانى.
■ ماذا عن عملك السعودى المكون من ١١ حلقة.. وهل هناك أعمال أخرى تعاقدت عليها؟
- هو مسلسل من قصة وإنتاج المستشار تركى آل الشيخ، وهو عمل ضخم انتهيت من كتابة الجزء الأول منه «١١ حلقة»، وهو بوليسى أكشن تدور أحداثه فى عدة دول، ولكن حتى الآن لم يدخل حيز التنفيذ بسبب الظروف التى نعانيها مؤخرًا.. وحتى الآن لا توجد أى أعمال أخرى تعاقدت عليها.