رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

فايزة أحمد.. شيخ ضرير علمها العزف وغنت تحت تهديد بالقتل

فايزة أحمد
فايزة أحمد

انفصلت أمها عن أبيها وهي طفلة، وبالتالي استحالت إقامتها في دمشق، فذهبت مع أمها إلى خالها في بيروت ليكفلها بديلًا عن والدها، ومن حسن حظها فكان خالها يمتلك فونوغرافًا، ومن هنا راح صوت أم كلثوم وعبد الوهاب يملأ أذنها، هي الفنانة الكبيرة فايزة أحمد والتي روت حكاية تهديدها بالقتل لمجلة الكواكب كما سيأتي..

تقول فايزة أحمد:" بمجرد خروج خالي من المنزل إلى العمل كنت أدير "الفونوغراف" وأسمع أغاني أم كلثوم، ثم أنفرد بنفسي وأردد ما حفظت من الأغنيات، وذات يوم كنت أستمع إلى إحدى أغنياتها فضبطني خالي متلبسة بالاستماع فإذا به يثور ثورة عارمة ويكسر الاسطوانات ويضربني بقسوة مبالغ فيها.

وأكملت:" وفي مرة اضطر خالي أن يغادر بيروت مدة كما تقتضي ظروف عمله وأقنعت أمي أن أنتهز هذه الفرصة وتحضر لي مدرسًا للموسيقى، وبالفعل جائتني أمي بعازف ضرير لقنني أصول العزف على العود، وقبل أن يعود خالي من رحلته كنت قد أجدت العزف على العود تمامًا، وشغلني هذا عن دروسي بالطبع، وما إن عاد خالي من سفره ورأى العود حتى ثار وكسره وأمرني بالعودة إلى مدرستي وعندما لاحظ تقصيري مع دروسي أحضرني أمام أمي وهددني بالقتل إذا لم أنصرف عن هذه "المسخرة" التي أقوم بها بأن استمع للأغاني وأظل أرددها.

وواصلت:" لم ألق بالًا للتهديد برغم خوفي، وانتهزت خلو البيت مرة وهربت لأذهب إلى إذاعة بيروت وطلبت من المسئولين اختباري وأرسلوني إلى قسم الأصوات وكان يرأسه في ذلك الوقت محيي الدين سلام والد المطربة نجاح سلام، ووصلتني رسالة رقيقة منه بعد ذلك يطلب مني الحضور لتسجيل اغنيتين لإذاعة بيروت ولا خالي ولا أمي يعلمان بما تم.

وتابعت:" لم أكن أستطع الاستمرار بهذا الشكل، فلجأت إلى صديق للأسرة صحبني معه إلى سوريا وقدمني لإذاعة دمشق، ولكني لم أنجح في الاختبارات فصحبني الصديق إلى حلب وكان حظي في محطة حلب أفضل بكثير فسجلت لي أغنية لاقت استحسانًا كبيرًا عند إذاعتها، حتى أن محطة دمشق أرسلت تستفسر عن صاحبة الصوت الجديد، ولما علم شفيق شبيب رئيس القسم الموسيقى في إذاعة دمشق أنني صاحبة الصوت الذي رفضه حتى أرسل في طلبي واستدعاني ليسجل لي عدة أغان.

واختتمت حوارها قائلة:" سجلت مجموعة كبيرة من الأغاني حققت نجاحًا كبيرًا، وأنا مازلت في الثانية عشرة من عمري، ولمع اسمي في هذه السن الصغيرة، وجاء خالي في أثري من بيروت إلى دمشق، وبحث عني طويلًا حتى وجدني، وعندما رأيته ارتجفت وبكيت من الخوف، وكدت أفقد الوعي من الرعب، لكنه سارع يحتضنني ويضمني إلى صدره ويقبلني وصالحني وقال لي إنه لم يكن يعتقد أو يتصور أن أغني يومًا بهذا الشكل، وأنني أملك هذا الصوت القوي الرائع، ومن يومها وأنا ألقى منه كل تشجيع ورعاية.