رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«بلاش نفاق».. قصة أول درس تعلمه «عبدالوهاب» من أمير الشعراء

محمد عبد الوهاب
محمد عبد الوهاب

روى موسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب تفاصيل أول دعوة للعشاء تلقاها من أمير الشعراء أحمد شوقي قائلا: "كانت أول دعوة لي للعشاء من أحمد شوقي في مطعم الكورسال، يومها أذكر أنني تناولت أفخر عشاء في حياتي مادة ومعنى، كنت أردت رضاءه عندما ألف لي أغنية "في الليل لما خلى"، وكنت أعرف أنه يحب من الغناء اللون القديم الذي اشتهر بأدائه عبده الحامولي وعبدالحي حلمي، ومن يليهما من كبار مطربي الأجيال الماضية، فقلت له حينها: (أنا حعمل للأغنية لحن يعجبك ويتفق مع اللون اللي تحب تسمعه)".

وأضاف عبدالوهاب في حوار أجرته معه مجلة الكواكب: "فوجئت وقتها بتجهم وجه شوقي، وسألني يعني إيه اللحن اللي يعجبني؟، فقلت: يعني تلحين قديم زي المغنى بتاع عبدالحي حلمي، وهنا نظر لي شوقي وقال: "اسمع يا بني، الفنان الأصيل ميخلقش حاجة على ذوق غيره، إنما يستلهم ذوقه وإحساسه وحده، وأنصحك بالابتعاد عن هذه الطريقة لأني اعتبرها نفاقا وتملقا لرغبات الناس، خلي فنك ينبع من ذات نفسك، لأن ده يخليك تعتز بما تخلقه من ألحان، وأنا شخصيًا أصبحت أعيش في بيئة غير البيئة التي تعيش فيها أنت، وربما يكون ذوقي غير متفق مع ذوقك، ولكن إذا حاولت أن تسمعني لحنا تعتز به وتحبه، فسيكون ذلك أفضل لي، لأن حينها سأسمع فنًا غير زائف أو مصطنع".

وتابع عبدالوهاب: "وكان هذا الدرس أثمن لدي من كل ما تعلمته ومن كل ما قد أتعلمه، لأنه علمني أن أقتنص الشعور بلذة الحياة من كل ما أخلقه من ألحان".

واختتم: "حتى أولادي، لقد جعلتني هذه الفلسفة العميقة أكثر إحساسًا بهم وبجمال فكرة الله في خلقهم، فأحيانًا يرى الأب قطعة من نفسه تمشي على الأرض مثلما يمشي، أو تضحك مثلما يضحك، أو تومئ مثلما يفعل، وربما يكون الأبناء نسخًا طبق الأصل من آبائهم، ولكن لن يشعر منهم بجمال الخلق أو لذته، إلا من يعتز بنفسه وبما ينبع منا مثل شوقي، أو مثلي أنا بعد أن تعلمت ذلك الدرس من شوقي".